كتَّاب النبي صلى الله عليه وسلم
النبي الكريم محمد بن عبد المطلب عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام رسول الله، نبي أُمي كان لا يقرأ ولا يكتب، وهذا ثابت بنص القرآن الكريم وبإجماع الصحابة، لذلك اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم كُتابًا للوحي وللرسائل النبوية والمواثيق والعهود والقضايا الأخرى، وهؤلاء الكتّاب معروفون في المصادر المعتمدة.
وقد ذُكر أنَّ كُتَّابه صلى الله عليه وسلم كانوا ستة وعشرين كاتبًا على ما ثبت عن جماعة من ثقات العلماء، وقيل: أنهم كانوا اثنين وأربعين كاتبًا، وفي دراسة حديثة ذكر أنَّ كتاب الوحي أربعة وأربعون صحابيًا، تخصص منهم أربعة وعشرون كاتبًا في كتابة الرسائل والمواثيق والعهود النبوية، ومن أبرز هؤلاء الكتَّاب:
الخليفة أبو بكر الصديق، والخليفة عمر بن الخطاب، والخليفة عثمان بن عفان، والخليفة علي بن أبي طالب، والخليفة معاوية بن أبي سفيان، والصحابي يزيد بن أبي سفيان، والصحابي أبو سفيان بن حرب، والصحابي الزبير بن العوام، والصحابي عبد الله بن الأرقم بن أبي الأرقم، والصحابي الأرقم بن أبي الأرقم، والصحابي خالد بن الوليد، والصحابي أبو سلمة المخزومي، والصحابي أبان بن سعيد بن العاص، والصحابي خالد بن سعيد بن العاص، والصحابي سعيد بن سعيد بن العاص، والصحابي عمرو بن العاص، والصحابي المغيرة بن شعبة الثقفي، والصحابي شُرحبيل بن حَسَنَة الكِندِي.
وأيضًا الصحابي حُويطب بن عبد العُزَّى القرشي، والصحابي حاطب بن عمرو القرشي، والصحابي العلاء الحَضْرَمي، والصحابي العلاء بن عُقبة، والصحابي مُعيقيب بن أبي فاطمة الدوسي، والصحابي جُهَيم بن الصَّلت، والصحابي بُرَيدة بن الحُصيب الأسلمي، والصحابي عامر بن فُهَيرة، والصحابي عبد الله بن سعد بن أبي السرح، والصحابي حَنَظَلَة بن الربيع التميمي، والصحابي حذيفة بن اليمان، والصحابي أُبَيّ بن كعب الخزرجي الأنصاري، والصحابي زيد بن ثابت الأنصاري، والصحابي ثابت بن قيس الأنصاري، والصحابي حُصين بن نمير الأنصاري، والصحابي أبو أيوب الأنصاري، والصحابي عبد الله بن رواحة، والصحابي عبد الله بن عبد الله بن أُبي الأنصاري، والصحابي عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري، والصحابي محمد بن مسلمة الأنصاري.
هؤلاء ثمانية وثلاثين كاتبًا من كتَّاب وحي النبي صلى الله عليه وسلم، منهم ثمانية وعشرون كاتبًا مكيًا، وعشرة مدنيين، وكان المداويم منهم على الكتابة معاوية بن أبي سفيان وزيد بن ثابت وكانا يكتبان الوحي، والزبير بن العوام وجُهيم بن الصلت كانا يكتبان أموال الصدقة، وكان حُذيفة بن اليمان يكتب خَرْص النخل، والمـغُيرة بن شُعبة والحُصين بن نُمير يكتبان المداينات والمعاملات، وكان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كاتب العهود والمواثيق والرسائل، وكان مُعَيقيب بن أبي فاطمة الدَّوسي على خاتم النبي صلى الله عليه وسلم.
المواد الكتابية
لقد استعمل العرب المواد الموجودة لديهم في شبه الجزيرة العربية للكتابة، فاستعملوا العظام والحجارة والألواح الرقيقة وأغصان النخيل من السعف والجريد والجلود، كما أنهم استوردوا أوراق البَرْدَي، إلاّ أنَّ الكتابة على الجلود كانت أكثر شيوعًا لتيسرها في مكة والمدينة، ولسهولة الكتابة عليها ولمقاساتها المختلفة التي تتناسب مع المحتويات المطلوب كتابتها، ولقوتها ومتانتها وخِفَّة وزنها، ولمرونتها التي تجعلها تطوى على شكل دائري، أو على شكل آخر، ولمقاومتها للزمن وثباتها مع الأيام.
ولأهمية الكتب النبوية وضرورة وصولها إلى الملوك سالمة، تُقرأ بسهولة ويسر، خفيفة الوزن، سهل الحمل، يمكن إخفاؤها عن الأنظار، كانت تكتب على الجلود، ولقد استعمل الرَّق الناعم المصقول في رسائل النبي صلى الله عليه وسلم التي أرسلها إلى الأمراء والملوك، وكانت هذه الرسائل مختومة بخاتم النبي صلى الله عليه وسلم، وأُستعمل الحبر الأسود في كتابة مضمون الرسائل وفي الختم النبوي، كما خُتمت الرسائل النبوية بعد طيها بخاتم النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا تفتح تلك الرسائل إلا من قبل الذين أرسلت غليهم وحدهم دون سواهم من الناس.
أما الحبر المستعمل في رسائل النبي صلى الله عليه وسلم، فقد يكون من نبات العُلَّيق الأسود[1]، أو من مادة الكربون الناتجة من الدخان المتراكم في المطابخ التي تعمل بالخشب وفضلات الحيوانات المجففة، والذي يطلق عليه "السُّخام"[2]، حيث تُجمع هذه المادة وتُخلط في الماء بمادة لزجة من أجل جمعها وزيادة كثافتها وتماسكها.
أما الأقلام المستعملة في كتابة رسائل النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كانت أقلام القصب المسنّنة برؤوس دقيقة ناعمة، وقد عرف العرب هذا النوع من الأقلام، وسمّيت بأسماء مختلفة منها: الأرقم، والقلم، والمِرقَم، والمدبّر، والملقط، واليراع.
أما الخط العربي في مكة والمدينة في وقت إرسال الرسائل النبوية ونزول القرآن لم يكن منقوطًا ولا مشكولًا، بل كان خاليًا من النقط والشكل، فكُتبت الرسائل النبوية، وكُتب القرآن الكريم بالخط العربي السائد في مكة والمدينة بدون نقط ولا تشكيل[3].
[1] العُلَّيق: نبات يتعلق بالشجر ويتلوى عليه ويستخرج من مادة تكوّن الحبر الأسود.
[2] السخّام: سواد القدر، والفحم، ويقال: ليل سخام: أي أسود.
[3] انظر: محمود شيت خطاب: سُفراء النبي صلى الله عليه وسلم، دار الأندلس الخضراء للنشر والتوزيع، السعودية، جدة، الطبعة الأولى، 1417هـ= 1996م، ص245- 287.
قصة الإسلام