الوظيفةالأساسية لامةخير البرية
والمكلفة الربانية التي كلَّف الله بها أمة خير البرية وهى دعوةخلقه إليه بالطريقة القرآنية والسنَّة المحمدية ولكي نفهم تأثير هذا على ماصرنا إليه و كيف أن تكاسلنا و تقاعسنا عن واجب دعوة غيرنا لدين ربنا قدعاد علينا بالابتلاءات والمصائب فإنا نبيِّن بشي من التوضيح كيف
كان بداية التعيين؟ اختار الله عوجل نبيه ومصطفاه وحبيبه ومجتباه سيدنامحمد بن عبدالله رسولاً للثقلين للإنس والجن ورسولاً للعالمين عالم السماءبما فيه من أنواع الملائكة وعالم الأرض بما فيه من الإنس وكل ما عليها منالكائنات بل والعناصر والجمادات فهو الذي قال فيه ربه{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً}وجعلهالله عز وجل رسولاً للمرسلين ونبياً للنبيين فهو رسول الأولين ورسولالآخرين ورسول أهل الأرض في كل زمان ومكان أجمعين الذي اختاره ورباه علىعينه رب العالمين
وما الرسل السابقين إلا نواباً عن حضرته يبلغون هديه
وشرعه إلى أممهم على قدر ما يتحملون من شرع ربهم فإذا اكتملت الأدوار وجاءأهل هذه الدار الذين جعل الله فيهم قوة واقتدار على حمل هذه الأنوار وعلىاتساع هذه الأسرار نزل النبي بالدين الجامع الشامل فالنبيون أجمعون قبله يبلغون شيئاً من تشريعه على قدر أممهم وهم كما قال في شأنهم أحد الصالحين:
الرسل من قبل الحبيب محمد نوابه وهو الحبيب الهادي
موسى وعيسى والخليل وغيرهم يرجون منه نظرة بوداد
رغبوا يكونوا أمة لمحمد وبفضله فازوا بكل مراد
وبمحكم القرآن عاهدهم له أن يؤمنوا بسراجه الوقاد
فهو صاحب الكمال الذي أنزله الواحد المتعال وصاحب الجمال الذي أنشأه اللهعلى هيئة بغير مثال وصدق حسان بن ثابت حيث يقول في شأن هذا النبي الأمي :
وأجمل منك لم تر قط عينى ... وأكمل منك لم تلد النساء
خلقت مبرءاً من كل عيب .... كأنك قد خلقت كما تشاء
وأهل هذا الدين الذين شرفهم الله بنبوته واختارهم الله عز وجل ليكونوا جنده في تبليغ رسالته لأنه خير رسول ونزل بخير دين وأنزل عليه خير كتاب قالالله في شأنهم{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}ولم يقل الله ستكونون فيما يستقبل من الزمان مع أنهم الآخرون الأولون ولكنه قال من قبل القبل قبل أن يخلق الكائنات وقبل أن يكوّن المكونات : كنتم عندالله في أزله القديم وفي لوحه القديم خير أمة أخرجت للناس وبين الله عز وجلفي هذه الآية تكليف الله سبحانه و تعالى لهذه الأمة لمَ خلقنا الله؟ولمَكلفنا الله؟خلقنا الله عز وجل كما بيّن في هذه الآية ووضحها في أكثر منموضع في كتاب الله لنكون رسل الهداية من الله للخلق أجمعين ندعو الخلق إلىالله وندلهم بالله على الله تلك هي مهمتنا وهذه هي رسالتنا ولذلك قال الله :خير أمة لمن أخرجت ؟لا لنفسها ولا لأبناءها ولا لأزواجها وإنما أخرجتلمهمة كلفها بها الله لغيرها أخرجت لمن ؟للناس ماذا يفعلون مع الناس{تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَر}
فإن مهمة هذه الأمة مهمة الرسل والأنبياء فقد جعل الله الرسل والأنبياء نواباًعن حضرته قبل وجوده وأمرهم أن يبلغوا أممهم بأوصافه وشمائله وكمالاته حتىأنهم من شدة حرصهم بلغوا أممهم ليس بأوصافه في ذاته فقط بل بأوصاف أصحابهوأخبارهم ونعوتهم وأحوالهم فقد ذكروهم في التوراة والإنجيل بأسمائهم{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ}ما هي أوصافهم ؟{أَشِدَّاءعَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداًيَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِممِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ}أين؟{فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ}ولم يقل كزارع ولكنه قال{كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ}والزرع هنا هو أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم من علية أصحاب النبي{كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ}فذكرواحتى أوصاف أصحاب حضرة النبي ولا يسع الوقت لعد ولو لنماذج قليلة مما ذكرتهالتوراة والإنجيل عن أصحاب حضرة النبي فقد ذكروهم بنعوتهم وأوصافهموأسمائهم وذكروه بتفصيل البلد التي يولد فيها والأبوين والميعاد الذي يظهرفيه مولده حتى أنهم لما خرج أبو طالب بتجارته إلى بلاد الشام وتعلق به رسولالله فأخذه معه ليرضيه وعندما ذهبوا إلى بحيرة الراهب ورأى أنوار الحبيبجهزَّ وليمة ودعاهم أجمعين وقال: يا معشر قريش لا تتركوا واحداً منكمفذهبوا وتركوا رسول الله فتفقد القوم فلم يجده قال : هل تركتم أحداً خلفكم؟فقال أبو طالب :لا عليك إنه غلام صغير فقال: ائتوني به فآتاه به فقال : من
يكون هذا منك ؟ قال: ابني قال : لا قال: ولم ؟قال : لأن عندنا أن أباه لايكون حياً وإنما يكفله جده ثم عمه وانظر إلى التوصيف العجيب الذي وصفوه فيكتبهم للحبيب حتى من يكفله جده ثم عمه
حتى أنه قال له : ارجع بابن أخيك ؟قال: ولم ؟قال: عندنا في التوراة : أن هذا ميعاد خروجه إلى الشام ولو سرتإلى أي طريق ستجد يهوداً في انتظاره يريدون قتله وكل طريق وقف عليه نفرمنهم لماذا ؟و من أين عرفوا كل ذلك ؟هذا لأن موسى وعيسى وفوا لله ووصفوالأممهم ما كلَّفهم به الله من أوصاف حبيب الله ومصطفاه وقد روى النبي منذلك كماً كثيراً وإن أردت الزيادة في هذا الباب تجدها في كتاب " حديث
الحقائق عن قدر سيد الخلائق " ففيه الكثير من هذه الروايات الصحيح