كيف تساعد الماشية في إنقاذ طيور السهول الكبرى ؟
إنه يوم صيفي حار في وسط مونتانا، وبغض النظر عن مدى سخونة الطقس فإن الجينز الأزرق وأحذية رعاة البقر هي القاعدة للحماية من الرياح الضارية وتهديد الرعد الذي يمكن أن يتحقق دون سابق إنذار في الأفق، ويستكشف رانشر بيل ميلتون أرضه مع عالم الأحياء البرية دان كيسي من طريق ترابي وعر محفور في المناظر الطبيعية الخضراء والذهبية المبعثرة على بعد 50 ميلا خارج بيلنغز، ومن خلال التجول في الأرض في بريوس كيسي، فنحن على الهامش الغربي لسهول الشمالية الكبري، حيث كانت البراري ذات العشب القصير تهيمن على المناظر الطبيعية، ويشير الباحث كيسي إلى طيور بحجم تفاحة على يمين الطريق.
إنها طيور كستنائية، والذكور لديها صدر أسود لامع متوجة بطوق بني، وبمجرد أن أصبحت طيور السهول عددا كبيرا في البراري العشبي القصير والمختلط الذي كان يتم تقليمه بشكل طبيعي بواسطة البيسون وحرائق الغابات، انخفض عدد الطيور بأكثر من 80 % في الخمسين عاما الماضية.
يقول كيسي، الذي شارك في تأليف كتاب طيور مونتانا، بالإضافة إلى خطة إدارة الطيور الضخمة في الولاية، إن هذا النوع من الطيور ليس فقط في وضع صعب، ووفقا لما ذكره كيسي فقد انخفض طيور السهول في المراعي في منطقة جريت بلينز منذ عام 1970 بنسبة 70 بالمائة تقريبا، وهو انهيار ينافس الحشرات والأسماك البحرية، ويعد تغير المناخ وممارسات الرعي التي عفا عليها الزمن والتحضر عوامل محددة في الإنخفاض ولكن تكثيف الزراعة هو الجاني الرئيسي.
من الجيد، هناك اعتراف متزايد بالمشكلة، وتشكلت تحالفات غير مرجحة تاريخيا بين المحافظين على البيئة مثل كيسي ومربي الماشية مثل ميلتون، والتي يمكن أن تفيد جميع الأطراف، وأحد الأمثلة على ذلك هو مشروع السهول الشمالية الكبرى، وهو مجموعة مكونة من 15 كيانا تهدف إلى حماية واستعادة موائل الطيور الأصلية، والتي ينسقها كيسي بقيادة خدمة الأسماك والحياة البرية الأمريكية، وحوالي 21 رابطة 21 إضافية عبر أمريكا الشمالية، ويقول الأستاذ وليام لوينروث من كلية ييل للغابات والدراسات البيئية، نحتاج إلى المزيد من الأشخاص للشعور بالإلتزام الأخلاقي بالإعتناء بأنواع أخرى غير البشر أو الأنواع ذات العيون الكبيرة والفراء.
على الرغم من أن هذه الطيور العابرة والغير بارزة إلى حد ما إلا أنه يمكن رصدها بعين مدربة وتشمل الخدمات الإقتصادية التي تقدمها للبشر نثر البذور، وإفتراس الحشرات ، والتلقيح ناهيك عن سيمفونية التغريد، ويوضح كيسي أثناء جلوسهم في السيارة، هناك إختلافات بين الجانب الأيسر والأيمن من الطريق، وتهيمن على اليسار الأنواع غير الأصلية مثل نبات الفصفصة والبرسيم، والتي تظهر كمزيج من الزيتون والمريمية والطبقات الخضراء، ويبدو الجانب الأيمن حيث نرى المزيد من حياة الطيور البنية بدرجة كبيرة وأكثر ذبولا ولكنها في الواقع أكثر صحة وأكثر ملاءمة للحياة البرية، ويكشف الفحص الدقيق للأرض على اليسار تضاريس قاسية وشبه عارية، ويوضح كيسي، لا توجد أعشاب يمكن أن تعشش بها الطيور، وتم طرد الأنواع النباتية المحلية التي كانت تدعم النظام البيئي من قبل المحاصيل الغريبة.
في حين أن الجانب الأيمن من الطريق أقل خضرة، إلا أنه يتضمن مزيجا من الأنواع المحلية مثل الجراما الأزرق، وعشب الجاموس، والمريمية، وتتحلل من الموسم السابقة وتحمي التربة، وبالمقارنة مع الجانب الآخر فإن هذه الأرض أكثر مقاومة للعوامل المناخية المتطرفة والأمراض والحشرات غير المرغوب فيها وتوفر المزيد من الطعام والسكن، وتعمل كمخزن للكربون والمياه والمغذيات الهامة.
يقول من حيث يقف، تبدو البراري واسع، وعلى الرغم من ظلها السابق إلا أن بقاياها تمتد على أكثر من 180 مليون فدان وخمس ولايات ومقاطعتين، ولكن من وجهة نظر عين الطيور أو أي من الأنواع الأربعة الأخرى من الطيور المغردة الأصلية التي استهدفتها للحماية فإن المناظر الطبيعية الأكبر عبارة عن خليط متقطع من الزراعة والمزارع والتنمية، والموئل الحرج الذي يوفره هذا المنظر الطبيعي للعديد من الأنواع وغالبا ما يزداد هشاشته دون أن يلاحظه أحد، ويقول كاسي بشكل عام، هناك وعي أكبر بتدمير الغابات المطيرة في البرازيل أكثر مما يوجد في الموائل التي تغيرت أكثر في قارتنا.
