محتويات
- تاريخ النار الأزلية
- حقل بترول بابا كركر
- سبب تسمية النار الأزلية
- بابا كركر و النار الخالدة
- النار الأزلية من منظور قديم
النار الأزلية هي عبارة عن شعلة نارية تنتج بشكل طبيعي في حقل بابا كركر في العراق نتيجة لتفاعلات الغازات الطبيعية والبترول الموجود في باطن الأرض. وهذا التفاعل مع البترول الطبيعي بفعل العوامل الطبيعية مع القشرة الأرضية مما يؤدي إلى إنفجارات أرضية وخروج لمجموعة من النيران المتناثرة في أماكن عديدة حول البئر البترولي
تاريخ النار الأزلية
يرجع تاريخ النار الأزلية إلى العصر العثماني القديم عندما كان يتم استخراج البترول من حقل بابا كركر في العراق وكان البترول في ذلك الوقت يتناثر ويخرج بغزارة في ذلك الوقت من عام 1927 وكان العثمانيون يستخرجون البترول منه بطريقة بدائية للغاية والذي أعطى فكرة إلى الإحتلال الإنجليزي وقتها للعمل على بدء إنشاء البنية التحتية للحقل النفطي لاستغلاله فيما بعد.
حتى بدأت عمليات التنقيب واستخراج النفط من حقل بابا كركر في العراق بشكل مستمر في عام 1934 ويعد هذا الحقل من أكثر الحقول البترولية الموجودة في العراق والتي تعتبر من أقدم الحقول التي تم إكتشافها قبل الحقول البترولية في المملكة العربية السعودية .
تعتبر جمهورية العراق من أكبر الدول العربية التي تحتوي على أكبر إحتياطي نفطي في العالم ويعد النفط العراقي من أكثر الموارد الهامة التي تعتمد عليها الحياة الإقتصادية في البلاد. وتشير العديد من الإحصائيات أن العراق تمتلك أكثر من 140 مليار برميل بترول معروف مكان وجودهم في أماكن متفرقة من العراق وقد تزيد عدد البراميل النفطية إلى نحو 220 مليار برميل في المستقبل جميعها يتركز وجودها في الجنوب من العراق ويتم تصديرها تباعاً إلى ميناء البصرة إلى كل دول العالم .
حقل بترول بابا كركر
يعد حقل بترول بابا كركر في محافظة كركوك في العراق من أشهر الحقول البترولية في الشرق الأوسط بل والعالم كله؛ ويعد من أكبر الحقول البترولية التي تم إكتشافها إلى يومنا هذا وثاني أكبر الحقول البترولية بعد حقل الغوار الموجود في المملكة العربية السعودية من حيث غزارة الإنتاج من البترول والغاز الطبيعي والخامس عالمياً من حيث الحجم .
ويعد حقل بابا كركر من أكبر الأبار العراقية إنتاجاً للبترول فيصل إنتاجه من البترول يومياً إلى أكثر من 100 ألف برميل يومياً وهذا على مدار مدة طويلة من الزمن حتى وصل حجم الإنتاج من البترول في الوقت الحالي إلى 35 ألف برميل فقط في اليوم . ويرجع اكتشاف هذا الحقل والمسمي بالنار الأزلية إلى عام 1927 حتى دخل إلى حيز الإنتاج العالمي والدولي في عام 1934 بعد إنشاء البنية التحتية لإعداد الحقل النفطي وعمل خطوط الأنابيب قبل تأسيس إسرائيل من مكان برميل النفط في كركوك إلى ميناء حيفا في فلسطين مروراً بطرابلس ولبنان حتى تم إغلاق الممر النفطي المار في سوريا عندما إندلعت الحرب الإيرانية في عام 1980 .[1]
سبب تسمية النار الأزلية
يرجع السبب في تسمية حقل بترول بابا كركر في كركوك بالعراق إلى العوامل الطبيعية وطبيعة الأرض البترولية وتفاعلها مع القشرة الأرضية ؛ مما يؤدي إلى خروج النار من الأرض واحتراق الغازات والبترول الموجود في داخل الحقل البترولي هذا إلى جانب العديد من الانفجارات والحرائق البترولية بشكل مستمر و التي لا تنطفيء أبداً حتى أن العديد من رعاة الأغنام يستخدموه لتدفئة الأغنام الخاصة بهم في حالة البرودة الشديدة في الشتاء.
فهي لها القدرة على إستمرار اللهب في كافة الظروف الجوية والطبيعية المختلفة ، فمع إنخفاض درجات الحرارة في الشتاء وهطول الأمطار تظل النار خارجة من بئر البترول ولا تنطفيء أبداً وتظل القشرة الأرضية تخرج من داخلها العديد من اللهب وخروج البترول على سطح الرمال أيضاً .
