عَجَزْنا وضاقتْ بالقلوبِ الأضالعُ
وسالتْ على الهمِّ الكبيرِ المدامعُ
فيا ربِّ أدْرِكْنا برحمَتِكَ التي
بها يُكشَفُ الخطْبُ الذي هُوَ واقعُ
أُصِبْنا بداءٍ ليسَ يرْفَعُ شرَّهُ
سِواكَ وهلْ إلَّاكَ للشرِّ رافعُ
وإنا تجاوزْنا الحدودَ بِظُلْمِنا
ولكنَّ عفوَ اللهِ للناسِ واسعُ
لعلَّ بما قد حلَّ فينا مواعظًا
فيقلعَ مَنْهومٌ ويُقْصِرَ طامعُ
بأصْغرَ خَلْقِ منكَ نُؤْذى وما لنا
سواكَ مُجيبٌ إنْ دعَوْنا وسامعُ
فيا ربِّ رُدَّ الكرْبَ عنَّا فإنَّهُ
بلاءٌ تفشَّى في الورى وفجائعُ
إليكَ جأرْنا بالدُّعاءِ فنجِّنا
مِن الكرْبِ مَنْ إلَّاكَ للكَرْبِ دافعُ
فكمْ مِن فقيدٍ مِنْ كُرُونا ومُوجَعٍ
عليهِ بنا ثارتْ وهاجَتْ مواجِعُ
وكمْ مِن فقيرٍ باتَ يشْكو همومَهُ
ومِن دُونِهِ صُمَّتْ هناكَ المسامِعُ
وكمْ مِنْ أيَامى دُونَ والٍ وكافلٍ
مِن البِرِّ ما امْتَدْتْ لهنَّ الأصابعُ
وكمْ مِن أيَامى ما لديهُنَّ كِسْرَةٌ
مِن الخُبْزِ أخْفَتْ دمْعَهُنَّ البراقِعُ
فيا أيُّها المُثْرِيْ أتَحْسَبُ في غَدٍ
بأنَّ كثيرَ المالِ للنَّفْسِ نافعُ
إذا أنتَ لمْ تُعْطِ الفقيرَ ولمْ تكُنْ
مُعينًا لهُ إذْ أنتَ في الخيرِ راتِعُ
إذا المالُ لمْ ينفعْكَ زُلْفى وقُرْبَةً
فلا ينْفَعُ الإنسانَ ما هُوَ جامِعُ
( نادية مسك )