لقد اشتملت "نظرية النصية العروضية" مع مصطلحات البحث الكلي الذي نشأت فيه، على مصطلحات البحث الجزئي الذي لم تستغن عنه؛ فاستفادت من الأخفش وابن عبد ربه والمعري والتبريزي والدماميني والدمنهوري والهاشمي وغيرهم ما اشتملت عليه من مصطلحات قديمة باقية على مفاهيمها، ومن الجاحظ والجرجاني وابن جني والآمدي وابن رشيق وحازم القرطاجني وابن هشام وغيرهم ما اشتملت عليه من مصطلحات قديمة معالجة المفاهيم، ومن محمود محمد شاكر وإبراهيم أنيس وعبد الرحمن أيوب وشكري عياد وعبد الله الطيب المجذوب وسعد مصلوح وعلي يونس وغيرهم، ما اشتملت عليه من مصطلحات حديثة باقية على مفاهيمها، لتستقل بما اشتملت عليه من مصطلحات حديثةٍ معالَجة المفاهيمِ.
وتصاعدت نِسَبُ طوائف المصطلحات التي اشتملت عليها "نظرية النصية العروضية"، من القديمة الباقية المفاهيم، إلى القديمة المعالَجة المفاهيمِ، ثم الحديثة، فالحديثة المعالَجة المفاهيمِ، دون أن يختل تصاعدها؛ فدلت بحيَويَّتها الظاهرةِ على تطوُّرها الطبيعيِّ؛ فلقد يكفي مخترعَ العلم كما ذكر ابن خلدون، أن يؤسسه بما يدل عليه الناسَ ويمهد لهم سبيلَه، ليكونوا هم الذين يُؤصِّلونه من بعده ويُفرِّعونه ويَتوسَّعون فيه ويُضيفون إليه.
وكذلك تصاعدت كما لا يخفى على النظر العارض، طبائعُ مصطلحات هذه الطوائف الأربع، من الإفراد المغلق إلى الإفراد المفتوح ثم التركيب المفتوح فالتركيب المغلق؛ فإننا إذا وازنا مثلا بين أحد مصطلحات الطائفة الأولى ["التفعيلة" (الوَحدة التي بتكرارها يتكون البيت من القصيدة)]، وأحد مصطلحات الطائفة الثانية ["الأسلوب" (العبارة المغيَّرة عن طبيعتها لأداء معنى طارئ)]، وأحد مصطلحات الطائفة الثالثة ["التعليق النحوي" (ربط العناصر النحوية بعضها ببعض)]، وأحد مصطلحات الطائفة الرابعة ["التعبير العروضي الوزني اللغوي النحوي" (العبارة المتوسطة بين منزلتي التفعيلة والبيت من جهة ومنزلتي الكلمة والجملة من جهة أخرى)]، تجلى ذلك التصاعد!