الموصل ,,, جذور موغلة في اعماق التاريخ
الموصل، هي مركز محافظة نينوى، العراق. تقع الموصل شمال العراق على ضفاف نهر دجلة، وهي ثاني مدينة في البلاد من حيث السكان بعد بغداد حيث يبلغ عدد سكانها ثلاثة مليون وسبعمئة ألف نسمة، تشتهر بالتجارة مع الدول القريبة مثل سورياوتركيا. وسكان الموصل خليط من القوميتين العربية والكردية اضافة إلى اقليات تركمانية ومسيحيية العرب فيها يتحدثون باللهجة الموصلية (أو المصلاوية) العربية التي تحمل في طياتها وتعابيرها ملامح خاصة. وسكان الموصل من المسلمينالسنة وينحدرون من عشائر رئيسية وهي شمر والجبور والدليم وطي العربية والجرجرية والميران والمزوري والزيباري والكوران الكردية، ويوجد أيضا المسيحين الذين ينحدرون من شعبيهما الاشوري والكلداني. وتعتبر مدينة الموصل مركز محافظة نينوى.
التسمية
لا يعرف بالتحديد معنى تسمية نينوى، اسم المدينة في زمن الأكديين غير أنه يرجح أن يكون له علاقة بالإلهة عشتار إلهة الخصوبة الرافدينية كون اسمها القديم كان نينا. فرضية أخرى ترجع اسم المدينة إلى الآرامية حيث تعني كلمة نونا (נונא) السمك.[1] ولا تزال المدينة بأكملها تعرف أحيانا بنينوى (ܢܝܢܘܐ) أو آثور (ܐܬܘܪ) لدى السريان. يعود أول ذكر للتسمية الحديثة إلى كسينوفون، المؤرخ الإغريقي، في القرن الخامس قبل الميلاد حيث ذكر وجود مستوطنة صغيرة تحت اسم مبسيلا باليونانية قديمة: غير أن كون هذه التسمية تعود لنفس المدينة الحديثة مشكوك به كونها كانت تقع على الضفة الشرقية لدجلة. يرجح من جهة أخرى أن تكون الكلمة ذات أصل عربي بمعنى "ما يوصل بين شيئين" كونها وصلت بين ضفتي دجلة لدى بنائها، وقيل بين الجزيرة والعراق، وقيل لأنها تصل بين دجلة والفرات. تعرف المدينة باسم "مووسڵ" بالكردية وهذه التسمية مشتقة من العربية.
كما للمدينة عدة القاب تعرف بها مثل أم الربيعين لاعتدال الطقس بها في الربيع والخريف، والحدباء لاحتداب دجلة لدى مروره بها أو لاحتداب منارة الجامع النوري.
التاريخ
آشور
القائد الآشوري الأسطوري نينوس الذي يعتبر مؤسس المدينة بحسب قطيسياس.
يعود تاريخ الاستيطان البشري في المنطقة إلى ما قبل العصر الحجري (6،000 ق.م.) حيث استوطن البشر في السهل الممتد شرقي الموصل وخاصة ملتقى نهري الخوصرودجلة وذلك لخصوبتها ومرور القوافل التجارية بها.
لا يعرف بالضبط تاريخ بناء المدينة فأول ذكر لمدينة نينوى جاء حوالي 1800 ق.م. حيث عرفت عبادة الإلهة عشتار في تلك المنطقة، فذاع صيت المدينة آنذاك وانتشرت أخبار معجزات الإلهة عشتار في مدينة نينوى في العديد من أنحاء العالم القديم. ويعزو المؤرخ الإغريقي قطيسياس والذي كان طبيباً للملك الأخمينيأحشيروش الثاني بناء المدينة إلى القائد الآشوري الأسطوري نينوس بناءً على معلومات استقاها من دراسته الوثائق الملكية الآشورية.
بوابة أدد شرقي المدينة، إحدى الآثار المتبقية من سور مدينة نينوى.
بالرغم من توسعات الإمبراطورية الآشورية الحديثة إلى أن المدينة ظلت مهملة فعلياً وذلك لكون ملوكها قد فضلوا الإقامة في مدينة آشور ومن ثم بكالح. إلا أن الوضع تغير بمجيء آشور بانيبال الثاني (حكم ما بين 883 - 859 ق.م.) فقام الأخير بتوسيع المدينة عمرانياً، كما قام خلفاه ببناء العديد من القصور والمعابد. ويعتبر سنحاريب هو الملك الذي أوصل المدينة إلى أوج مجدها حوالي 700 ق.م. فقام ببناء قصر ضخم مكون من 80 غرفة من الرخام والطوب استعمل فيه أكثر من 160 مليون قطعة طابوقة وزين بتماثيل لثيران مجنحة بلغ وذم الواحد منها ما بين 9 إلى 27 طن.[8][9] كما صمم سنحاريب قنوات لجلب المياه إلى المدينة وقام بتبليط الشوارع بالرخام. وبلغت مساحة نينوى في أوج عظمتها حوالي 7 كم مربع وقطن بها أكثر من 100،000 نسمة ما جعلها أكبر مدينة بالعالم آنذاك.
