قُلْ لي بِربِّكَ ما هوَ الدُّولارُ
أتُراهُ صقرٌ في العُلا طيّارُ
بالأمسِ كان بأربعينَ شِراؤهُ
واليومَ ألْفٌ حَبلُهُ جرّارُ
ويسارعُ الألفينِ يرجو نَيلها
وكأنّهُ وكأنّها أنصارُ
مَن للفقيرِ إذا تباكى طِفلُهُ
شوقَ الحليبِ وجَيبُهُ صفّارُ
مَن للمريضِ إذا اشتكى مِن دائِهِ
ودواؤهُ ارتفعَتْ بهِ الأسعارُ
مَن للمُعيلِ إذا يجوعُ عِيالُهُ
والحُلْمُ لحمٌ يُشتهى وخُضارُ
أضحى قديدُ الخُبزِ أهنا أكلِهِم
وسَحورُهُم أبداً كذا الإفطارُ
قُل للذينَ جُيوبُهُم ملأى اسمعوا
قولاً تُسطِّرُهُ هُنا الأشعارُ
المالُ في أيدِيكُمُ مُستَأمَنٌ
ولكُم بهِ حالُ الغِنى ويسارُ
لا تسلبوا حقَّ الفقيرِ وتكنزوا
أو فارقبوا يأتيكُمُ الإعسارُ
منْعُ الزّكاةِ نَذيرُ خُسْرٍ قادمٍ
إخراجُها ربحٌ نما و عَمارُ
لا ترفعوا الأسعارَ قِلُّوا ربحَكُمْ
فُجّارُ نارِ جهنّمَ التُّجارُ
إلّا أولي التقوى صَدوقٌ فِعلُهُمْ
فأولئكُمْ في الجَنّةِ الأبرارُ
يا مَن تُصارعُهُ همومُ مَعيشةٍ
وتقضُّ مضجعَهُ لها الأفكارُ
صبراً فربُّكَ ذو الغِنى يُغني لنا
فضلاً ويُوسِعُ رزقَهُ الغفّارُ
فاذكُرهُ في جُنحِ الدُّجى مُستغفِراً
أبشِر فجُودُ جنابِهِ مِدرارُ
وأدِمْ صلاتَكَ للحبيبِ المُصطفى
فبِها جِماعُ الخَيرِ والأَوْطارُ
م