على جبلٍ في الخريف، يُساقطُ أوراقه
وحدةً، وصدى مرسلين،
على جبلٍ، باردٍ وغريبٍ
على جبلٍ ناكسٍ كجبين
رأيتُ ملاعبة الجنّ للجنّ، نهنهة البوم للبوم،
دفعَ السحاب الكسول لبعض السحاب العجول،
رأيتُ افتتان الخرافات، تسبيحَة الريح للريح،
شُفتُ عناق الندى للندى،
ورأيتُ غراباً يهيل الترابَ على جثةٍ،
ورأيتُ يدي ولدي،
تحملان السماء، رأيتُ دماً لا يكفّ عن النزف
كنتُ على جبلٍ في الخريف
وكان الوجود يهرّ حقيقته، ويعرّي أمامي معانيه..
كان عواءُ الفراغ يطنُّ
وكنت أحدّقُ، في هلعٍ للغراب
الغراب.. الحزين.
مهدي سلمان