تَحريرُ القَولِ في قَولهم : غوايَة الكتابَة seduction of writing
هَلْ للكتابَةِ غوايةٌ، هل الكتابةُ نفْسُها غوايةٌ ؟
ليس للسؤال جوابٌ حاسمٌ ولكنَّه رَهينٌ بالكاتبِ، رهينٌ بكلّ كاتبٍ كيفَ يَرى الكتابةَ وكيفَ يَجدُها وما الذي جَنَاه منها طولَ تجربَتِه. فمَن يَعدُّها غوايةً يَرى أنّها تَهيمُ به في مسالكَ لم يُردْها ولَم يَرُمْها، مثلما يهيمُ الشاعرُ في أوديةٍ لَم يُردْها ولم يَرُمْها.
والحقيقةُ أنّ وراءَ الغوايةِ أسراراً وأسباباً تدفَعُ إلى الوُقوعِ في مسالكَ وممالكَ ومَهالكَ يُسمّيها بعضُهُم غوايةً ويَدعوها غيرُهم لعنةً ويَرَاها بعضٌ آخَر فتنةً... ويدخل في ذلك الكتابةُ الشعريّة والروائيّةُ والإبداعيّة عُموماً.
ومهما يَكنْ مِن أمرِ هذه الصفةِ؛ فإنّ باستطاعةِ مَن يَملكُ زمامَ الكتابَةِ الجيّدةِ لغةً وتَراكيبَ وصُوَراً وتشقيقاً... أن يُحوّلَها إلى إمتاعٍ ومُؤانسةٍ تنقلُ القارئَ من عالَمه إلى عالَم الكاتبِ بقيمه وخصائصه ومُثُلِه، وتَقودُه إليه بحجاجيّةٍ عاليةٍ وإقناعٍ سليمٍ.