محتويات
- أنواع الاستثناء مع الأمثلة
- الاستثناء التّامّ المثبت
- الاستثناء التّامّ المنفي
- الاستثناء المفرّغ
- أدوات الاستثناء
- الاستثناء بـ غير وسوى
- الاستثناء بـ خلا وعدا وحاشا
- الاستثناء في الشعر العربي
الأسماء في اللغة العربية يجوز فيها ثلاثة أنواع من الأعراب ، وهي الرفع ، والجر ، والنصب ، وتختلف في رفعها ، ونصبها ، وجرها حسب العوامل الداخلة عليها ، وما يجعلها منصوبة يمكن أن يكون المؤثر فيها فعلاً ، وعندها تكون فضلة ولأنها تتبع ما قبلها و المنصوبات في اللغة العربية هي المفاعيل الخمسة ، كـ ( المفعول به ، والمفعول فيه ، والمفعول المطلق والمفعول لأجله ، والمفعول معه ) ، والحال ، والتّمييز ، والاستثناء ، وخبر كان واسم إنّ ، والتّابع اسم منصوب ، مثل الاسم المعطوف على اسم منصوب قبله ، وصفة الاسم المنصوب أو النّعت والتّوكيد والبدل ، والاستثناء هو أحد هذه المنصوبات ، وله أهمية كبيرة ودور مهم في اللغة العربية إعراب مفصل .
أنواع الاستثناء مع الأمثلة
يعرف الاستثناء بأنه هو إخراج ما بعد أداة الاستثناء من حكم ما قبلها، أي إخراج المستثنى من حكم المستثنى منه ، مثل قوله تعالى: ( فَسَجَدَ الملائكة كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلاَّ إِبْلِيسَ ) الاسم المستثنى هو “إبليس” وجاء بعد أداة الاستثناء وهي “إلا” فخرج من حكم المستثنى منه هو “الملائكة”
فللاستثناء ثلاثة أركان: [1]
- المستثنى وهو اسم ظاهر أو ضمير أو مصدر مؤوّل، ويقع بعد الأداة مباشرة، ولا يمكن حذفه، مثل: “إبليس”،
- والمستثنى منه وهو اسم ويوضع قبل الأداة .
- وأداة الاستثناء .
ويوجد ثلاثة أنواع من الاستثناء وهي :
الاستثناء التّامّ المثبت
وهو الذي لم يحذف منه المستثنى والمستثنى منه ، ولم يأتي قبله نفي أو شبهه مثل “النّهي أو الاستفهام” ، وهو ما يأتي بعد أداء الاستثناء إلا
وهو على نوعين:
- الاستثناء المتّصل:
وهو الذي يكون المستثنى منه من جنس المستثنى منه وأن جاء مثبت أو منفى ، مثل قوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}، ومثل: “ما فاز اللّاعبون إلّا خالدًا”.
- الاستثناء المنقطع:
وهو الذي يكون فيه المستثنى من غير جنس المستثنى منه ، مثل قوله تعالى: {فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلاَّ إِبْلِيسَ}، ومثل : “حضر المسافرون إلّا أمتعتهم”.
الاستثناء التّامّ المنفي
وهو ما يذكر فيه المستثنى ، والمستثنى منه ، ولكنه سبق بنفي أو نهي ، ويعرب الاسم بعد إلّا إمّا بدل من المستثنى منه و “إلّا” أداة حصر ، أو مستثنى بإلّا منصوب، و”إلّا” أداة استثناء.
الاستثناء المفرّغ
وهو الاستثناء النّاقص المنفيّ ، وهو ما لم يذكر فيه المستثنى منه وجاء قبله نفي أو شِبْهه ، مثل قوله تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا}، فـ “إلّا” تكون هنا أداة حصر ، وما بعدها يعرب وكأنّ إلّا غير موجودة، أي بحسب موقع في الجملة وكأنه ليس استثناء .
أدوات الاستثناء
والأدوات ثلاثة : “إلّا” حرف ، “غير، سوى” أسماء ، “خلا، حاشا، عدا” أفعال : [2]
الاستثناء بـ غير وسوى
أنواع الاستثناء التي ذكرناها سابقاً مع إلا يمكن أن تأتي مع غير وسوى ، ولكن الفرق بينهما وبين إلا أنهم أسماء ، وإلا حرف ، ويستخدمان في الاستثناء مثل إلا ، وهما يلزمان الإضافة دائماً ، أي ما يأتي بعدهما يعرب مضاف إليه ، ولذلك تكون كلّ من “غير وسوى” هي المستثنى في الإعراب ، و هذا يعني أنها تعرب إعراب الاسم الذي يأتي بعد إلا .
فأنواع الاستثناء بهما هي :
- الاستثناء التّامّ المثبت: مثل: “جاء الطّلابُ غيرَ خالدٍ” ، غيرَ: منصوب على الاستثناء ، لأنّ الكلام تامّ مثبت .
- الاستثناء التّام المنفيّ: مثل: “ما جاء الطّلّاب غيرُ خالدٍ أو غيرَ خالدٍ”، برفع غير على أنّها بدل من الطّلاب ، ونصبها على الاستثناء ، لأنّ الكلام تامّ منفيّ.
- الاستثناء المفرّغ : مثل: “ما حضرَ سوى طالبينِ”، و”ما رأيتُ سوى طالبينِ”، و”لم أنظرْ إلى سواهما”، جاءت “سوى” في المثال الأوّل سوى تعرب فاعلًا ، وفي الثّاني مفعولًا به ، وفي الثّالث اسمًا مجرورًا ؛ لأنّها جاءت في استثناء ناقص منفيّ ( مفرغ) .
