قلعة دوين
تقع قلعة دوين على بعد 56 كم شمال اربيل. وهي من القلاع التي استخدمها الكورد لممارسة السلطة والدفاع عن نفوذهم. بنيت هذه القلعة في عهد شادي بن مروان وهما من اجداد القائد صلاح الدين الأيوبي ومن قبيلة روند الكوردي.
قال أبن الأثير في مادة شيركو عم صلاح الدين صفحة 259 في البداية والنهاية "ولد أسد الدين شيركوه الكردي الزرزاري وهم من أشرافِ شعوب الأكراد", يقول أبو شامة المقدسي –الروضتين في أخبار الدولتين صفحة -129ج1- "وكان أسد الدين شيركوه وأخوه نجم الدين أيوب وهو أكبر أبناء شادي من بلدة دوين وهي بلدة في آخر أذربيجان مما يلي الروم وأصلهما من الأكراد الروادية وهذه القبيلة هي أشرف الأكراد", ("والروادية بطن من الهذبانية وهي قبيلة كبيرة من الأكراد تقطن دوين" صفحة 139ج6 أبن خلكان أنباء أبناء الزمان ج6), "صلاح الدين هو يوسف بن أيوب بن شادي بن مروان الكوردي الزرزاري الهذباني الروندي أصله من بلدة (دوين) وقريته اجدانقان (اجدانكان), ودوين بلدة تابعة لأربيل في كوردستان العراق
وتقع القلعة فوق سلسلة جبلية تشرف على ما حولها. وتوجد مقبرة امام القلعة وتبدو شواهدها قديمة جدا. ويوجد على بعد 5 كم شمال القلعة نبع ماء معدني.
الموقع الجغرافي للقلعة
تقع هذه القلعة ضمن حدود ناحية صلاح الدين التابعة لقضاء شقلاوة في محافظة اربيل. وعلى بعد 28 كم شمال غرب مصيف بيرمام.
والسلسلة الجبلية التي تقع عليها القلعة تمتد من الضفة الشرقية للزاب الأعلى حد دربند كوري الذي يقع بين شقلاوة وقرية كوري. وتشرف القلعة بأتجاه الشمال والجنوب على مساحات فسيحة تمتد فوق المرتفع، والمسطحان يشبهان الوادي الممتد. وتقع القلعة في مكان عصي يصعب الظفر به، ويطل على ما حوله ولا طريق يمكن الوصول اليه سوى طريق واحد يقع شرق القلعة.
طريق للوصول الى القلعة
يمكن ان ينطلق زائر من اربيل عاصمة كوردستان العراق شمالاً باتجاه شقلاوه، وهي أحد المنتجعات المهمة في كوردستان. هنالك عدد من المرافق الخدمية. مثل مطعم تارين على بعد 15 كم من اربيل، وفندق خانزاد ذي الخمس نجوم على بعد 18كم. بعدها هنالك قلعة حصن خانزاد الأثرية ومن ثم طريق صلاح الدين المتعرج الذي ينتهي بالوصول الى بلدة السياحية. وبعد اجتياز صلاح الدين ينحدر الطريق بشكل منعطفات نحو قرية كوري. وعند نهاية المنعطف الأخير بأتجاه الغرب (يساراً) هنالك طريق يسير نحو قرى آرماوه، آشكه، دار بزماره. وبعد وصولك الى قرية آشكه، هنالك طريق باتجاه اليمين يسير نحو قرية دوين، حيث ينحدر نحو واد ملئ بالبساتين. ثم يسير الطريق نحو الشمال الغربي ويجتاز قريتين ليصل بعدهما الى قرية دوين. وعلى بعد كيلو متر واحد، تقع قلعة دوين، وهنالك طريق ثان يمكن للسائح ان يسلكه للوصول الى القلعة. بالقرب من نقطة تفتيش شقلاوة بأتجاه الغرب (يساراً) هنالك طريق يوصلك الى قلعة دوين وهنالك العديد من المناطق الكائنة في اطراف القلعة وعلى جانبي الطريق المؤدي اليها، تصلح كمناطق سياحية في فصل الصيف ويقصدها المصطافون. وتوجد شمال القلعة نهير وأشجار عالية وبساتين، يقصدها المصطافون خصوصاً في الربيع.
جولة في القلعة
هنالك طريق معبد يربط الفسحتين المحيطتين بالقلعة مع بعضهما البعض. وعند وصولك الى امام القلعة، يمكنك ان تترجل، حيث تقع المقبرة التأريخية الشهيرة لدوين يميناً. ويمكن الوصول الى قلب القلعة مشياً على الأقدام لمدة خمس دقائق وهنالك عدد من الغرف وابراج المراقبة ومتاريس دفاعية، تعد من أشهر ما تبقى من حصنها. البعض من الأجزاء الشرقية والجنوبية للحصن مازالت شاخصة حتى الآن. الأجزاء الأخرى منها لم يتبق منها سوى الأساس. وفي غرب القلعة مازال هنالك برجان مدوران قطر كل واحد منهما متران. برجا المراقبة شرق القلعة منهاران
مقبرة دوين
لا تبعد المقبرة سوى مائة متر عن القلعة بأتجاه الشرق. وتحوي مئات القبور القديمة والحديثة. شواهد بعض القبور عالية ومزينة بالنقوش والنحوت البارزة، نقش عليها العديد من الرموز الدلالية كالخنجر والشمس. ربما تعود المقبرة الى عهد كانت مركزاً للسلطة وشواهدها هي لحكام القلعة وشخصياتها. تشبه هذه المقبرة كاليري فنياً تكثر فيه النقوش، ويمكن ان ينظر اليها كمتحف فني.
نبع بابه جيسك المعدني
يقع هذا النبع على بعد 5 كم شمال غرب القلعة، جنوب قرية بابه جيسك، وهو عبارة عن بركة ماء ينبع من وسط عين يتدفق منها (5) انجات من الماء المعدني. وهنالك على بعد مائة متر، نبع ماء معدني آخر يحيط به سياج حجري خاص بالنساء. العديد من المصابين بالأمراض الجلدية يقصدون نبعي ماء بابه جيسك المعدنيين. ويروي اهالي القرية العديد من القصص حول شفاء العديد من المصابين بالأمراض الجلدية. ومياه هذين النبعين يكثر فيها الكبريت، المفيد لمعالجة العديد من الأمراض الجلدية. والصلصال الموجود بالقرب من النبعين يستخدم لطلاء الأماكن المصابة من الجسم وينتظر ان تجف، ليغتسل بعدها المريض بمياه النبعين، ويتماثل المريض للشفاء بعد ان يستخدم هذا الأسلوب العلاجي لمرتين أو ثلاث.