.
أكتوبر
..
كنتُ يرقَة بلا اسم بلا ذاكرة،أحفرُ على الماء ذاكرة الزمَن كيفَ يكُون الضوء في الفجوَة العميقة مفتاحَ سعادتنا القصيرة!
نوفمبر
..
تفسّخَ جلدي الرخْو عن فراشَة بلون داكِن، أعصبُ عيون الشمس النائمَة، في الزوايا أتفرّق مثل صرخَة أخيرة أشبهُ الرصّاصات في تحليقها الأرعن
ديسمبر
كنتُ حلزونَة حرب أرسم على الظلال دبيبا أخضر، أهدهد اللاّهدنة، أحرُس الخطايا القديمة وأعلّم أقدام البَشر موعظَة الجبل ..
يناير
الذي يخاتل صدأ الكائنات المستكينة أصبحت حشدا من الحشرات يزهر في ظلامِ الأحجيّة أخلص لحم الجثث الجانحَة وبينَ خطوَة وخطوَة أكتبُ قصيدة للموت..
فبراير
..
حلمت بلقاء امرأة سودَاء، تشبُه إلى حدٍّ ما المرأة التي جعلتها أمي تربطُ روح عذريتي بمَنسجِ جارتنَا القديم
أخبرتُها أن لي بنتين وولدين وقبيلة من الأحفاد لكني ما زلت عذرَاء
ما زلت عذراء بالكامِل رغم أخطائي الجسِيمة
وبكارَاتي جدران إسمنتية تتمدد كلما نضج شيء من توت أنوثتي، القلب الذي نسيت أمي أن تدلك على عمق العلة فيه جالس والبحر جنبا إلى جنب يرفّهان عن القدّيس سان فلنتين، يتراشقَان بالزبد والقلُوب اليابسَة، ويقتسمان خيبات البشر الحزينَة،عند منعطفِ الموج ثمة قلوب صغيرَة تنتظر ..
في مارس
..
ها صرت امرأة طويلة بلا ظلال، أصابع اللّٰه تُشعل شعرها الأشعث، تضعه مكَان الشمس الغائمة
امرأة بجناحين من مزق الأحلام وخواء يوازي رعونة الريح و اضطراب الشعراء
كفزاعة تماما، أطل خلف الخرائب، أرسل نظراتي تجوبُ هوس الأحياء، هوس الاخضرار وخلود الزرع والماء، هوس خلود الجسد وهم يطعمونه دون كلل خبز الحيرَة ..
أبريل
أصبحت أما لأم أخرى صغيرة وطالت اللائحة أرقاما أخرى، الأمهات الموشومات كابتسامة على رغيف الشمس، الأمهات المشتعلات كعيون فسفورية في فحم السماء، الأمهات الآلهة، الأمهات الملائكة، الأمهات الأشجار والعصافير، الأمهات النجوم والكواكب والعصافير ..
مايو
..
يرهقني حفظ الكلمات الحيّة و الطنانة، والفراغ الكثير حولي يؤثث تسطير المعجم، أفقد صواب اللغة، أبحث ككل شيء عن تمامي في الأسمَاء، عن تمام الأحياء في رثاء الأموات، عن نقصان الأموات من ذاكرة الأحياء، عن يتم المعنَى، عن يتم الكفوف فوق التراب
عن يتم الرؤوس التي تعصف بها مزاجية الريح و لا اتكاء، والكلمات الحزانى تسبقني وتأتي من تلقاء نفسِها دون عناء..
يونيو
..
يرجح أن أكون مقطوعة غنائية ألتف على نفسي في صخب، أستعد لبناء جسر من الأوراق الملوّنة
يصلني بالطفله الذي كنتها يوماً ،ولم تكن تأويخ أحلامها غرفة ..
يوليو
طيوف هاربة تتناسل من جثاميني العارية، طيوف بالكاد تضيئ حلما في التماع الذاكرة، هي نفسها الطيوف التي غادرتني وهي تسلك ذات الدرب ،
ذات التعب ،
ذات الألم..
غشت
كسرت جرة الكلام فوق رأسي وكأي متشرد تسربلت بقصائدي كاملة وخرجت إلى العدَم ..
سبتمبر
عبثاً أحاول
يخوننُي الشعر
وتسقطني الغواية بين الشك واليقين والسؤال
بين السؤال والحقيقة
الحقيقة الجازمة تقُول
أنني لم أحدُث بعد!
منقوول