Martin Eden
.
.
.
من حسن الحظ أن هذا الفلم إيطالي وليس أمريكي وألا لكان قصة حب وعشق فنان ناشئ, ولكنه كان قصة فنان ناشئ وقع في الحب.
يتكلم هذا الفلم المبني على رواية بنفس الاسم لجاك لندن , عن مارتن أيدن, عامل في السفن ورجل كادح شبه أمي. يلتقي مارتن بفتاة, يقع مارتن بحب هذه الفتاة. ولأن هذه الفتاة من عائلة أرستقراطية فيقرر مارتن أن يقرأ ويتثقف لكي يثير إعجابها وهو شيء نجح به لأنها أحبته.
في أثناء عملية تثقيف نفسه يكتشف مارتن شيئاً في نفسه, يكتشف أنه كاتب. فيقرر ملاحقة هذا الحلم. وفي هذا الصراع بين فقره وغناها وبين أجواء ما قبل الحرب العالمية السياسية المحتدمة بين الرأسمالية والاشتراكية وغيرها من التوجهات السياسية وفشله بنشر كتابته ورغبته بأن يكون مع حبيبته, تدور وتتشكل أفكار مارتن وينمو فكره وتأثره بما يقرأ من فلسفة.
علي الاعتراف أن أكثر ما شدني في الفلم, أنه ليس بفلم رومانسي. فكم مللنا من هذا النمط الممل. فالحب والارتباط يحدث في حياتنا ببساطة وليس بأهم شيء قد يمر فيها, أعلم أن هذه معلومة يصعب بلعها بعد ما يقارب الثلاثين قرن من الحضارة و قرن ونصف من الأفلام وخمسة وعشرين قرن من الدين الذين يؤكدون على أهمية أيجاد شريك روحك وارتباطك به إلى الأبد. حسناً, أنا لا أريد ذلك, أنا أريد أن أشاهد الجزء الرابع من مسلسل هانيبال.
فالحب شيء مهم, ولكنه ليس الأهم في حياة الجميع. وفي خضم هذا الصراع ما بين مبادئه المثالية حول النظام السياسي وبين حبيبته الأرستقراطية التي تعيش في كنف عائلتها المرهفة عليه أن يقرر بين أن يرتبط بحبيبته أم بكتبه.
أن الحوار في هذا الفلم رائع, أن التصوير في هذا الفلم رائع, أن القصائد في هذا الفلم رائعة, والأهم أن الممثل في هذا الفلم رائع.