TODAY - October 04, 2010
الأكراد لن يتعاملوا مع «عراقية لا يرأسها علاوي».. أو «مجلس لا يتزعمه الحكيم»
مصادر تؤكد أن الصدر أمهل المالكي حتى 15 - 10 لتشكيل الحكومة.. والعلاق ينفي
عمار الحكيم يستقبل برهم صالح رئيس وزراء اقليم كردستان في مكتبه امس
بغداد – العالم
نفى قيادي بارز في كتلة رئيس الوزراء نوري المالكي ان يكون مقتدى الصدر قد أمهله اسبوعين لإقناع الاطراف الاخرى بترشحه لولاية جديدة، في وقت ذكر مصدر مطلع امس الاحد، ان مطالبات التيار الصدري "ستثقل" كاهل ائتلاف دولة القانون وتصعب مفاوضاته مع العراقية والاكراد، لأن المناصب "محدودة". وتردد ان زعيم التيار الصدري قبل على نحو مشروط ترشيح المالكي، وأمهله اسبوعين لإقناع العراقية ومعارضيه من الشيعة، بتجديد ولايته. وهذا ما شجع الاخرين على محاولة "كسب الوقت" املا بتغيير مفاجئ في موقف التيار.
ورغم ان اطرافا عدت اعلان التحالف الوطني مساء الجمعة، ترشيح المالكي بالتزكية لمنصب رئيس الوزراء، خطوة تحرك جمود ملف الحكومة، الا ان القائمة العراقية وصفت الامر بأنه "بداية للمشكلة" لأنه يتم بمعزل عن التفاهم معها. كما انها تحاول الاستفادة من موقف المجلس الاعلى بزعامة عمار الحكيم، وحزب الفضيلة الرافض لترشيح المالكي، في حديثها عن كتلة برلمانية مناوئة.
وذكر مصدر مطلع طلب عدم كشف هويته، ان هناك "ورقة جرى توقيعها بين الصدر وفريق المالكي المفاوض في مدينة قم الايرانية، تفيد ان الصدر سيسحب ترشيحه للمالكي اذا فشل الاخير حتى يوم 15 من الشهر الجاري، بالحصول على موافقة الكتل الاخرى". لكن علي العلاق، عضو ائتلاف دولة القانون، نفى ان يكون التيار الصدري قد منح المالكي مهلة كشرط لتأييده، مؤكداً لـ"العالم" ان الاتفاق الذي حصل بين دولة القانون والتيار الصدري "جاء بعد ان قدم المالكي ضمانة للصدر بأن البرنامج الحكومي سيقر بالتنسيق مع اطراف التحالف الوطني فضلاً عن الاطراف السياسية الاخرى".
وأضاف "والدليل على ذلك تشكيل التحالف العديد من اللجان المشتركة التي ستتحاور مع القوائم الاخرى وبالتالي سيتحمل التيار المشارك في اللجان، نتائج هذه الحوارات" وما اذا كانت ستقنع الآخرين ام لا.
ورغم ان المجلس الاعلى والقائمة العراقية قد أبديا صلابة شديدة في موقفهما الرافض للمالكي، الا ان العلاق يعتقد ان الامور خاضعة "لإعادة النظر".
وقال ان المجلس الاعلى "وعبر تصريحات عدد من قادته كان موقفه ايجابيا بشأن التحالف الوطني، وكذلك الامر بالنسبة لحزب الفضيلة وبالتالي فان حواراً بسيطاً معهم سيسهم في ترطيب الاجواء وحسم القضية". واضاف "اما بالنسبة للعراقية فلم يصدر من قبلها موقف نهائي بعدم المشاركة بالرغم من بيانها الذي اعلنته السبت الماضي". وألمح العلاق الى ان "بيان العراقية الاخير يندرج ضمن ما يعرف بالضغوط التي تريد من خلالها تحقيق مكاسب سياسية لاغير".
وكانت القائمة العراقية قد اعلنت انها سوف لن تشارك في حكومة يرأسها المالكي، مهددة بالانسحاب من العملية السياسية برمتها اذا تم الالتفاف على حقها الدستوري باعتبارها الكتلة الفائزة بالانتخابات حسب رؤيتها.
وتقول العراقية والمجلس الاعلى بالاضافة الى الفضيلة، انهما يتشاوران بشأن تأسيس كتلة معارضة للمالكي تهدف الى تشكيل الحكومة. لكن هذه الاطراف لم تتوصل الى اتفاق نهائي بهذا الشأن حتى الآن.
وذكر مصدر كردي ان اللقاء بين عمار الحكيم ورئيس حكومة اقليم كردستان الذي حصل في بغداد، كان يحمل "ضمانات تطمئن معارضي المالكي".
وتابع "ان برهم صالح ابلغ الحكيم بأن التحالف الكردستاني لن يشارك في حكومة يغيب عنها علاوي والحكيم".
وزاد "ربما يحاول المالكي تفتيت كتلة المجلس الاعلى وكسب منظمة بدر الى جانبه، او تفتيت العراقية وكسب تأييد من بعض مكوناتها، لكن الاكراد وعدوا بالاصرار على ان يكون علاوي والحكيم جزء من الاطراف التي يشترط ان توافق على ترشيح المالكي".
من جهته قال مصدر مطلع في الائتلاف الوطني، ان ترشيح المالكي "يعتبر خطوة تحرك الجمود، لكن الصعوبة تكمن في الخطوات اللاحقة".
وقال المصدر لـ"العالم" ان تأييد التيار الصدري "سيثقل كاهل المالكي خلال حواراته اللاحقة".
وتابع ان التيار الصدري "يعرف حجمه جيداً، وكيف يطرح اوراقه على طاولة المفاوضات وهو يتسلح بأربعين مقعدا، وسيطلبون مناصب ووزارات مهمة، ما سيضيق هامش مناورة المالكي مع الكتل الاخرى حين يريد توزيع الحصص التي تبقى محدودة".
وبشأن خيارات المالكي مع العراقية قال ان "الفجوة كبيرة بين الجانبين ولا يستطيع المالكي ان يردم الهوة بسهولة، ولكنه يفكر حاليا بكسب جزء من العراقية كما حصل من تفتيت للائتلاف الوطني".
ويتوقع المصدر ان تكون واشنطن "منزعجة من تقارب الصدر مع المالكي، ما قد يجعلها تفكر في كيفية الاستفادة من التقارب الحاصل بين بين المجلس الاعلى والعراقية والفضيلة، وهو امر قد يشجع التحالف الجديد على كسب الاكراد ثم الجلوس الى طاولة مستديرة مع دولة القانون".
وبشأن ما يقال حول احتمال حصول تراجع من حزب الفضيلة المعارض لترشيح المالكي، ومدى تأثيره على قرار المجلس الاعلى، قال المصدر "ان اي قرار من الفضيلة باتجاه تأييد المالكي من شأنه ان يحرج المجلس الاعلى وسيقلل من قوة موقفه المقاطع لترشيح المالكي"، لكنه اكد في الوقت نفسه "ان المواقف لم تتغير حتى الان، رغم الضغوط الهائلة التي جاءت من ايران في هذا الاطار".