هزمتني الغوادر وكبلت أَحْلاَمِي
أَسْكَنْت رُوحِي سِنِين الْفِرَاق
ومدن الأَحْزَان كَانَت مرقدي
وحدائي قَصَائِد أَلْحَانَهَا سَوْدَاء
مَا أماتتني غَادَرَة وَلَا أحيتني
وَلَا قَتَلْتُ أَحْلاَمِي بِاللِّقَاء
يبارزني أَلْف غَادِر وغادر
بِسُيُوف حسبتها يَوْمًا ذَات وَفَاء
مَا هابني ظِلال سُيُوفُهُم
وَلَا ميتة بِسَاحَة الشُّرَفَاء
وَمَا جبنت سواعدي وارتعدت
وَلَا رَعْشَةٌ زارتني بِظُلْمِة الْبَيْدَاء
أَحْسَب مِن غدرهن جِرَاحِيٌّ وخثرها
وَمَا حُسِبَت أثخاني بغدورهم الْعَمْيَاء
لِعَلِيّ مَزَّقَت رِبَاط وُدُّهُم
وَقَطَعَت أَلْسِنَتُهُم الجوراء
فَلِكُلّ غَادِر رَأْيِة يُعْرَفُ بِهَا
وَلِكُلّ رِعْدِيد ذَنْب كالبهماء
وَخُيُولَهُم خطمت أُنُوفِهَا
وكعابها عرجتها كالشمطاء
فَأَنَا الشَّمُوخ عَلِيّ بصلده
وَأَنَا الثُّرَيَّا عَزّة وَبِهَاء
مَا ذَنْبِك طَهُر الْعَفَاف مِن جورهم
وَمَا أَجْرَمَت ذَنْب جزاءه الشقاء
أَوْقَدُوا نَار غلهم عَلَيْنَا
وَأَرَادُوا هَدَم صروح عزنا الشهباء
وَحَرَّفُوا بِأَقْوَالِهِم أَكَاذِيب
وَصنَعُوا مِنْ لحومنا عِشَاء
فَالصَّبْر أَن نَال رِقَابِهِم
لوسيمهم بشيمة الجبناء
ولأوقد مِن نِفَاقَهُم مشاعل
ولأطعم مِن جِيَفِهِم الْعَنْقَاء
غسان ابراهيم