من شاطئ الكلماتِ كنَّا نبدأُ وصلتْ قصائِدنا وضاعَ المرفأُ لم نمنعِ الخطواتِ ... حينَ تجسَّدت درباً على قِللِ الهوى يتفيَّأُ لم نسألِ الحنّاء ... حينَ تورَّدت في كفِّنا أيّ الجراح سننكأُ ؟ لم نكترثْ لمَّا لمحنا قلبنا وَجِلاً على جذع الأسى يتوكَّأُ كنَّا إذا اعترف البنفسجُ بالهوى خجلاً بأهدابِ السَّما نتخبَّأُ كنَّا حواريِّي سرابٍ طاعنٍ في الماءِ يمضي والصَّحارى تهزأُ كنَّا إذا كُتبُ الدُّموعِ تهافتتْ نرتابُ فيها أيَّ سطرٍ نقرأُ ؟؟؟ كنّا وكنّا غير أنَّا لم نكنْ إلَّا نجوماً في الفضا تلألأُ * كانتْ لنا ياقوتتان تضيءُ واحدةٌ وأُخرى في السُّؤال ستطفأُ ياقوتةٌ ماتتْ وأخرى مذْ همتْ صاحت بكلِّ العاشقين : تهيَّؤوا تجتاحُ صمتَ القلبِ إذ تخطو بأوَّل جملةٍ لمعتْ ففاضَ اللُّؤلؤُ كالصَّرخةِ العذراءِ تُمْضِي ماءها فينا وتصرخ : يا مجانينُ اظمؤوا وتصيحُ بالأيتامِ : كفُّوا يتمكمْ لن تَبْرأ الأحلامُ حتَّى تبرؤوا لنْ تُصْبِحَ الكلماتُ هذي مَوْطِئاً للضَّوء حتَّى يستقرَّ الموطئُ تبقى أناشيداً تغنِّي تيهها في لحظةٍ ما أسرعتْ مذ أبطؤوا قدسيَّةٌ كالجرح ... تعلو ركبتاها فوق نهر العابرينَ وتنشأُ أزليَّةٌ كالسِّحر ... تكسر صمتها بجنونِ أرغفةِ السَّلام وتبرأُ أبديَّة كالشَّكِّ ... يَنْضَحُ دمعها في قِربةٍ صرختْ بنا لا تملؤوا سرقتْ قرابين اليباب ورشّتْ الحلمات في كفٍّ تجورُ فتهدأُ بالأمس كانتْ نكهةً صوفيَّةً في قهوة الحلَّاج إذ تتهجَّأُ واليوم بعد صلاة يومٍ زائفٍ ومضتْ وآخرَ نجمةٍ تتوضَّأُ
فريد ياغي