Philadeliphia
1993. دراما / 126 دقيقة
أكثر من أي شيء ( فيلادليفا ) هو ببساطة قصة عن الناس والطبيعة البشرية.
وباء الأيدز، بدأ بالظهور في أوائل الثمانينات من القرن المنصرم، و بدأ ظهور الافلام التي تتناول الأيدز موضوعا لها - ولو كانت بشكل خجول و بسيط - في منتصف الثمانينات، فيلادليفا كان أول فيلم رئيسي ذو ميزانية عالية يظهر على الشاشة يتناول الموضوع هذه المرة بشكل جدي.
بالتأكيد شركة الإنتاج ( TriStar ) قدمت عروضا مغرية لجذب فريق من النجوم. توم هانكس يلعب دور ( اندرو بيكت ) المحامي الصاعد في واحدة من كبريات شركات المحاماة في فيلادليفيا، على الرغم من الترقية التي حصل عليها مؤخرًا، يجد نفسه فجأة مطرود! تستخدم الشركة عذرًا واهيًا لطرده، يبدو في الحقيقة انه تم طرده لأنه يعاني من مرض الأيدز.
يعاني بيكت في العثور على محامي ليوكله قضية ( انهاء خدمات غير مشروع ) . و لأنه واهن وضعيف جدًا ليقوم بذلك بنفسه.
يسعى للحصول على مساعدة المحامي جو ميلر ( دنزل واشنطن ) أو كما يسمونه الناس ( تي في گاي ) ، الملاذ الأخير لكن سعيه لم ينجح أول الأمر بسبب ذعره من مرض الأيدز ، وبغضه للمثليين. الموقف المحرج الذي يحدث لبيكت ، في المكتبة العامة امام أنظار جو ميلر ، يجعله يغيير رأيه ويقبل القضية ويترافع عنه، وبشكل مترددفي البداية، لكن في النهاية يصبحون في الواقع اصدقاء.
جو محامي صعب ومتحمس، يرفع دعوة بالاضرار الشخصية والعاطفية ضد شركة المحاماة العملاقة، تتحول هذه القضية القانونية الى دراما قانونية عن الشجاعة، و التغلب على التعصب والعنصرية و الفساد.
يختلف عن العديد من الأفلام، في أنه تم تصويره بفترات زمنية متقطعة و بالتتابع، كان هذا أمرًا مهمًا، فقد قام توم هانكس بتجويع نفسه مع تقدم التصوير، لذا بدا أن فقدان الوزن و الوهن البادي عليه كما لو كان يعاني من الأثار التقدمية للمرض. توم هناكس رسخ نفسه حقا لهذا الدور ، و هو من أهم الاعمال التي قام بها في مسيرته الفنية، و نال على أساسه أوسكاره الأولى.
إذا أمكنني أن أوصف فيلادليفيا بكلمة واحدة فستكون ( القوة ) ، و ليس للفيلم موطن واحد للقوة، بل الكثير منها:
يناقش موضوع شديد الحساسية ( مرض الأيدز )، و التعصب العام للمجتمع نحو هذا المرض، فقد تناوله بطريقة لبقة، و واقعية دون المساس باي طرف.
و تناول أيضا قضية المثلية، وكيف يناضلون مثليون الجنس و يكافحون من أجل التسامح وتغيير نظرة المجتمع نحوهم واستبدال نظرة الازدراء و الاستحقار بنظرة احترام و تقدير. والتعامل معهم على اساس انسانيتهم لا على اساس ميولهم الجنسية.
هو أيضًا دعوة عامة ل ( الفهم ) ، قدمت بلطف من مخرج تحفة ( صمت الحملان ) .. ( جوناثن ديم )