وخلال تلك الفترة تم سبي اليهود والبابليين وتوطينهم في المدينة غير أن المجموعة العرقية الأكبر التي تعرضت للترحيل كان الآراميون، حيث قام الآشوريون بتوطين أكثر من 4.5 منهم في أنحاء الإمبراطورية وخاصة في المناطق السهلية المحيطة بنينوى ما أدى إلى أستعمال الآشوريين للآرامية بدلاً من الأكادية لغتهم الأصلية.
بدأت الإمبراطورية الآشورية بالوهن بعد وفاة آشور بانيبال حوالي 627 ق.م.، فقامت حروب أهلية بين خلفائه للسيطرة على مقاليد الحكم بها فاستغل البابليونوالميديون هذا الضعف فعقدوا تحالفاً وهاجموا نينوى وأسقطوها في 612 ق.م. بعد حصار دام عامين كاملين، كما قاموا بقتل معظم سكانها وحرق المدينة بكاملها فلم ينق منها سوى بعد أسوارها.
الفترة الفارسية والهيلينية
بسقوط نينوى ودمارها أصبحت المدينة خراباً بعد أن هجرها أهلها. غير أن الآشوريين استمروا بزراعة الأراضي الواقعة شرقي المدينة. وبسقوط بابل وسيطرة الإمبراطورية الأخمينية على المنطقة أصبح ساتراب آثورا (الاسم الفارسي القديم لآشور) من أكثر مناطق الإمبراطورية ازدهاراً، وانتشرت التجارة مع بلاد فارس وأرمينيا. غير أن المدينة التي برزت خلال تلك الفترة كانت أربيل حيث أصبحت عاصمة لهذا الساتراب. على أن مدينة نينوى لم تظل مهجورة لفترة طويلة فيروي زينوفون لدى زيارته للمنطقة عام 401 ق.م. عن وجود بلدة تحت اسم مپسيلا باليونانية قديمة: Μέπσιλα في موقع الموصل الحالية. تمكن الإسكندر المقدوني من فرض سيطرته على المنطقة بعد هزيمة الأخمينين في معركة غوغميلا سنة 331 ق.م. فخلفه السلوقيون بعد وفاته واتسمت الفترة الهيلينية بالتبادل الحضاري والثقافي بين المجموعات العرقية المكونة لها، كما انتشرت اللغة اليونانية في كافة أنحاء الإمبراطورية غير أن الآرامية استمرت هي اللغة الأكثر شيوعاً في المنطقة. استمرت سيطرة السلوقيون حتى حوالي 129 ق.م. عندما تمكن الأشكانيون من هزيمتهم ومد نفوذهم على الموصل.
في مطلع الألفية الأولى بدأت قوة روما تتعاظم في الغرب فلجأ الأشكانيون إلى دعم الحكام المحليين في تخومها الغربية لدرء خطر الرومان فنشأت مملكة حدياب إلى الشرق من الموصل والحضر إلى الجنوب الغربي. إلا أن الإمبراطور الروماني تراجان شن حملة على بلاد ما بين النهرين عام 116 تمكن خلالها من السيطرة على الموصل وما حولها. واستمرت الاشتباكات بين خلال السنوات اللاحقة بين الأشكانيين والرومان حتى ضعف الإمبراطورية الرومانية فسيطر الساسانيون على المنطقة بعد انهيار الدولة الأشكانية عام 224 م. اتسم الساسانيون بعدائهم للغرب فقاموا بجعل الزرادشتية ديانا رسمية للدولة وحولوا فرضها بالقوة، إلا أن المسيحية أصبحت الأكثر انتشاراً في تلك الأنحاء،[17] وغالباً ما لجأ الساسانيون إلى عمل مذابح لمعاقبة سكان المدينة من المسيحيين، فبعد هزائمه المتكررة أمام البيزنطيين قام شابور باضطهاد عنيف استهدف مسيحيي نينوى في الفترة 341 -346 فقتل أسقفها سمعان بار صباعي إلى جانب العديد من أهلها.