حقل البترول الموجود في كركوك والمعروف بالنار الأزلية من أحد أهم حقول البترول المهمة في العراق ويحتوي في داخله على ما يقرب من 10 مليار برميل نفطي لم يتم إكتشافهم بعد إلى الأن . وتبلغ السعة والقدرة البترولية للبرميل الواحد على إستخراج أكثر من مليون برميل من البترول يومياً. إلا أنه حدث تراجع كبير في إنتاج البترول ليصبح إجمالي سعة الحقل الواحد على إنتاج 150 ألف برميل بترولي يومياً .
بابا كركر و النار الخالدة
يشتهر حقل بترول بابا كركر بالنار الخالدة التي لا تهدأ أبدا وتستمر طوال العام ، فيعتبر حقل بترول بابا كركر في محافظة كركوك العراقية من أكبر حقول البترول مساحة وإنتاجية على مستوى العالم بعد الحقل البترولي الكبير في المملكة العربية السعودية وهو حقل الغوار والذي تم اكتشافه في عام 1948.
والنار الخالدة نسبة إلى حقل بابا كركر والموجودة بإستمرار في وسط الحقول النفطية الموجودة في المنطقة التي إحترقت واحترق الغاز الموجود في داخلها على مدار السنوات الطويلة التي تصل إلى أكثر من 4000 عام . وترجع الدراسات التاريخية إلى القول بأن هذا الحقل يرجع إلى سنوات طويلة قبل الميلاد ومن قبل معرفة استخدام النفط كأحد أهم وأبرز السلع على مر التاريخ ؛ حيث يرجع تاريخ اكتشاف بئر بابا كركر للبترول إلى عصر الكاتب اليوناني القديم هيرودوت إلى العام 425 قبل الميلاد.
وكان هناك روايات عديدة عن طبيعة الأرض التي تخرج منها النار وأن ألسنة اللهب هذه لها القيمة الرمزية الكبيرة بالنسبة لسكان منطقة كركوك وكانت هذه النيران مستمرة لا تنطفيء أبداً وكانت تُستخدم في القديم من الزمان للتدفئة فكان رعاة الأغنام يستخدموها في تدفئة الماشية والأغنام والحيوانات التي تساعدهم في الزراعة في فصل الشتاء .
ومن الروايات الطريفة والتي قد تكون غريبة بعض الشيء أنه من ضمن استخدامات ألسنة اللهب الأبدية المستمرة ؛ أن النساء كانت تلجأ إلى بئر بابا كركر للحصول على بركة إنجاب طفل ذكر نتيجة إلى التعبير عن الخير والرزق الواسع والقوة التي تنبع من ألسنة اللهب المستمرة من البئر.[2]
وترجع ألسنة اللهب المشتعلة إلى وجود العديد من الغازات الطبيعية والبترول المسرب من الشقوق والصخور الكبيرة والمنتشرة في منطقة بابا كركر في كركوك . وكان النفط يتدفق منها طول الوقت بسرعة كبيرة على طول الصحراء مما أدى إلى تهديد أهل المنطقة وتهديد زراعاتهم وممتلكاتهم والتهديد أيضاً على حياتهم بسبب تسرب الغاز الطبيعي والبترول إلى المياه التي يستخدمونها في الشرب .
النار الأزلية من منظور قديم
كانت أرض البترول قديماً في العراق عبارة عن كتلة من الصخور الكبيرة في مساحة أرض صحراوية صغيرة غنية بالنفط والغاز الطبيعي وهي معروفة بحقول بابا كركر النفطية القديمة ؛ وكانت تخرج منها نار مستمرة لا تنطفيء طوال العام وكانت مركزاً للكثير من الطقوس الدينية المتبعة في العراق القديمة قبل دخول الإسلام فكان الناس قديماً يقومون ولائمهم واجتماعاتهم لطرد الأرواح الشريرة والشيطانية وطلب الامنيات والمباركات .
وكان المزارعين قديماً يستخدمون الطين الخارج من الأرض في دهن ومسح جلود الحيوانات حتى تحميهم من الحيوانات المفترسة والأرواح الشريرة ويرجح المفسرين سبب ظهور هذه الغازات إلى خارج الأرض إلى تسربات ناتجة عن خروج الغازات من التشققات الأرضية وملامستها للصخور الصغيرة وتشبعها بالهواء الخارجي المشبع بغاز الأكسجين فيخرج الغاز وينتشر على الصحراء .