تتعارض فكرة أن التمارين الرياضية أكثر أهمية من النظام الغذائي في مواجهة البدانة مع نتائج هذه الدراسة الجديدة.
تقول الدراسة التي أجريت على أفراد من قبيلة هادزا في تنزانيا والتي يعمل أفرادها في صيد الحيونات إن كمية السعرات الحرارية التي نحتاجها هي من الخصائص الثابتة للإنسان.
ويشير هذا إلى أن الأشخاص في أوروبا والولايات المتحدة يزدادون بدانة من خلال الإفراط في تناول الطعام وليس من خلال أنماط الحياة غير النشيطة، كما يقول العلماء.
ومن المتوقع أن يكون هناك شخص من بين كل ثلاثة أشخاص تقريبا من اجمالي سكان العالم يعاني من الوزن الزائد، وذلك وفقا للأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية.
ويُعتقد أن نمط الحياة الغربية هو الذي يلام إلى حد كبير كسبب البدانة.
وهناك عدة عوامل مسؤولة أيضا، بما في ذلك الأغذية المصنعة التي تحتوي على نسب عالية من السكر والدهون، ونمط الحياة غير النشيط حيث توجد السيارات والآلات التي تقوم بأكثر الأعمال يوميا.
ولا يزال التوازن النسبي بين الإفراط في تناول الطعام وعدم ممارسة الرياضة مثار جدل مستمر.
ويعتقد بعض الخبراء أن حاجتنا إلى السعرات الحرارية قد انخفض بشكل كبير منذ قيام الثورة الصناعية.
وقد أُختبرت الدراسة التي نشرت في مجلة "بلاس ون" العلمية من خلال النظر إلى الطاقة الصادرة من الأشخاص الذين يعيشون في قبيلة هادزا في تنزانيا والذين يعملون في الصيد، وقد استخدموا كنموذج لنمط الحياة لدى الإنسان القديم.
ويصطاد أعضاء هذه القبيلة، البالغ عددهم نحو ألف شخص، الحيوانات ويجمعون الثمار مثل التوت والفواكه الأخرى وهم على أقدامهم وذلك باستخدام السهام وأدوات القطع البسيطة والصغيرة، ولا يستخدم هؤلاء أية أدوات حديثة أو بنادق للصيد.
أنماط حياة مختلفة
وقد قاس فريق من العلماء من الولايات المتحدة، وتنزانيا، والمملكة المتحدة تصريف الطاقة لدى 30 من الرجال والنساء في القبيلة من الذين تتراوح أعمارهم بين 18 عاما و 7 أعوام.
ووجد الباحثون أن مستويات النشاط البدني كانت أعلى بكثير في الرجال والنساء في هذه القبيلة، ولكن عندما تم قياس معدل التمثيل الغذائي لديهم فيما يتعلق بالحجم والوزن، لم يكن هذا المعدل يختلف عن المعدل الخاص بالأشخاص الآخرين في أوروبا وأمريكا.
وقال الدكتور هيرمان بونتزر من قسم الأنثروبولوجيا في كلية هنتر في نيويورك، إن الجميع كان يفترض أن الصيادين يحرقون مئات السعرات الحرارية يوميا أكثر من البالغين مثلا في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.
وقال إن هذه البيانات جاءت كمفاجأة، وهي تسلط الضوء على التعقيدات المتعلقة بتصريف الطاقة.
لكنه شدد على أن ممارسة الرياضة البدنية لا تزال أمر مهم للحفاظ على صحة جيدة.
وأضاف: "هذا يعني بالنسبة لي أن السبب الرئيسي وراء البدانة لدى الغربيين هو لأننا نأكل كثيرا، وليس بسبب أننا نمارس القليل جدا من التمارين."