أصبحت نينوى مركزاً هاماً للفرع النسطوري من الكنيسة السريانية بعد انفصالها بعد مجمع أفسس عام 431 كما انتشر الرهبان في جبل الألفاف الواقع 25 كم شرقي الموصل واشتهرت المنطقة المحيطة بها بكثرة الأديرة التي شيدت منذ القرن الخامس ومنها دير مار بهنامومار إيلياومار متيودير مار اوراها. وسقطت المنطقة تحت سيطرة البيزنطيين بعد الحرب الساسانية-البيزنطية بأوائل القرن السابع.
وبحسب رواية ذكرت في مخطوطة سعرت التي تعود إلى القرن العاشر فإن أول من أستوطن غرب دجلة كان راهباً نسطورياً يدعى مار إيشوعياب. وتذهب الرواية أن إيشوعياب نذر أن لا يأكل لحماً غير أنه نقض نذره عندما دعي لأكل لحم من قبل رعاة أثناء ترحاله، فصغر في عين رفاقه الرهبان فعور دجلة وذلك بأن ألقى معطفه على النهر ومشى عليه برفقة رهبان آخرون وقام بناء دير له على الضفة الغربية بجانب إحدى الجنائن. وقد كبر الدير وازدهر بعد أن لجأ إليه عدة عوائل هرباً من غارات البدو. كما بنى خسرو الثاني مباني حول الجنينة.
الخلافة العربية الإسلامية
منطقة الجزيرة التي شكلت الموصل عاصمتها ابتداء من عهد الخليفة الأموي مروان بن الحكم.
بعد انتصار المسلمين على الساسانيين في معركة القادسية توجه قسم منه وشن حصاراً على تكريت التي كانت تحت سيطرة البيزنطيين وتمكنوا من دخولها واتجه ربعي بن الأفكل التغلبي إلى الموصل (عرفت في المصادر الإسلامية بالحصنين آنذاك) وفتحها، وهناك اختلاف على تاريخ استسلام المدينة، فيروي البعض أن ربعي بن الأفكل دخلها عام 637 (16 هـ) بينما يرجئه آخرون حتى 641 (21 هـ).[20] كما تختلف المصادر التاريخية في هوية حاكمها الأول فهناك من المصادر الإسلامية من يذكر أن عتبة بن فرقد السلمي كان أول حكامها حيث قام بقتال أهل نينوى (الجانب الشرقي) وفتحها عنوة ثم عبر دجلة فصالحه أهل الحصن الآخر على الجزية والإذن لمن أراد الجلاء في الجلاء،[21] ويرى آخرون أن ربعي بن الأفكل أو عبد الله بن المعتم أو حفرجة بن حرثمة كان أول من حكمها.[22] وبغض النظر عن هوية فاتحها أو أول حاكمها فإنه من المسلم به أن الموصل لم تكن سوى ثغر من ثغور الكوفة وظلت تابعة لها طول فترة الخلفاء الراشدين، ولم تكن هناك مستوطنة ذات أهمية على الجانب الغربي من دجلة.
وقام هرثمة بن عرفجة البارقي بتوطين قبائل عربية من أزدوطيوكندةوعبد قيس بالضفة الغربية, وبنى داراً للامارة والمسجد الجامع وهو أول جامع بناه المسلمون في الموصل، والذي بقي حتى سنة 1148. إلا أن المدينة لم تزدهر حتى النصف الثاني من القرن السابع الميلادي عندما تولاها الأمويون فجعلوا منها مركزاً لمنطقة الجزيرة. ازدادت مساحة الموصل في عهد سعيد بن عبد الملك بن مروان حيث قام بتعميرها وتحصينها وأحاطها بسور ورصف طرقها بالحجارة. كما نصّب لها مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين جسراً وبنى قلعتها. وشق الحر بن يوسف الأموي نهراً عرف بنهر الحر وكان يمر قرب سور نينوى وتقع عليه بوابة المسقى. واستمرت هجرة القبائل العربية في هذه الفترة وهي قبائل تغلب وربيعة وشيبان وطيء.
بعد انتهاء فترة الخلفاء الراشدين وسيطرة الأمويين على زمام الحكم في الشام، بويع عبد الله بن الزبير للخلافة في الحجاز سنة 683 م. وهي نفس السنة التي تولى بها يزيد بن معاويةالخلافة الأموية بالشام وقام بالسيطرة على العراق وولى محمد بن أشعث بن قيس على الموصل. غير أن والي الكوفة انقلب على عبد الله وأرسل عبد الرحمن بن سعيد بن قيس لولاية الموصل. فهاجم الأمويون بقيادة عبيد الله بن زياد الموصل وسيطروا عليها فبعث والي الكوفة جيشا لاستعادتها تشابك مع الأمويون في برطلة غير أنه هزم سنة 686. فأرسل والي الكوفة جيشا ثانيا تمكن هذه المرة من استعادة المدينة. عاد ابن الزبير إلى الموصل وتمكن من اخضاعها مجددا سنة 687. غير أن سيطرته لم تطل فتمكن عبد الملك بن مروان من هزيمته نهائيا والسيطرة على كافة أنحاء العراق والجزيرة.