الاستثناء بـ خلا وعدا وحاشا
ويمكن أن يتم الاستثناء ب “خلا وعدا وحاشا” وهما أفعال وليسوا أسماء مثل سوي ، وغير ، أو حرف مثل إلا ، لذلك فأن لهم أعراب مختلف ، فالاسم بعدها يجوز فيها أمرين أما النّصب أو والجرّ ، فالنّصب على أنّها أفعال ماضية ، والجرّ على أنّها حروف جرّ شبيهة بالزّائد، مثل: “أقبلَ الرّجالُ خلا عليًّا أو عليٍّ”، ولكن يكثر النصب ب خلا وعدا في اللغة العربية بهما ويقل الجر ، والعكس مع “حاشا” فالنصب بها قليل ، والجر بها كثير .
وفي استعمالها نوعان:
- وهو على أن “خلا، عدا، حاشا” أفعالًا ماضية ، وذلك عندما تسبق بـ “ما” المصدريّة على خلاف فيها ، ففاعل هذه الأفعال ضمير مستتر وجوبًا ، والاسم المنصوب بعدها مفعول به منصوب ، يجوز فيه الجرّ، مثل: “يجوع النّاسُ ما عدا الأغنياءَ”، ما: مصدريّة، عدا فعل ماض للاستثناء ، وفاعله ضمير مستتر وجوبًا “هو” ، الأغنياء: مفعول به منصوب
- ويجوز إعراب “خلا عدا حاشا” على أمرين :
- الأوّل : أن تعرب أفعالًا ماضية ، وفاعلها ضمير مستتر وجوبًا هو ، والاسم الذي بعدها مفعول به منصوب، مثل : نجا المهاجرون عدا اثنينِ ، عدا: فعل ماضٍ للاستثناء، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا “هو”، اثنين: مفعول به منصوب.
- الثّاني: أن تعرب حروف جرّ ، والاسم الذي بعدها اسم مجرور ، مثل: “وصل المتسابقون عدا المتأخرين”، عدا: حرف جر، المتأخرين: اسم مجرور .
الاستثناء في الشعر العربي
- قال الشّاعر : وليسَ للمجدِ مأوى غيرَ ساحتِهم ** كالنّومِ ليسَ له مأوى سوى المقلِ [3]
الشّاهد مأوى : اسم ليس مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة المقدّرة على الألف للتعذّر غيرَ ، سوى : مستثنى بإلّا منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخر “غير”، والمقدّرة على ألف “سوى”. غيرَ ، سوى: بدل من مأوى ، مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة.
- قال الشّاعر: ألا كُلُّ شيءٍ ما خَلا اللّهُ باطِلُ ** وكلُّ نعيمٍ لا مَحالة َ زائِلُ [4]
الشّاهد ما خلا: ما : مصدرية، خلا : فعل ماض جامد للاستثناء ، والفاعل : ضمير مستتر وجوبًا “هو”.
الله: اسم الجلالة مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
واستعمل المتنبي(ما)داخلةً على الجملة الفعلية في في أكثر من خمس وعشرين موضعا : [5]
تَجمَّعَ فيها كُلُّ لِسْنٍ وأُمَّةٍ فما تُفْهِمُ الحُدّاثَ إلاّ التراجمُ
وكُلُّ أنابيب القنا مَدَدٌ لَهُ وما تنكتُ الفُرسانَ إلاَّ العواملُ
- وجاء جاراً ومجروراً كثيراً مثل :
أتى الطُّعْنَ حتَّى ما تطيرُ رشاشةٌ مِنَ الدم إلاَّ في نحورِ العواتقِ
- وجاء ظرفاً قليلاً مثل :
وقد سار َفي مسراكَ منها رسولُهُ فما سارَ إلاَّ فوقَ هامٍ مُفَلَّقٍ
- وجاء حالاً قليلاً ، مثل :
وترتعُ دونَ نَبتِ الأرضِ فينا فما فارَقتُها إلاَّ جديبا
- وجاء مفعولاً به مثل :
نهاها وأغناها عن النَّهبِ جُودُهُ فما تبتغي إلاَّ حُماةَ الحقائقِ
- ما قبلها لا نافية للجنس :
ولا كتُبَ إلاَّ المشرفيّةُ عِنْده ولا رُسُلٌ إلاَّ الخميسُ العرمر
- وجاءت مهملة مثل :
لا افتخارٌ إلاَّ لِمَن لا يضامُ مُدْرِكٍ أوْمحاربٍ لا ينامُ
- وجاءت داخلةً على الفعل المضارع في بضعة عشر موضعاً،نحو:
لا يُدِركُ المجَدَ إلاَّ سَيِّدٌ فَطِنٌ لِما يَشقُ على السادات فَعَّالُ.
- ومثل:
إنْ تَلْقَهُ لا تلقَ إلاَّ قَسْطلاً أو جَحْفَلاً أوْ طاعِناً أو ضارباً
- ومثل:
أُحاذِرُ أن يَشقَّ على المطايا فلا تمشي بنا إلاّ سواكا
- وقد دخلت”لا”على الفعل الماضي المسبوق بالقَسَم قليلاً ، مثل :
أقسموا لا رأوك إلاّ بقلبٍ طالما غَرَّتْ العيونُ الرجالا .
- وعلى الماضي بمعنى الدعاء ، مثل :
فلا هَجَمْتَ بها إلا على ظَفَرٍ ولا وصلَتَ بها إلاَّ إلى أَمَل.