اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج محمد وآل محمد واللعن أعداء محمد وال محمد بحق محمد وال محمد
عظم الله اجوركم بذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام
الإمام الصادق عليه السلام
في سطور
اسمه: جعفر
أبوه: الإمام محمد الباقر (عليه السلام).
جده: الإمام زين العابدين (عليه السلام).
أمه: أم فروة (فاطمة) بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر.
ولادته: ولد في المدينة يوم الجمعة، أو الاثنين، عند طلوع الفجر في السابع عشر من ربيع الأول، يوم ميلاد جده الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) سنة 80هـ أو 83 هـ.
صفته: ربعة، ليس بالطويل ولا بالقصير، أبيض الوجه، أزهر له لمعان كأنه السراج، أسود الشعر، جعده(1) اشم الأنف قد انحسر الشعر عن جبينه فبدا مزهراً، وعلى خده خال أسود.
كناه: أبو عبد الله، أبو إسماعيل، أبو موسى، وأولها أشهرها.
ألقابه: الصادق، الفاضل، الطاهر، القائم، الكافل، المنجي، الصابر، وأولها أشهرها.
نقش خاتمه: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، أستغفر الله.
أشهر زوجاته: حميدة بنت صاعد المغربي، فاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
أولاده: إسماعيل، عبد الله، موسى الكاظم، إسحاق، محمد الديباج، العباس، علي.
بناته: أم فروة، أسماء، فاطمة.
شعراؤه: السيد الحميري، أشجع السلمي، الكميت، أبو هريرة الآبار، العبدي، جعفر بن عفان.
بوابه: المفضل بن عمر.
مؤلفاته: قال الشيخ المظفري: ما روي عنه بلا واسطة ثمانون كتاباً، وبواسطة سبعون كتاباً.
تلاميذه: أخذ عنه العلم والحديث أكثر من أربعة آلاف رجل.
المصنفون من تلاميذه: صنف المئات من تلاميذه في مختلف العلوم والفنون.
مجيئه إلى العراق: أشخصه المنصور العباسي إلى العراق مرات متعددة، وقد هم أن يقتله في بعضها وكان (عليه السلام) يستغل وجوده في العراق لنشر العلم، حتى قال الحسن بن علي الوشا: أدركت في هذا المسجد ـ يعني مسجد الكوفة ـ تسعمائة شيخ كل يقول حدثني جعفر بن محمد.
ملوك عصره:
• من بني أمية: هشام بن عبد الملك، يزيد بن عبد الملك الملقب بالناقص، إبراهيم بن الوليد، مروان بن محمد الملقب بالحمار.
• من بني العباس: السفاح، المنصور.
مدة إمامته: أربع وثلاثون سنة.
أوصياؤه: أوصى (عليه السلام) إلى ولديه عبد الله وموسى، وإلى زوجته حميدة، وإلى محمد بن سليمان والي المدينة، وإلى المنصور العباسي.
وفاته: توفي في الخامس والعشرين من شهر شوال سنة 148، متأثراً بسم دسه إليه المنصور العباسي على يد عامله على المدينة، محمد بن سليمان.
قبره: دفن (عليه السلام) في البقيع، مع أبيه الباقر، وجده زين العابدين، وعمه الحسن سبط، (صلوات الله عليهم أجمعين).
عمره: هو أكبر الأئمة (عليهم السلام) سناً، فعمره الشريف على الرواية الأولى من مولده:68 سنة، وعلى الثانية: 65 سنة.
هدم قبره: في الثامن من شوال سنة 1344 هـ هدم الوهابيون قبره، وقبور بقية أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
الهوامش
1 ـ الجعد من الشعر خلاف السبط.
نسبه
هو جعفر بن محمد بن علي بن الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، الإمام أبو عبد الله العلوي المدني الصادق، أحد السادة الأعلام وابن بنت القاسم بن محمد (بن أبي بكر)، وأمه هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أب بكر فلذلك كان يقول: ولدني أبو بكر مرتين(1).
وكانت أم فروة من الصالحات الفاتنات، ومن أتقى نساء أهل زمانها(2).
الهوامش
1 ـ تذكرة الحفاظ ج1 ص166 .
2 ـ عيون المعجزات ص76.
ولادته
ولد الإمام الصادق يوم الأحد(1). ويقال: يوم الاثنين(2)، لثلاث عشر ليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين من الهجرة(3)، وهو يطابق يوم ولادة النبي الأعظم رسول الله محمد بن عبد الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
الهوامش
1 ـ جنات الخلود ص28.
2 ـ بحار الأنوار ج47 ص1 رقم2 .
3 ـ إعلام الورى ص271، وبحار الأنوار ج47 ص1 رقم 2 .