أصبحت مدينة الموصل أهم مراكز انطلاق للفتوحات الإسلامية بعد استقرار القبائل العربية فيها خصوصاً ابان الدولة الأموية. كما قام الولاة الأمويون بتوسيع المدينة وحفر قناة لجلب المياه إليها. غير أواخر الفترة الأموية شهدت كثرة القلاقل في الجزيرة وكانت أهمها ثورة الضحاك التي باءت بالفشل. فمالت الموصل إلى بني عباس لما قويت شوكتهم فتعاون أهلها مع العباسيين لدى انتصارهم في معركة الزاب الحاسمة سنة 749 ورفض أهلها إيواء مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين بل وسارت فرقة من الموصل إلى أبو صير حيث تمكنت من قتله.[23][25] غير أن علاقة الموصل مع العباسيين تميزت بالتوتر غالبا وقام يحيى ابن محمد أخا أبو العباس عبد الله السفاح بتعيين محمد ابن صول حاكما على المدينة، غير أنه توجس من حدوث ثورة بها فأمر محمد ابن صول بتصفية بعض أعيانها خلسة، فدعاهم إلى قصره وقطع رؤوسهم وأرسلها إلى يحيى. غير أن أمره انكشف فثار سكان المدينة عليه فدعاهم يحيى للصلح والعفو عن المحتجين بشرط ملاقاته في جامع المدينة، غير أنه غدر بهم وقام حرسه الخراسانيين بمذبحة شملت عوائل بأكملها بما في ذلك النساء والأطفال راح ضحيتها عشرات الآلاف.
كما ساءت أحوال الموصل في اواخر القرن الثامن الميلادي وأوائل القرن التاسع فحاول الخوارج من البدو المحيطين بها السيطرة عليها.
بعد وفاة الخليفة المتوكل تمكن الخارجي مصاور من الاستيلاء على المدينة وجعلها جزءا من إمارته. وكرد على ذلك عين المعتضد بالله أحد قادته حاكما على المدينة فأرسل هذا جيشا قوامه 20,000 تمكن من احتلال المدينة. قام أهالي المدينة بطرد الحاكم العباسي سنة 892 م. فطلب هذا المعونة من بني شيبان. بعد انتصار الأهالي بالبداية بقيادة حمدان بن حمدون، تمكن الشيبانيون من السيطرة على المدينة.[28] تمكن حمدان، جد الحمدانيين، الاستقلال بالمدينة سنة 895. غير أنه سرعان ما فر لدى وصول جيش الخليفة العباسي، وأسر لاحقا في حين سلم ابنه حسين المدينة. أعلنت الدولة الإسلامية في العراق والشام بتاريخ 29 يونيو 2014 عن الخلافة الإسلامية ومبايعة أبي بكر البغدادي خليفة للمسلمين،[41] وقال الناطق الرسمي باسم الدولة أبو محمد العدناني أنه تم إلغاء اسمي العراق والشام من مسمى الدولة الإسلامية(دولة الخلافة)،[41] وأن مقاتليها أزالوا الحدود التي وصفها بالصنم،[42] وأن الإسم الحالي سيُلغى ليحل بدلاً منه اسم الدولة الإسلامية فقط.[43] كما ذكرنا ان الدولة الإسلامية سيطرت على مدينة الموصل في يوم 9/6/2014.واستمرت في تقدمها إلى بغداد التي يطمحون بالوصول اليها .
الإمارات الموصلية
حصار المغول للموصل، من كتاب جامع التواريخ.
