الفرق بين إذًا وإذن
اختلف اللّغويّون في معرفة الفرق بين إذًا وإذن فهل يكتبونها بالتّنوين أم بالنّون؟
إذًا: حرفُ جوابٍ وجزاءٍ أو مُكافأةٍ، مبنيّ على السّكون لا محلّ لهُ من الإعراب. نحو: للطلّاب معلم يُعلّمهم، إذًا يُرشده.
إذن: حرفُ نصبٍ وجوابٍ واستقبالٍ وجزاء، مبنيّ على السّكون لا محلّ لهُ من الإعراب. نحو: سأزوركَ، إذنْ استقبلَك أحسن استقبالٍ.
توجد أربعة آراء لكتابتها، اخترْ منها ما شئت:
- يرى الرّأي الأوّل أنّها تُكتب بالنّون (إذن) إذا لم يوقف عليها، أي: إذا وُصِلت في الكلام، وبالألف (إذًا) إذا وُقِف عليها.
- يرى الرّأي الثّاني أنّها تُكتب بالألف (إذًا) عند إهمالها، وبالنّون (إذن) عند إعمالها، وهذا مذهب الفراء.
- يرى الرّأي الثّالث أنّها تُكتب بالألف دومًا (إذًا) كما جاءت في القرآن الكريم، وهذا مذهب المازني، وبه جزم ابن مالك في التّسهيل.
- يرى الرّأي الرّابع أن تُكتب بالنّون دومًا (إذن)، أي: عملت أم لم تعمل؛ لأنّها حرف، والحرف لا يدخلهُ التّنوين، ولصعوبة التّفريق بين (إذًا) و (إذا) الشّرطيّة؛ ولأنّ مُعظم النّاس لا تستطيع التّفريق بين عملها وإهمالها.
الإهمال والإعمال
إذن من الحروف الّتي تنصب الفعل المُضارع؛ ولكنّها تنصبه على أربعةِ شروط مُجتمعة:
- أن تدلّ على جوابٍ حقيقيٍّ بعدها أو ما هو بمنزلته.
- أن تكون مستقبلة، أي أنّ زمن المُضارع بعدها يدلُّ على المُستقبل.
- أن تكون في صدر الجُملة.
- ألا يفصل بينها وبين المضارع فاصل غير القَسَم أو لا النّفي. يُقال: «آتيك»، فتقول: «إذن أُكرِمَكَ»، فلو قلتَ: «أنا إذًا» لقلت: «أكْرِمُك»، بالرّفع لفَوَاتِ التَّصْدِير.
فإذا وُجدت هذه الشّروط فهي عاملة وتُكتب بالنّون (إذَن)، وإذا اختلّ شرطٌ منها فهي مُهملة وتُكتب بالتّنوين (إذًا).
مثال: – أنا صادقٌ. -إذنْ يحترمَك النّاس. (نصبت الفعل المُضارع بعدها).
إذًا لم تَنصِب الفعل المضارع بعدها، أو إذا لم يأتِ بعدها فعل مضارع.
مثال: إنْ تُسْرِف في التسامح، إذًا تُتّهم بالضّعف.
الخُلاصة:
الشّائع في الوقتِ الحالي هو كتابتها بالتّنوين، أي على هذا الوجه: إذًا، اتّباعًا لما جاء في القرآن الكريم، فهي لم تُكتب بالنّون قط؛ ولكن بسبب الخلاف بين اللّغويّين أنفسهم اكتبها على الوجهِ الّذي تُريده.