فقدان البراري :
بين عامي 2015 و 2016 فقدت السهول الكبرى 2.5 مليون فدان من المراعي التي كانت سليمة من قبل لإنتاج المحاصيل، وتعد الزراعة الأحادية للقمح والذرة وفول الصويا والكانولا أكبر مستخدم للأراضي الزراعية، ومع الطلب العالمي على الحبوب الذي من المتوقع أن يتضاعف بحلول عام 2030، يتزايد الضغط، وعلاوة على ذلك، فإن التنمية الحضرية وإستكشاف الطاقة لها تأثير كبير، وعلى الرغم من أنها تقدر بأنها سلة خبز الولايات المتحدة، إلا أن السهول الكبرى لم تمنح أبدا نفس الحماية التي توفرها مناطق الجذب الطبيعية التقليدية مثل الغابات.
يقول كيسي، واصفا الغابات المطيرة المعتدلة في شمال غرب المحيط الهادئ، من السهل النظر إلى نمو قديم ومعرفة ما يجعله ينمو، بأشجاره الكبيرة ذات الكثير من الهياكل، ولكن البراري لديها أيضا مستوى عال من التعقيد، مما يسمح للعديد من الأنواع بإقامة منزلها هناك.
يمكن للمرء أن يرعي المراعي ويرتكب بعض الأخطاء الإدارية ويتوقع أن يتعافى في غضون عقد، ولكن بمجرد إزالة الطبقات السطحية من التربة من المحتمل أن تستغرق عملية العودة قرونا إلى آلاف السنين، في حين أن الأعشاب يمكن أن تتعافى بسرعة النباتات العشبية غير المزهرة التي تسمى الأعشاب ويمكن أن تستغرق سعة تخزين النيتروجين والكربون في التربة ما يصل إلى قرن حتى تبدأ في التجدد.
تعتمد الطيور المغردة المهاجرة، والمعروفة أيضا باسم العابرة، على مناطق مختلفة لتلبية احتياجاتها الخاصة من التكاثر والشتاء ومن خلال السفر، مما يجعلها مؤشرات مبكرة للإختلال البيئي في كل من هذه المجالات، ولكن المؤشرات ليست جيدة، وتظهر الطيور المغردة في المراعي الشمالية مثل طيور الجشنة، وطيور الدوري، وطيور القنبرة، وطيور لونجسبور أكبر انخفاض وأكثر حدة لأي مجموعة من الأنواع في القارة بأكملها، ولقد انخفضوا ما بين 65 و 94 % منذ الستينيات.
في تشيهواهوا المكسيك التي تعمل كمناطق شتوية للعديد من هذه الطيور، تتحول المراعي عن طريق المحاريث بسرعة أكبر من مونتانا، ولكن عمل كيسي بشأن الطيور وأعطي الأولوية لحماية طيور السهول الشمالية على وجه الخصوص، ويشدد على أن الطيور يجب أن تنتج صغارا من أجل بقاء أنواعها، ويقول كيسي، هذا هو ما نضع جهودنا فيه فقدان موائل التكاثر، ومع وجود أكثر من 80 بالمائة من السهول الشمالية في أيدي خاصة، فإن مفتاح النجاح هو العمل مع ملاك الأراضي، ونصب التركيز على مربي الماشية.
حيث يتجول البيسون :
هذا لأن السهول، بما في ذلك الطيور المغردة، تطورت مع حيوان لديه عادات رعي مشابهة نسبيا للماشية الحديثة، مثل البيسون، ذو الحوافر الكبيرة الذي أثر على المناظر الطبيعية من خلال نفاياتها الجسدية، وتمرغها، وتأثير حوافرها، ومع تحرك ذو الحوافر بحرية عبر المناظر الطبيعية شجع النباتات على تنوع أنواع الطيور، وكل منها يناسبها مكان عشبي مختلف، ومثل البيسون تلعب الطيور دورا حاسماً في النظام البيئي ونثر البذور، والسيطرة على الحشرات، وتخفيف الأعشاب الضارة.
في وقت لاحق في مزرعة ميلتون قام بتشكيل لحم البقر من أحد أبقار بلاك أنجوس في فطائر، قبل أن يقدم لنا الرجر، ويشرح ميلتون أنه لسنوات عديدة كان النمط السائد لإدارة المراعي يعتمد على كل مراعي يحصل على راحة اثنين من كل ثلاث سنوات، ولكن ابتداء من الستينيات، بدأ أصحاب المزارع التجارية في زيادة شدتهم، ورعيهم كل عام ورش مبيدات الأعشاب والمبيدات الحشرية على النباتات لزيادة الإنتاج، ونتيجة لذلك، انخفض تنوع أنواع المراعي مما أدى إلى تدهور حالة الكثير من البراري العشبية القصيرة اليوم، ولتحسين استراتيجية الرعي الشاملة للمضي قدما، يقول ميلتون إن أصحاب الماشية يحتاجون إلى ممارسة المرونة والتكيف والتعاون والخيال.
قد يتحدث ميلتون أيضا عن الطيور المغردة ومنظمات الحفظ ومجتمعات تربية الماشية على حد سواء، ويتطلب تنفيذ التغيير الواسع النطاق الوقت والطاقة والمال، والكثير منه، ويساعد مربي الماشية في تمويل خزانات المياه، والسياج، والحروق الموصوفة، وتحويل الأراضي الزراعية والمراعي غير الأصلية إلى أعشاب تقليدية، ولا تفيد هذه الإجراءات الطيور فحسب، ولكنها تساعد أيضا في تخزين المياه وتصفيتها، وتحصين التربة ضد التآكل، وامتصاص الكربون، ويقول ميلتون سيكون هناك أناس يعتقدون أنك قد بيعت لأنك تعمل مع منظمة الحياة البرية، وفي إشارة إلى الصراع المستمر بين العديد من أصحاب المزارع وعلماء البيئة عليك فقط تجاهلهم.