#القرآن_الناطق
ولما كان أمير المؤمنين (عليه السلام) قد وصف القرآن بأنه (صامت ناطق) فكيف يا ترى يكون صامتاً وناطقاً في نفس الوقت ؟ فهو إما أن يكون صامتاً وإما أن يكون ناطقاً .
وهنا يمكن رفع مثل هذا الالتباس بالرجوع إلى ما قاله (عليه السلام) في موضع آخر من كتاب ( نهج البلاغة ) حيث قال : ( ذلك القرآن فإستنطقوه ، ولن ينطق ، ولكن أخبركم عنه ، ألا إن فيه علم ما يأتي والحديث عن الماضي ، ودواء دائكم ، ونظم ما بينكم ).
إذن فالقرآن لن ينطق ولكن هنالك من ينطق به ألا وهو النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وأمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمة الأطهار (سلام الله عليهم أجمعين) إذ هم أهل الكتاب ومن عندهم علم الكتاب ، قال تعالى {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}.
وكذلك كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول : ( هذا القرآن الصامت وأنا القرآن الناطق )، من ذلك يفهم معنى قوله (عليه السلام) : (إن القرآن صامت ناطق) فهو صامت بنفسه و ( لن ينطق ) إلا به وبالأئمة من ولده (عليهم السلام) .
وهنا نستطيع أن نفهم قوله (عليه السلام) : ( وكتاب الله بين أظهركم ناطق لا يعيا لسانه وبيت لا تهدم أركانه ).
ولقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله : ( إن القرآن حي لم يمت ، وانه يجري كما يجري الليل والنهار ، وكما تجري الشمس والقمر ويجري على آخرنا كما يجري على أولنا ) .
إذن فالقرآن يجري كما يجري الشمس والقمر ، وتتعدد معانية في كل زمان ومكان وقوم ، وإنه يجري على الأئمة (عليهم السلام) أولهم وآخرهم سواء بسواء ، وهذا هو معنى كونه تبياناً لكل شيء وأنه قرآن مبين ، وكتاب مبين.
منقول