بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
کتاب تفسیر علي بن ابراهیم القمي المجلد الثاني الصفحة 184 و185 والیک ما جاء في هذا الکتاب :
قال له عمرو من أنت؟ قال: أنا علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وختنه فقال: والله ان أباك كان لي صديقا قديما واني اكره أن أقتلك ما آمن ابن عمك حين بعثك إلي ان أختطفك برمحي هذا فأتركك شائلا بين السماء والارض لا حي ولا ميت، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): قد علم ابن عمي انك ان قتلتني دخلت الجنة وأنت في النار وان قتلتك فأنت في النار وأنا في الجنة، فقال عمرو وكلتاهما لك يا علي؟ تلك إذا قسمة ضيزى، قال علي (عليه السلام) دع هذا يا عمر واني سمعت منك وانت متعلق بأستار الكعبة تقول لا يعرضن علي أحد في الحرب ثلاث خصال إلا أجبته إلى واحدة منها وأنا أعرض عليك ثلاث خصال فأجبني إلى واحدة قال: هات يا علي ! قال: أحدها تشهد ان لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله، قال: نح عني هذه فاسأل الثانية، فقال أن ترجع وترد هذا الجيش عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فان يك صادقا فانتم أعلى به عينا وان يك كاذبا كفتكم ذؤبان العرب أمره، فقال: إذا لا تتحدث نساء قريش بذلك ولا تنشد الشعراء في أشعارها اني جبنت ورجعت على عقبي من الحرب وخذلت قوما رأسوني عليهم؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): فالثالثة ان تنزل إلي فانك راكب وأنا راجل حتى أنا بذك فوثب عن فرسه وعرقبه وقال هذه خصلة ما ظننت ان احدا من العرب يسومني عليها ثم بدا فضرب أمير المؤمنين (عليه السلام) بالسيف على راسه فالقاه امير المؤمنين بدرقته فقطعها وثبت السيف على رأسه، فقال له علي (عليه السلام) يا عمرو أما كفاك اني بارزتك وانت فارس العرب حتى استعنت علي بظهير؟ فالتفت عمرو إلى خلفه فضربه أمير المؤمنين (عليه السلام) مسرعا على ساقيه قطعهما جميعا وارتفعت بينهما عجاجة فقال المنافقون قتل علي بن ابي طالب (عليه السلام)، ثم انكشف العجاجة فنظروا فاذا امير المؤمنين (عليه السلام) على صدره قد أخذ بلحيته يريد ان يذبحه فذبحه ثم اخذ رأسه وأقبل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) والدماء تسيل على رأسه من ضربة عمرو وسيفه يقطر منه الدم وهو يقول والرأس بيده:أنا علي وابن عبدالمطلب * الموت خير للفتى من الهرب فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يا علي ما كرته؟ قال: نعم يا رسول الله الحرب خديعة.
اذن يجوز في الحرب الخدعة كما قال رسول الله في مواضع عدیدة (انما الحرب خدعة، والحَرْبُ خَدْعةٌ وخُدْعةٌ) وایضا قال مولانا الامام الصادق کما في الکافي المجلد الثاني الصفحة 342 :كل كذب مسؤول عنه صاحبه يوما إلا [كذبا] في ثلاثة: رجل كائد في حربه فهو موضوع عنه...حینئذ هذا من المكر الممدوح كما في قوله (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين) فما فعله أمير المؤمنين مصداق من مصاديق خير الماكرين، فإنّه سبحانه تجلّى فيه بهذا الإسم المبارك آنذاك والله العالم بالحقائق.