اتسم اواخر القرن التاسع الميلادي بالصراع بين الحكام العباسيين والخوارج فاستعان الخليفة بحسين ابن حمدان الذي أدى نجاحه في القضاء على الخوارج سنة 896 إلى زيادة حضوة الحمدانيين. ازداد اعتماد العباسيين على الحمدانيين في العقد اللاحق بازدياد غارات الأكراد على أطراف المدينة، وبدورهم أعتمد الحمدانيون على التغالبة، الذين شكل بنو حمدان أحد بطونهم في إخضاع الأكراد. حكم الحمدانيون الموصل كمندوبين للخليفة وزادت استقلاليتهم تدريجيا بضعف العباسيين حتى أصبحت الموصل إمارة مستقلة بشكل فعلي بوصول ناصر الدولة حسن لسدة الحكم سنة 929.[29] حكم العقيليون، أحد بطون بنو كعب، الموصل في الفترة 996 - 1096 م. ويعتبر حسام الدولة المقلد المؤسس الفعلي لهذه الإمارة التي امتدت جنوبا حتى شملت داقوقوالكوفة في أوج قوتها.
صورة لبدر الدين لؤلؤ، من كتاب الأغانيللأصفهاني.
أدت سيطرة الحمدانيين والعقيليون إلى ازدهار الموصل فازداد بنيانها وحسن منظرها للرحالة، فوصفها ابن حوقل بأنها مدينة جميلة ذات ريف خصب واصفا أغلب سكانها بالأكراد. كما زارها المقدسي وصفها بأنها مبنية على شكل نصف دائرة وبها قلعة داخل أسوارها عرفت ب-المربعة (باشطابيا)، كما حوت أسوار المدينة سوق الأربعاء وجامع رئيسي. على الضفة الشرقية من دجلة وقعت مدينة نينوى القديمة التي هجرها أهلها بعد توسع الموصل، غير أنها حوت قصر الخليفة على نهر الخوصر.
سيطر السلاجقة على المدينة سنة 1096 اتسم حكمهم بإهمال المدينة التي أصبحت شبه مهجورة حتى تمكن عماد الدين زنكي من الاستقلال بها سنة 1127. ويعود إليه الفضل في إعادة إعمار الموصل حيث رمم أسوارها ومبانيها ونسق الجنائن حول المدينة. خلال فترة حكم خلفه عز الدين مسعود الأول حاصر صلاح الدين الأيوبي المدينة مرتين في 1182 و-1185 دون جدوى. غير أن الصراع بين الزنكيينوالأيوبيين اضطر عز الدين إلى الاعتراف بسيادة الأيوبيين مقابل استمراره حاكما على الموصل.[29] يروي ابن جبير لدى زيارته للمدينة قبيل بناء جامع النوري أن المدينة المحصورة داخل السور الخارجي انقسمت إلى جزئين علوي وسفلي ربطهما شارع عريض، وحوت على مارستان (مشفى) وقيصرية (سوق مسقف). بينما انتشت الضواحي المأهولة على مرمى البصر وشملت العديد من المساجد والخانات والحمامات. بنيت معظم المباني من الرخام الذي جلب خصيصا من جبل مقلوب شمال شرق المدينة، كما عرف عنها شكلها المقبب المميز. توسعت المدينة أوائل القرن الثالث عشر وقام الوزير مجاهد الدين قيمز ببناء مساكن في الضاحية الجنوبية، وحكم ابنه بدر الدين لؤلؤ كوزير للزنكيين قبل أن يستقل بالمدينة ابتداء من 1234 م. كما استسلم بدون قتال لهولاكو سنة 1244 ورافقه في حملاته غير أن المغولالإيلخانيين نهبوا المدينة سنة 1261 بعد أن تحالف ابنه الملك الصالح إسماعيل مع الظاهر بيبرس ضدهم.
المغول والتركمان والصفويون
جامع النبي يونس قبل تفجيره ۲۰۱٤م/۱٤٣٥هـ
استمر حكم الإلخانات أكثر من 50 عاما حتى بدأت دولتهم تتهاوى في العقد الثالث من القرن الرابع عشر فتمكن الجلائريون، والذين ينتمون بدورهم إلى قبيلة منغولية أخرى، من ضم الموصل إلى مملكتهم سنة 1364 والتي شملت أجزاء من وسط العراق وشمال شرق إيران الحالية. غير أن حكم الجلائرييين لم يستمر طويلا فسرعان ما غزا تيمور المدينة غير أنه عفاها من السلب بل وقام بمح العطايا لضريحي النبيين يونسوجرجس. تولى الموصل بعد وفاة تيمور حاكم آمدالتركماني بهاء ألدين قرة عثمان وضمها لإمارة ابتداء من القرن الخامس عشر. وشهدت هذه الفترة تناوب قبيلتي الخرفان البيضوالسود التركية على المنطقة. آلت الموصل إلى الدولة الصفوية بعد ضمها لبغداد سنة 1508. غير أن الحكم الصفوي لم يطل حيث فتح العثمانيون بقيادة سليمان القانوني المدينة سنة 1535.
