هلْ أصبحَ المُرتضى بالسيفِ مطبورا
لذا يئنُّ كتابُ اللهِ مشطورا
حزناً على (الآيةِ الكُبرى) وقد نزَفَتْ
(نوراً) يدكُّ سنا إشراقِهِ (الطُّورا)
(اليومَ أكملتُ) لمْ تسكُنْ وما برحتْ
(بلِّغْ) تعاتبُ جهراً سورةَ (الشُّورى)
للهِ منْ نبأٍ ينعى لنا (النبأَ
العظيمَ) ملقَىً فمالَ الكونُ مكْسُورا
ينعى (رجالاً) بعهدِ اللهِ قدْ صدَقُوا
وفعلُهمْ كانَ طول العمرِ مبرورا
آتَوْا (وهمْ ساجدونَ) اليومَ هامتَهُمْ
فكانَ بذلاً لدى الرحمانِ مشكورا
أوَاهُ مِنْ (فلقٍ) أجرى السما (علقاً)
وفيهِ (طٰهَ) أقامَ الحزنَ مفطورا
(الليلُ) عادَ فـ(نجمُ) العالمينَ هوى
ليطفئَ (الشمسَ) عندَ (الفجرِ) (تكْويرا)
(المؤمنونَ) عليٌّ وهوَ سورَتُهُمْ
بفقدهِ الدينُ ينعى البابَ والسُّورا
لا كانَ (نصرٌ) ولا (فتْحٌ) بدونِ فتىً
قدْ كانَ مِنْ لَدُنِ القهارِ منصورا
(أمَّا اليتيمُ) فأضحى اليومَ مقهورا
بالآهِ يتبعُ مسكيناً ومأسورا
ما أعظمَ الخطب فالإسلامُ أبَّنَهُ :
أليومَ ماتَ إمامُ الحقِّ مغدورا
لهفي لزينبَ لمَّا شاهدتهُ على
الأكتافِ صبَّتْ دمَ الأحداقِ ممطورا
نادتْ أبي ، يا ربيعَ العمرِ يا أملاً
في دفْءِ عينيه نامَ القلبُ مسرورا
ما أقبحَ العيشَ بعدَ اليومِ يا أبتي
إذا رحلتَ أرى الإصباحَ ديجورا
لا كنتُ بعدكَ إنْ لَمْ تبقَ في خَلَدي
ولستُ أنساكَ كيْ أحتاجَ تذكيرا
الادیب_علي العسيلي العاملي