ياربُ قد نطقَ السؤالُ الأبكمُ
هل خلقنا كـ(لزومِ ما لا يُلزمُ ) ؟
هل من مُرادٍ في سُلالةِ ( آدمٍ ) ؟
أفصحْ لنا فيما تراهُ وتكتمُ
ياربُ عُذراً من سؤالِ مُعذبٍ
فالقلبُ في ملحِ المدامعِ مُتخمُ
أتُراكَ حقاً قد أمرتَ بسجدةٍ
كُلُّ الملائكِ واعتلاهم ( آدمُ ) ؟
وطردتَ شيطانَ التعبدِ إذ أبى ؟
وهو المُتيمُ في هواكَ وأقدمُ
رفضَ السجودَ لغيرِ وجهكَ سيدي
أتُرى يُلامُ على المحبةِ مُغرمُ ؟
شيمُ المُحبِ بأن يثورَ لحبهِ
ويغارُ إن سلبَ المحبةَ تؤامُ
فرفعتَ ( آدم ) في الجنانِ مكانةً
والحُزنُ في عينِ الملائكِ يجثمُ
وعصاكَ .. يا من قد عفوتَ لذنبهِ
حملَ الخطيئةَ عاشقٌ يتألمُ
من ذَلِكَ اليومُ القديمُ ولَم تزلْ
الناسُ تُخطئُ والأبالسُ تُرجمُ
من حطموا الاصنامَ ، في خلواتهمْ
فـي كُـلِ منـهم مـاردٌ يتـصـنمُ
جمراتهم لو انها قد أُلقيت
في وجهِ طاغوتٍ لكانوا اسلموا
لكنهم غزلوا القبورَ على المدى
حـتى الغـيـومُ بمـشيها تـتلعثمُ
انظر إلى الدُّنْيَا وما صَنَعت بها
كَفٌ على وترِ العذابِ يُنغمُ
سبقت قيامتكَ القنابلُ إذ بها
أجـسادنـا فـي نـارها تتـفـحمُ
وطبولُ حربهمُ التي لا تنتهي
في قرعها نادت لنا : ( دمٌ ) دمُ
إن كانَ تُفاحٌ أطاحَ بـ( آدمٍ )
فاليومُ في قطعِ الرؤوسِ نُعظمُ
هذي سُلالةُ ( آدمٍ ) في أرضنا
هـرمَ الزمانُ وذنـبهُ لا يـهرمُ
سلبوا بإسمكَ عمرنا وحياتنا
فـي كُـلِ بـيتٍ يا الـهي مأتـمُ
عُذراً فما الشيطانُ أدنى منزلاً
من عُهرِ ناسٍ بالفضيلةِ مُلغمُ
إن كانَ ميزانُ الخطيئةِ عادلاً
في ذنبهِ الشيطانُ اتقى من هُمُ
إن كانَ ثمةَ من سجودٍ آخرٍ
أتلومُ من رفضَ السجودَ وتلجمُ ؟
قد كانَ فصلُ بدايةٍ في سجدةٍ
وبقـتـلِ بعـضٍ فـي الحياةِ سيُـختـمُ
( منقول )