يعاني بعض الرجال من دوالي الخصية، وهي مشكلة صحية تؤثر على الخصوبة لدى الرجل ويمكن أن تسبب بعض الأعراض المزعجة، ويساعد استئصال دوالي الخصية في علاج هذه المشكلة.
دوالي الخصية هي تضخم في الأوردة في كيس الصفن، ويمكن أن تحتاج الحالة إلى استئصال الدوالي من خلال عملية جراحية لإزالة هذه الأوردة المتضخمة.
عندما تتضخم دوالي الخصية في كيس الصفن، فيمكن أن تمنع تدفق الدم إلى بقية الجهاز التناسلي، وحينها يتراكم الدم في كيس الصفن، مما يؤدي إلى تضخم الأوردة، ويمكن أن يؤدي هذا إلى تأثير على الصحة الجنسية وعدد الحيوانات المنوية وجودتها.
ويساعد الإجراء الجراحي في استعادة تدفق الدم بشكل جيد إلى الأعضاء التناسلية.
ما هي الحالة التي تستدعي عملية دوالي الخصية؟
في كثير من الحالات، لا تتسبب دوالي الخصية في ألم أو انزعاج لدى الرجال، وحينها يمكن أن يفضل الطبيب عدم إجراء العملية لتجنب مخاطر الجراحة.
أما إذا تسببت الدوالي في صعوبة الإنجاب، وأدت إلى تأثيرات على الصحة الجنسية للرجل ومستويات هرمون التستوستيرون، فسوف يضطر الطبيب لاستئصالها.
وغالبًا ما تظهر الدوالي على الجانب الأيسر من كيس الصفن، ولكن في حالة نموها على الجانب الأيمن، فيمكن أن يلجأ الطبيب لإجراء الجراحة، وذلك لأنه تزداد فرصة نمو الأورام إن وجدت الدوالي على الجانب الأيمن من الخصية.
كيفية إجراء استئصال دوالي الخصية
هناك ثلاثة خيارات جراحية لاستئصال دوالي الخصية، وتشمل:
1- العملية الجراحية التقليدية
هي عملية جراحية تتم تحت التخدير الموضعي أو الكلي، ويصل الطبيب إلى منطقة الدوالي عن طريق الفخذ في أغلب الأحيان، أو عن طريق البطن في بعض الحالات، وتكون العملية باستخدام الموجات فوق الصوتية والمجاهر الجراحية.
وخلال العملية، يتم إغلاق الأوردة المصابة لإعادة توجيه الدم عبر الأوعية الدموية السليمة، وتؤدي هذه العملية إلى الشعور بألم قليل بعد إجرائها، وخلال فترة قريبة، يمكن أن يعود الرجال لحياته الطبيعية.
2- الجراحة بالمنظار
في هذا الإجراء، يقوم الطبيب بعمل شق صغير في البطن، ومن خلال هذا الشق، يقوم بتمرير المنظار، مما يتيح للطبيب رؤية المنطقة المصابة عبر الكاميرا.
بعد ذلك يقوم الطبيب بإدخال أدوات جراحية من خلال الشق في البطن، ويقطع أي عروق متضخمة تمنع تدفق الدم، وإغلاق نهايات الأوردة باستخدام مشابك صغيرة أو عن طريق الحرارة، وبعد ذلك يقوم بإزالة الأدوات ومنظار البطن وإنهاء العملية.
وتتشابه نتائج الإجراءات السابقة، ولكن قد يعاني الرجل من بعض المشاكل فيما بعد، وتشمل:
- استمرار دوالي الخصية أو عودتها مجددًا.
- تراكم السوائل حول الخصيتين "القيلة المائية".
- حدوث إصابة في شريان الخصية.
3- الإنصمام عن طريق الجلد
إجراء اخر أقل شيوعًا يمكن أن يقوم به الطبيب، وهو إدخال أنبوب أو قسطرة إلى الجسم من خلال الرقبة أو الفخذ (Percutaneous embolization).
سوف يستخدم الطبيب الأشعة السينية للوصول إلى دوالي الخصية، ويدخل بالون أو لفائف من خلال الأنبوب لمنع تدفق الدم إلى دوالي الخصية، ويكون هذا مع التخدير الكلي.
وتتضمن المشاكل التي يمكن أن تتبع هذا الإجراء ما يلي:
- عدم إزالة دوالي الخصية أو احتمالية عودتها مرة أخرى.
- الإصابة بعدوى.
- دوالي الخصية لا تزول أو تعود
- تحرك البالون أو اللفائف التي تم إدخالها.
نصائح هامة بعد العملية
هناك بعض النصائح الهامة التي يجب اتباعها بعد إجراء العملية، وتشمل:
- الإلتزام بتعليمات الطبيب: فيما يتعلق بالحصول على الراحة وتناول الأدوية أو المضادات الحيوية بموعدها المحدد وتنظيف منطقة الإصابة.
- استخدام الكمادات الباردة على كيس الصفن: حيث تساعد في تهدئة الألم وتخفيف التورم.
- تجنب مجموعة من الأنشطة مثل: ممارسة العلاقة الحميمة، ممارسة التمارين الرياضة أو أي مجهود شاق، ممارسة السباحة أو تعريض منطقة الإصابة للماء.
كما يجب على المريض تجنب الإصابة بالإمساك لتفادي الإجهاد الشديد أثناء التبرز، ويمكن أن يتناول الملين بوصف من الطبيب لتسهيل تمرير البراز.
الاثار الجانبية المحتملة لعملية دوالي الخصية
يجب التوجه إلى الطبيب في حالة ملاحظة أي من الأعراض التالية:
- صعوبة في التبول أو إفراغ المثانة بالكامل.
- احمرار أو التهاب في منطقة كيس الصفن.
- تورم غير طبيعي لا يستجيب للكمادات الباردة.
- الشعور بالغثيان والتقيؤ.
- ألم أو تورم في الساق.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
التعافي بعد العملية
يمكن أن يتمكن الرجل من العودة إلى العمل بعد يوم أو يومين من إجراء الجراحة، ولكن لا ينصح بالعودة إلى ممارسة الرياضة أو المجهود الشديد لمدة حوالي أسبوعين.
وفي حالة إجراء الإنصمام، سيكون التعافي أسرع قليلًا، ويمكن العودة لممارسة الرياضة في غضون أسبوع إلى 10 أيام بعد الإجراء.
تأثير استئصال دوالي الخصية على الخصوبة
بعد إجراء العملية بحوالي 3 إلى 4 أشهر، سوف يقوم الطبيب بإجراء تحليل السائل المنوي لقياس مدى تحسن الخصوبة، وغالبًا ما تساعد هذه العملية في علاج المشكلة بنسبة 60 إلى 80% وتزداد فرص الحمل والإنجاب، ويمكن ملاحظة التحسن خلال 6 أشهر من الإجراء.
يمكن أن يساعد هذا الإجراء في زيادة الخصوبة من خلال استعادة تدفق الدم إلى كيس الصفن، مما قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون وزيادة إنتاج الحيوانات المنوية.