لكل دولة ذات سيادة نشيدها الوطني الذي يصبح متداولا بعد نيلها استقلالها، أما النشيد الوطني الفلسطيني فقد استبق الاستقلال، إذ كان أول نشيد وطني فلسطيني غير رسمي، هو النشيد (موطني) للشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان وهو النشيد نفسه الذي استخدم أيام الجمهورية العربية المتحدة وهو أيضاً نفس النشيد الوطني العراقي وكان من ألحان الموسيقار اللبناني محمد فليفل.
أما النشيد الحديث (فدائي) فقد أصبح متداولاً عام (1972م)، واعتمد نشيداً وطنياً للفلسطينيين بقرار من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في ذلك العام، وعرف آنذاك بنشيد الثورة الفلسطينية، وهو نشيد قامت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح باستخدامه في سياق تحويل أسماء المؤسسات الفتحاوية إلى أسماء فلسطينية عامة.
ومؤلف نشيد فدائي هو الشاعر (سعيد المزين) المعروف بفتى الثورة، مؤسس أولى المجلات الفلسطينية المعاصرة التي كانت تصدر باسم (الثورة الفلسطينية)، بينما مُلحنها هو الموسيقار المصري الكبير (علي إسماعيل)، وقد قام الموسيقار اليوناني (الكبير ميكيس ثيوذوراكيس) باعادة التوزيع الموسيقي للنشيد عام 1981 في خطوة رمزية عبر من خلالها عن تضامنه مع الفلسطينيين وقضيتهم العادلة، فيما قام الملحن الفلسطيني (حسين نازك) بوضع التوزيع الموسيقي النهائي للنشيد عام (2005م).
وحيث أن النشيد الوطني رمز من رموز السيادة الوطنية فقد أولاه مجلس الوزراء الفلسطيني أهمية كبرى، وأمر بتوحيده واعادة تسجيله، وتعميمه على المؤسسات الحكومية والسفارات، وأصدر قراراً بالمصادقة عليه يحمل رقم (181) لسنة (2005م).
نص النشيد:
فدائي فدائي فدائي
يا أرضي يا أرض الجدود
فدائي فدائي فدائي
يا شعبي يا شعب الخلود
بعزمي وناري وبركان ثاري
وأشواق دمي لأرضي وداري
صعدت الجبال وخضت النضال
قهرت المحال حطمت القيود
فدائي فدائي فدائي
يا أرضي يا أرض الجدود
بعصف الرياح ونار السلاح
وإصرار شعبي لخوض الكفاح
فلسطين داري فلسطين ناري
فلسطين ثاري وأرض الصمود
فدائي فدائي فدائي
يا أرضي يا أرض الجدود
بحق القسم تحت ظل العلم
بأرضي وشعبي ونار الألم
سأحيا فدائي وأمضي فدائي
وأقضي فدائي إلى أن أعود
فدائي فدائي فدائي
يا أرضي يا أرض الجدود