الفترة العثمانية
سيطر عليها سليمان القانوني العثماني عام 1534، وولى عليها حاكماً يدعى محمد باشا بكلربكي ومن بعدة حديد سليمان المحمدي وتولى بعده عدة ولاة حتى سنة 1730 حيث تولاها أحد أبناءها وهو حسين باشا بن إسماعيل باشا الجليلي. وفي عهده حاول الصفويون بقيادة نادر شاه ان يستولي على الموصل سنة 1733، والتي كانت في تلك الفترة نقطة دفاع مهمة للجبهة الشرقية لدولة آل عثمان ضد الدولة الصفوية،[31] لكن المحاولة بائت بالفشل بعد أن قُتل القائد الصفوي نركزخان على ايدي قبائل من البدو في قرية الغزلاني.
الدولة العراقية
استمرت الهيمنة العثمانية على الموصل حتى نهاية الحرب العالمية الأولى. وكانت بريطانياوفرنسا قد عقدتا أتفاقية سرية عرفت باسم اتفاقية سايكس بيكو تمت فيها تقسيم الولايات العثمانية العربية بين الدولتين، فكانت ولاية الموصل جزئاً من منطقة النفوذ الفرنسي. احتلت بريطانيا الموصل في 7 تشرين الثاني 1918 وذلك بالرغم من عقد الهدنة مع العثمانيين في 30 تشرين الأول. وبعد اكتشاف النفط في ولاية الموصل تمنت بريطانيا من إقناع فرنسا بالتنازل عن الموصل في معاهدة سيفر سنة 1920, غير أن تركيا استمرت بالمطالبة بأحقيتها حتى سنة 1925 عندما قررت عصبة الأمم عودة الموصل إلى العراق.
انضمت الموصل رسمياً إلى المملكة العراقية عند إعلانها في 3 تشرين الأول1932. وقد شهدت المناطق عدة أحداث منها عصيان البرزنجي أوائل الثلاثينات ومجزرة سميل التي لجأ بعدها أعداد كبيرة من الآشوريين إلى مخيم للاجئين داخل الموصل قبل نزوحهم إلى سوريا سنة 1934.
الجمهورية العراقية
بعد ثورة 1958 أعلن عبد الكريم قاسم قيام الجمهورية العراقية وكانت من أولى قراراته تأمين المؤسسات غير الحكومية وإلغاء النظام الإقطاعي، وقد أدى هذا بالإضافة إلى نهجه المعادي للقوميين العرب والمقارب من الشيوعيين إلى قيام عصيان قاده عبد الوهاب الشواف قائد الفيلق الخامس بالجيش العراقي بالتحالف مع شيوخ عشيرة شمر والإقطاعيين الذين فقدوا أراضيهم، فأعلن الشواف في 8 آذار 1959 من خلال راديو الموصل العصيان على عبد الكريم قاسم ودعى الشعب إلى حمل السلاح ضده. فقام عبد الكريم بتجنيد الكوادر الشيوعية في الموصل للرد على هذا العصيان وقد عاونهم في ذلك العمال والحرفين في الموصل والفلاحين في القرى المسيحية المحيطة بها.[34] وبالرغم من النجاح الأولي للقوميين غير أن الشيوعيين قاموا بهجوم مضاد قتل خلاله الشواف واستمرت المعارك الدموية كما قامت القوات الجوية العراقية بقصف ثكنات الفيلق الخامس وجابت الدبابات شوارع المدينة. استمرت المعارك الطاحنة بين القوميين والعشائر العربية والكردية وملاك الأراضي من جهة والقوميين والمسيحيين والطبقات الفقيرة من العرب والأكراد عدا أيام انتهت بهزيمة القوميين، فقام الشيوعيون بإعدامات استهدفت أعضاء الأحزاب القومية راح ضحيتها المئات. تركت هذه الأحداث أثرها العميق في الموصل ونزح العديد من سكانها إلى بغداد هرباً من الانفلات الأمني الذي اتسمت به الفترة التي تلت الثورة.
بعد ثورة 17/30 تموز بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي، أصبح العراق تحت سيطرة الحزب المذكور وفي أيدي صدام حسين. تم عمل بعض الخطط التنموية الصناعيةوالزراعية في المدينة بالإضافة إلى بعض المشاريع التجارية. ومن المشاريع المهمة بناء سد الموصل الذي سمي حينها بسد صدام.
حرب العراق
معركة في أحد شوارع الموصل، كانون الثاني 2008
سقطت المدينة بالكامل بيد تنظيم داعش وقوات محلية متحالفة معها يوم 10 يونيو 2014 خلال حملها شنها بشمال العراق.
