آخر النساء
مرّت لحاظكِ صدفةً بالبالِ
فرجعتُ للماضي بكلّ خيالي
وتدافعت صورٌ , كأنّ بدفقها
بعضَ التعلّل للفؤاد الخالي
وكأنني ما زلتُ في محرابها
أتلو هوايَ , مؤمّلاً بوصالِ
هل تذكرين فتىً شقيّاً مغرَماً
قد كان يأتي خلسةً بليالِ ؟
يسقيكِ شهد الحب من أكوابه
فيهلّ من عينيكِ نور هلالِ
تتألّقين , وتصبحين مليكةً
وأنا أهيم بفتنةٍ , وضلالِ
تتفتّحين كحقل لوزٍ ساحرٍ
ويفيض من كفّيكِ نهر غلالِ
وأنا أراقب طفلةً كبرتْ على
عجَلٍ , تميس برقّةٍ , ودلالِ
تختال مثل البدر في آفاقه
وتجيء في غنجٍ كأيّ غزالِ
ما زلتُ أذكر طعم أوّل قُبلةٍ
كيف ارتجفتِ كشهقة الموّالِ
وغدوتِ مثل حمامةٍ وقعتْ بشِرْ
.. كٍ , لم تعد تسطيع فكَّ حبالِ
من يومها أصبحتِ أخرى في الهوى
وكلَبْوَةٍ لم تخشَ أيّ نزال
كنّا , وكان الحبّ يزهر , ما جرى
ذبُل الغرام , ومات كلّ جمالِ
يا أول امرأةٍ عشقتُ , ولم أزل
يا آخر امرأةٍ تعيش ببالي
ما زلتُ فيكِ متيّماً , رغم النوى
والطيف يأتيني كما الزلزالِ
ودّعتُ كلّ مشاعرٍ , وكأنني
أغلقتُ باب القلب بالأقفالِ
قد صرتُ بعد الهجر حقلاً يابساً
وغدوتُ تمثالاً من الصلصالِ
لقائلها