النصوص الدالة على إمامة أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق
إن الشيعة قد تواترت خلفاً عن سلف، إلى تواتر نقلهم بالباقر أنه نص على الصادق (عليه السلام) كما تواترت على أن أمير المؤمنين نص على الحسن، ونص على الحسين(عليه السلام)، وكذلك كل إمام على الإمام الذي يليه، ثم هكذا إلى أن ينتهي إلى صاحب الزمان، وكل سؤال يسأل عن هذا الدليل، فالجواب عنه مذكور في تصحيح تواتر النص من رسول الله على أمير المؤمنين (عليه السلام)(1).
• روى الكليني بإسناده عن أبي الصباح الكناني قال: نظر أبو جعفر (ع) إلى أبي عبد الله (ع) يمشي فقال: ترى هذا؟ هذا من الذين قال الله عز وجل: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)(2).
• وروى بإسناده عن طاهر قال: كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) فأقبل جعفر، فقال أبو جعفر (عليه السلام): هذا خير البرية أو أخير(3).
وروى بإسناده عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سئل الإمام عن القائم (عليه السلام) فضرب بيده على أبي عبد الله (ع) فقال: هذا والله قائم آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال عَنْبَسَةُ: فلما قبض أبو جعفر (عليه السلام) دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فأخبرته بذلك، فقال: صدق جابر. ثم قال: لعلكم ترون أن ليس كل إمام هو القائم بعد الإمام الذي كان قبله؟(4).
• روى علي بن محمد الخزاز بإسناده عن أبي همام ابن نافع، قال: قال أبو جعفر الباقر (عليه السلام) لأصحابه يوماً، إذا افتقدتموني فاقتدوا بهذا فإنه الإمام بعدي وأشار إلى ابنه جعفر(5).
الهوامش
1 - إعلام الورى ص273 .
2 - أصول الكافي ج1 باب الإشارة والنص على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (ع) ص243 رقم 1 .
سيرته وسنته
وهي سيرة فريدة الفصول، تزخر بالعطاء، والتلقينات التربوية، تدنينا إلى عالمه الزاهر، ومثله وقيمه، الذي يفتح أعيننا على روائع أخلاقه وكريم سجاياه ويطبع على قلوبنا شيئاً من هداه:
- 1 -
(كان إذا جاء الليل يأخذ جراباً فيه الخبز واللحم وصرر الدراهم فيحمله على عاتقه ويقسمه على أهل الحاجات وهم لا يعرفونه)(1).
هذا التطواف الليلي على بيوت البائسين، من ذوي الحاجة والعوز، في طليعة العبادات الاجتماعية التي كان يمارسها الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) ولقد كانوا يمارسون ذلك متكتمين، لا يحبون أن يعرفوا، إمعاناً في خلوص النية لله، وحفاظاً على ماء الوجوه بالنسبة لأولئك المستضعفين ولا شيء أعظم في الدلالة على عمق الحس الإنساني والمواساة الحقيقية، للضعفاء من هذا التفقد الحاني، الذي كان يمارسه الإمام الصادق بنفسه في كل ليلة.
- 2 -
(كان يقول لخادمه في أوقات حاجة الناس:
أشتر لنا شعيراً واخلط به طعامنا فإني أكره أن نأكل جيداً ويأكل الناس ردياً)(2).
وهكذا يجب أن يكون القدوة يعيش آلام الناس، ويشاركهم شظف العيش، ويواسيهم بنفسه ويكره أن يتميز عليهم.
استشهاده (عليه السلام)
• قال السيد أبو القاسم علي بن طاووس: إن من العجب أن يبلغ طلب الدنيا بالعبد المخلوق من التراب والنطفة الماء المهين إلى المعاندة لرب العالمين في الإقدام على قتل مولانا الصادق جعفر بن محمد (صلوات الله عليه) بعد تكرار الآيات الباهرات حتى يكرر إحضاره للقتل سبع دفعات بلغ إليه حب الدنيا حتى عميت لأجله القلوب والعيون (أفرأيت أن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون).
تارة يأمر رزام بن مسلم مولى أبي خالد أن يقتل الإمام وهو سلام الله عليه في الحيرة، وتارة يأمر باغتياله مع ابنه موسى بن جعفر، قال قيس بن ربيع: حدثني أبي الربيع، قال: دعاني المنصور يوماً قال: أما ترى الذي يبلغني عن هذا الحسيني؟ قلت: ومن هو يا سيدي؟ قال جعفر بن محمد: والله لأستأصلن شأفته، ثم دعا بقائد من قواده فقال: انطلق إلى المدينة في ألف رجل فاهجم على جعفر بن محمد وخذ رأسه ورأس ابنه موسى بن جعفر في مسيرك..(1).
وتارة يأمر بإحراق بيته(2).
ولم يقنع بهذه الأفعال الشنيعة من التعذيب والتشريد حتى شرك في دمه وقتله مسموماً بالعنب.
الهوامش
1 - مهج الدعوات ص260.
2 - المناقب لابن شهر آشوب ج4 ص280 وبحار الأنوار ج47 ص2 رقم 4.