قصة عبد ظلم نفسه
كان هناك رجل غني من قبيلة عريقة هو راعى الابل تزوج هذا الرجل من فتاة جميلة جدا كانت هذة الفتاة صاحبة خلق تخاف الله فى زوجها تسعده وتلبى له كل ما يريد وكان لهذة الزوجة ابا شيخا كبيرا فى السن ولها اربعة اطفال من زوجها واخا شابا صغيرا يذهب بشكل دائم الى الغزوات يعود من غزو ويذهب الى اخروكان لها عبدا اسود كالفحم يلبى لها طلباتها ويقوم برعى الابل وعندما يعود يسارع فى حلبها
عاشت هذة الاسرة فترة من الزمن فى فرح سعيدون بما انعم الله عليهم من الخيرات
لكن كان العبد الاسود يحب ويعشق هذة الفتاة لكن لا يظهر ذلك حتى لا يقضى عليه سيده او يقتله اخو الفتاة فانتظر الفرصة المناسبة لذلك , حتى رأى اخو الفتاة وهو يستعد للذهاب الى الغزوة فانتهز هذة الفرصة ليقوم باخد ما يريد من الفتاة وعندما خرج الاخ الى الغزوة فذهب الى الزوج وهو نائم فباغتة وقام بقتله على مرأى و مسمع من الزوجة وطلب منها ان تراوده عن نفسها فرفضت ان تعطيه مطلبه فاحضر اباها الشيخ الكبير امامها وقتله ثم احضر اطفالها امامها وطلب منها مطلبه فرفضت حتى قام العبد بذبح الابن الاول وكرر طلبه فرفضت فذبح الثانى والثالث والرابع والفتاة لاتزال متمسكة على عفتها.
فقرر العبد ان يخطف الفتاة ويذهب بها مع الابل الى مكان بعيد مهجور لا يأتى اليه احد حتى وصل الى مكان فى جبل به بئر مهجورة لا يأتى اليها احد واستقر هناك مع الابل يرعاها ويحلبها ويتزود منها .
حتى رأت الفتاة انه لا مهرب لها حتى قام العبد بالاعتداء عليها وانجب منها طفلان كانوا سود لا يفرق بينهم من الليل المظلم كان هذا الجبل مهجور لا يأتى اليه الا الطيور فلاحظ العبد غراب يقوم بأخد وبر ويطير بها فخاف العبد ان يدل هذا الغراب على مكانه حاول بكل الطرق صيد الغراب وقتله لكنه فشل
فى هذا الوقت حضر اخو الفتاة من الغزوة فصدم من هول المنظر عندما رأى الزوج والاب والطفال مقتولين وعندما لم يجد الزوجة والعبد فهم ما حدث فاقسم على الانتقام فجمع ما تبقى من مال واخذ يذهب من قبيلة لقبيلة يبحث فيها عن العبد حتى وصل لمكان ليرتاح فوجد فيها عجوز تقوم بغزل وبرا هو شبيه جدا بوبر الابل فسألها من اين تأتى بهذا الوبر فقالت له من الشجره هناك يأتى بها من الغراب فتنفس الاخ الصعداء وعلم انه قد امسك برأس الخيط فانتظر تحت الشجرة حتى عاد الغراب الى عشه وانتظره ليطير فاخد يهرول ورائه حتى يعلم من اين يأتى بهذا الوبر فاخد يذهب ورائه ويراقبه حتى يختفى من امام عينية خلف الجبال فينتظره مكانه وهكذا كل يوم يراقب الاخ طريق الغراب حتى وصل الى مكان تتجمع فيه الابل فنظر اليه
فوجد العبد وهو يرعي الابل فترقبه واخذ يخطط كيف يقتل هذا العبد حيث ان العبد كان صاحب بنيه قوية يضرب السهم فلا يخطأ ابدا فنظر الاخ فوجد اخته تخرج من الخيمة فاخد يقترب منها رويدا رويدا واخذ يستمع اليها بدون ان تراه فرأها تبكى وتدعى الله ان ينتقم من العبد الذى خطفها واجبرها على ان تراوده عن نفسها فعلم الاخ انها ما أتت مع العبد برغبتها وانما خطفت على يد العبد بعد ان قتل كل من حولها وعندما خرج العبد لرعى الابل اظهر الاخ نفسه لاخته فلما رأته فرحت وبكت واخذت تحكى لاخاها ما حدث فقرروا ان يعدو الخطة لقتل هذاالعبد فاخبرته انه عندما يعود يقوم بحلب الابل وان هناك ناقة يصعب حلبها وتتعبه فهذة هى الفرصة وهو منشغل بحلب هذة الناقة ان ينقض الاخ عليه فيقتله وانتظر الاخ فى مكان حتى عاد العبد وهم بحلب الابل وعندما وصل الى الناقة التى يصعب حلبها اقترب الاخ من العبد حتى ما كان بينه وبين العبد خطوات قليلة فقام برمى الرمح عليه لكنه لم يقتلة بل قطع قدمه فرأه العبد وعلم ان الغراب قد دل على مكانه فاقترب الاخ من العبد وقال له ما كان لك ان تفعل فعلتك فالان جزائك من جنس عملك فذهب الاخ واحضر الطفلان السود فقتلهم امام العبد والعبد يرى ويتألم وتلك طريقة فيها قسوه ووحشيه لكنها القصاص . يقول الله تعالى : “وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين” لكن الاخ لا يستطيع ان يحمل اطفال العبد معه حتى لا يتذكر مأساة اخته وبعد ان قتلهم اتبعهم بأبوهم العبد وقام برميهم فى البئر واشعل الحطب داخله واخذ اخته والابل وعاد الى قبيلته ففرحوا بقدومه واقاموا الافراح والحفلات ثم تقدم احد الشباب الى اخته فزوجها وعاش الجميع فى امان .