ميليشيات أقلية الشبك (اللواء 30 في قوات الحشد الشعبي العراقية) تزعم أنها منعت تحرك القوات الأمريكية في الموصل. لذلك انتشرت القوات الأمريكية في أرجاء مدينة الموصل لمدة ساعة، قبل أن تعود إلى قواعدها في القصور الرئاسية بالمدينة.
الجغرافيا
المناخ
تتميز مدينة الموصل بصحة هوائها وعذوبة مائها، وتتصف بمناخ معتدل دافئ بسبب ارتفاعها القليل الذي لا يتجاوز 223 متراً فوق سطح البحر، ودرجات الحرارة فيها معتدلة صيفاً وشتاءً كما أنها تتلقى في فصل الشتاء كمية من الأمطار تصل إلى 375 مم سنوياً.الديموغرافيا
بيانات مناخ الموصل الشهر يناير فبراير مارس أبريل مايو يونيو يوليو أغسطس سبتمبر اكتوبر نوفمبر ديسمبر العام العظمى المتوسطة °س (°ف) 12.4
(54.3)14.8
(58.6)19.3
(66.7)25.2
(77.4)32.7
(90.9)39.2
(102.6)42.9
(109.2)42.6
(108.7)38.2
(100.8)30.6
(87.1)21.1
(70)14.1
(57.4)27٫76
(81٫97)الصغرى المتوسطة °س (°ف) 2.2
(36)3.4
(38.1)6.8
(44.2)11.2
(52.2)16.2
(61.2)21.3
(70.3)25.0
(77)24.2
(75.6)19.1
(66.4)13.5
(56.3)7.2
(45)3.8
(38.8)12٫83
(55٫09)هطول mm (inches) 62.1
(2.445)62.7
(2.469)63.2
(2.488)44.1
(1.736)15.2
(0.598)1.1
(0.043)0.2
(0.008)0.0
(0)0.3
(0.012)11.8
(0.465)45.0
(1.772)57.9
(2.28)363٫6
(14٫315)Avg. precipitation days 11 11 12 9 6 0 0 0 0 5 7 10 71 Source: World Meteorological Organisation (UN)[43]
تاريخيًاالتعداد
التاريخ عدد السكان المصدر 1235 هـ / 1820 م 50000 بكنغهام 1245 هـ / 1830 م 20000 عائلة تشسني 1311 هـ / 1894 م 61000 كینیه 1312 هـ / 1894-95 م 16106 (ذكور فقط) سالنامه ولاية الموصل، 1312 هـ 1325 هـ / 1907 م 36655 سالنامه ولاية الموصل، 1325 هـ 1332 هـ / 1914 م 70000 الحكومة البريطانية 1337 هـ / 1919 م ما بين 80 و 90 الف الحكومة البريطانية
تقديرات لعدد السكان في الفترة من 1950 إلى 2015.[44]
يبلغ عدد سكان الموصل بحسب تقديرات 2003 حوالي 1,400,000 نسمة بينما يعتقد أن العدد الحالي يقارب 1,800,000 نسمة.[45] وهي ثاني كبرى مدن العراق، بعد أن تخطت البصرة قبل عدة أعوام.[46]
بلغ زيادة عدد سكان الموصل حوالي 20،3 مرة منذ بداية القرن العشرين مقابل 1،7 مرة فقط خلال القرن التاسع عشر فقد ارتفع عدد سكان المدينة من 35،000 نسمة في بداية القرن التاسع عشر إلى 40،000 في منتصف القرن التاسع عشر ثم إلى 60،000 نسمة عام 1900 وتضاعفوا بعد ذلك ثلاث مرات ليصلوا إلي 178،000 نسمة عام 1965 ويعد الربع الثالث من القرن العشرين أسرع فترات نمو سكان الموصل حيث تضاعف عدد السكان أكثر من تسع مرات. وقد بلغ معدل النمو السكاني لمدينة الموصل 30% سنويًّا مما تسبب في مضاعفة عدد سكانها مرة واحدة كل ثلاث سنوات تقريبًا بين عامي 1950 - 1977.[بحاجة لمصدر]
العرقيات والأديان
يشكل العربالسنة معظم سكان مدينة الموصل. كما ينتشر بها اقلية من الأكراد الذين ينتمون للمذهب السني في الغالب ويتواجد جميعهم في الجانب الشرقي في المدينة أو مايسمى بالساحل الأيسر.
