،،،،
《آثار التلوث الضوئي》
■آثار التلوث الضوئي على الإنسان
يؤدي التلوث الضوئي إلى العديد من الآثار السلبية على الكائنات الحية والبيئة، ومن أهمّها:
□اختفاء الظلام من السماء، وذلك لأنّ الأضواء الصادرة من المنازل والشركات تُصعد إلى السماء، وبالتالي يصبح من الصعب رؤية النجوم.
□إهدار الكهرباء ومصادر الطاقة التي نحتاجها لإنشاء الطاقة الكهربائية. الإضرار بصحة الإنسان بسبب التعرض للضوء الزائد في الليل.
□حدوث اضطرابات في النوم.
□التشويش على رؤية السائقين ليلاً بسبب الضوء الصادر من اللوحات الإعلانية والمصابيح في الشوارع، وبالتالي التسبب بالحوادث.
□التأثير بشكل كبير على عمل علماء الفلك، وذلك بسبب التشويش على رؤية النجوم والمجرات ليلاً.
■ آثار التلوث الضوئي على الحيوان
يمتلك التلوث الضوئي عدداً من الآثار الضارة بالحيوانات، فهو يُعطل قدرة الحيوانات على التوجيه البصري -ويعني إدراك موقع الأشياء بالنسبة لبعضها البعض- ويعيق قدرتها على التنقل، ويُحفز بعض السلوكيات غير المعتادة لديها في وقت معين من اليوم أو خلال السنة، وقد لوحظ حصول الآثار السابقة على كل من: الحشرات، والسلمندر، والضفادع، والسلاحف، والطيور.
_كما يُشكّل التلوث الضوئي تهديداً للعديد من الطيور، فهناك مئات الأنواع من الطيور المهاجرة ليلاً كالطيور المغردة، والطيور الساحلية تعتمد على الكوكبات النجمية أثناء هجرتها الموسمية، إذ تقلل ظاهرة التوهج الضوئي من وضوح هذه الكوكبات النجمية بالنسبة لها، كما قد تعيق الإضاءة الساطعة في المناطق الحضرية حاسة التوجيه لديها، وعادة ما تجذب أضواء المباني، والأبراج، والمنارات الطيور لتنحرف عن مساراتها الطبيعية، إذ تجذب الطيور إلى مصدر الإضاءة باعتباره مرجعاً لها لاعتقادها بأنّه هو أحد النجوم أو القمر، ولكن تكمن المشكلة في أنّه عندما تقترب الطيور فجأة من مصدر الإضاءة، يحدث لها إرباك وتفقد قدرتها على الرؤية لتصطدم بالنوافذ والجدران والأرضيات، وتشكل مصادر الضوء الثابت مشكلة أخرى، فعادة ما تتجمع الطيور وتحوم حول هذه الأضواء، وتبدأ في رحلتها نحو الضوء، وعندما تكتشف الطيور خطأها تحاول تعديل مسارها الخاطئ، الأمر الذي قد يؤدي إلى اصطدام الطيور ببعضها، وربما يسقط على الأرض نتيجة لتعرضها للإرهاق.
_وهناك عدد من الآثار السلبية للأضواء الصناعية على إناث السلاحف الباحثة عن أماكن لبناء أعشاشها، وعلى صغار السلاحف التي تبحث عن طريقها نحو البحر، حيث تتأثر هذه الصغار بالتوهج الضوئي وبالإضاءة المباشرة، فالطريقة التي تتبعها صغار السلاحف البحرية للعثورعلى الماء قائمة على فكرة أنّ الأفق الليلي فوق البحر يبدو أكثر سطوعاً منه فوق اليابسة، أمّا بالنسبة للأسماك فإنّ انجذابها للإضاءة الصناعية تختلف من نوع إلى آخر، ولكن يظل لمصادر الضوء الصناعية أثرها في السلوك الطبيعي للأسماك، فقد أفادت العديد من الأبحاث القائمة على دراسة أثر الضوء في مزارع الأسماك وفي أعماق المياه بأنّ الأسماك تبتعد عن الضوء الأبيض، ومع ذلك فإنّ العديد منها ينجذب إلى مصادر الضوء، فيستفيد من ذلك صيادو الأسماك للإمساك بها.
■آثار التلوث الضوئي على النبات
تُؤثر فترة الليل والظلام على عمليات التمثيل الغذائي، والتطور، وكافة الأنشطة التي تقوم بها النباتات، وعلى وجه الخصوص نباتات النهار القصير (بالإنجليزية: Short-day Plant)*، والتي تحتاج إلى ليل طويل مظلم حتى تنمو، وفي حال تعرّضت هذه النباتات إلى إضاءة اصطناعية لليلة واحدة، فهذا يعني أنّه قد مرّ عليها ليلان قصيران بدلاً من ليلة واحدة طويلة مع تأثرها ببعض الاضطرابات، وهذا الأمر يؤثر في أنماط الإزهار والتطور لدى النبات، فنباتات النهار القصير عادة ما تبدأ بالإزهار في فصل الخريف عندما يكون النهار قصيراً، ومع زيادة فترة الليل تدخل في طور السكون استعداداً لتحمل قسوة الشتاء.
_ تفيد العديد من الدراسات أنّ التلوث الضوئي حول البحيرات يمنع بعض العوالق الحيوانية مثل برغوث الماء (بالإنجليزية: Daphnia) من تناول الطحالب السطحية، ويؤدي نمو هذه الطحالب إلى قتل النباتات الأخرى التي تنمو في البحيرات وخفض جودة مياهها، وقد لاحظ علماء الحشرات وعلماء حرشفيات الأجنحة تأثر هذه الكائنات بالتلوث الضوئي، بحيث بدأت تقلّ قابليتها للتنقل في الليل، مما أثر في نمو النباتات التي تعتمد على التلقيح الليلي والذي يحدث عن طريق حشرات العث، مما قد يؤدي على المدى البعيد إلى انخفاض أعداد هذه النباتات بسبب عدم قدرتها على التكاثر بشكل الطبيعي، وبالتالي سيتغيّر النظام البيئي ككل في تلك المنطقة، وتتأثر الأشجار أيضاً بالتلوث الضوئي الذي يعيق استجابتها للتغيّرات الموسمية والتكيف معها، إذ يمنع الضوء الاصطناعي الأشجار من التخلص من أوراقها عند الحاجة إلى ذلك، ويعود هذا الأمر بالضرر على الحيوانات التي تتغذى على الأوراق الساقطة، كما يمنع التلوث الضوئي الطيور من بناء أعشاشها على الأشجار.
،،،،يتبع