سَقْطُ القريضِ أتى عليه الماءُ مُذْ قالتِ الآياتُ " والشُّعراءُ " والتَّابعُ الغاوِيُّ جاءَ يرُدُّها صدْحًا بما لمْ يصدَحِ الفُصحاءُ يبكي قُماماتِ الحروفِ كما بكَتْ صخْرًا بُعيْدَ فراقِهِ الخنساءُ أسْمى القداسةِ حَرْفُهُ لكأنّما قد باركَتْها مريمُ العذراءُ ظانّاً على ثقةٍ بأنَّ حُداءَهُ شَدْوٌ وشَدْوُ العالمينَ عُواءُ كالسّامريِّ غوَى الجميعَ بعِجْلِهِ والعجلُ فيهم معدنٌ وهواءُ ! عطسَتْ أُنُوفُ الشِّعرِ ألْفَ شُوَيْعِرٍ إذْ ضُيِّعتْ يا آدمُ الأسماءُ ! حشَدُوا عِصِيَّهُمُ العجيبةَ كلَّها ألْقَوْا بها فاخضرَّتِ الصّحراءُ سَحَرُوا عيونَ صِحابهمْ بقصائدٍ تهْذي كما تهوى "الأنا" وتشاءُ زمنُ الرَّداءةِ قد أطلَّ بقَرْنِهِ فوق الورَى فاسْتَأْسَدَ الجُهَلاءُ آنَ الرحيلُ إلى الهوامِشِ بعدَما حِصْن الأصالةِ هَدَّهُ الأعْداءُ بعضُ الحماقةِ أنْ أظَلَّ مُرَدِّداً : منذُ الرَّضاعةِ يُعرفُ الشُّعَرَاءُ!
ابراهيم