إنني أمشي على أضلاعِ موتاي
على نظراتهم للغامضِ المجهول،
أمشي فوقَ أحلامٍ بلا رأسٍ، وأجدادي يئنونَ
وقلبي طلقةٌ أطلقها -في صدرِ أنكيدو- الصدى
أمشي ويحدونيَ ضوءٌ لامعٌ في أعينِ البومِ
ويحدوني صوتُ النعيِّ في المأتمِ
يحدوني هزُّ الريحِ للرجفةِ في عينيّ
يحدوني عواءُ القمرِ الأعمى،
ويحدوني جرادُ الخوفِ،
يحدوني نموُّ العشبِ
فوقَ الكلمةِ اليابسة السوداءِ

لا تُدركُ أقدامي إلى أين،
ولا أدركُ من أين،
أرى لليلِ وجهاً دون عينين
ولي اسماً دونَ عينين،
أرى موتاً، وأمي تخبزُ الدمعةَ بالدمعةِ
يا مشمرها الأسودُ من مزّقَ حزنَ الله في ذيلكَ؟
يا مشمرها الأسود، خبّئ هذه الأرض التي تخفقُ من
تحتي
بأعطافكَ، ولنمشِ سويّاً.
ميّتاً يمشي على موتى،
على أجدادهِ الموتى..
ولا يُسمعُ من أنّاتهم
غيرُ الفراغ.

مهدي سلمان