كانت الموصل قلعة صغيرة نشأت قديماً على الساحل الأيمن من دجلة، في المكان الذي يُعرف بمحلة القلعة. وقد عُرفت هذه المحلة في السريانية باسم "حصنا عبرايا"، أي الحصن العبوري. توسع هذا الحصن في العصر الإسلامي وباتت الموصل المعبر الذي يمر به كل قاصد. وهي حلقة الوصل بين بلاد الرافدين ومحيطها.
كانت مدينة نينوى التاريخية مركزا هاما لتجمع السريان الذين انتموا في الغالب إلى الكنيسة الكلدانيةوكنيسة المشرق الآشوريةوالكنيسة السريانية الأرثوذكسية وكذلك بعض الأرمن. حيث زاد تعدادهم بعد الحرب العالمية الأولى فيها، غير أن أعدادهم قلت منذ الثمانينات بسبب الهجرة إلى خارج القطر، كما أدت موجات من العنف بعد حرب العراق إلى نزوح أغلبية من تبقى إلى داخل وخارج العراق ولم يتبقى سوى الفي سرياني في الموصل وقد فضلوا الرحيل لكردستان العراق.
يعود الوجود اليهودي في مدينة نينوى التاريخية إلى فترة سبيهم من قبل الآشوريين في القرن السابع قبل الميلاد، واستمر وجودهم حتى القرن العشرين فوصل تعدادهم في مطلعه إلى 1100 نسمة.[48] غير أنهم نزحوا بشكل جماعي إلى إسرائيل في أوائل الخمسينات.
الحكومة
سوق تقليدي في مدينة الموصل، 1932
اجريت الانتخابات المحلية الاولى (2005) في الموصل , في وقت كان الوضع الامني متردي جدا بحيث يتعرض للقتل كل من يحاول ان يشارك في الانتخابات . اضافة إلى الموقف السلبي المسبق الذي اتخذه اهالي المدينة من المشاركة في هذه الانتخابات , حيث قاطعوا الانتخابات بشكل كبير جدا بحيث ان نسبة المشاركة لم تتجاوز 20% في كل المحافظة ,اضافة إلى الاهالي في الموصل لم يكونوا يعرفوا اصلا من هم المرشحون . كل ذلك انعكس سلبا على المواطنيين بشكل رئيسي لان المجلس لم يكن ممثلا حقيقيا للمحافظة . فالسكان العرب يشكلون ما نسبته 60% من مجموع السكان و الاكراد يشكلون 33 % والتركمان والمسيحيين يشكلون7% في حين بلغ عدد اعضاء قائمة التحالف الكردستاني 34 عضوا من اصل 41 , اما الاعضاء العرب فلم يتجاوزا الاربعة وتعرض معضمهم للاغتيال . والباقي كانوا من الاطياف الاخرى . يضاف إلى ذلك كله ان 12 عضوا من اعضاء مجلس محافظة نينوى تم اغتيالهم ومن ثم الاتيان باعضاء غير منتخبين (معيني) وهذا شكل تحدي كبير امام المجلس، والدليل ما آلت اليه الامور الان في معظم مناطق نينوى ونحن على مشارف عام 2009 , ومعظم مناطق العراق تشهد تحسنا امنيا ملحوظا.
الإقتصاد
اشتهرت الموصل منذ القدم بأهميتها كمركز تجاري مهم بسبب موقعها الجغرافي كبوابة شمالية للعراق وتتصل المدينة بتركيا وحلب بواسطة خط حديدي بناه الألمان قبل الحرب العالمية الأولى إلى جانب وجود مطار صغير للخطوط الداخلية. كانت الموصل ومازالت مركزا لأكبر مناطق إنتاج الحبوب وباقي المنتجات الزراعية مثل البقوليات والخضروات في العراق، وأصبحت تسمى سلة خبز العراق حيث تقع فيها نصف المساحات المزروعة بالحنطة، وكانت الموصل تزود باقي مناطق البلاد بهذه المنتجات. وتتأثر المدينة اقتصاديا بالمواسم الزراعية الجيدة والسيئة حيث يتذبذب معها المدخول الاقتصادي للناس بشكل واضح ويؤثر على الكثير من نواحي الحياة الاقتصادية فيها. توسعت الزراعة فيها وتنوعت بعد إنجاز بعض مشاريع الري على سد الموصل ونهر الزاب وأصبحت تزرع فيها بعض المحاصيل الصناعية مثل الذرة والقطن تحت منظومات الري التقليدية والحديثة.
أدى اكتشاف النفط في الموصل منذ الثلاثينيات من القرن العشرين إلى اكتساب المدينة أهمية كبيرة في الأسواق الدولية سواء من حيث المادة الخام أو المنتجات المكررة من النفط.
كما اشتهرت المدينة بإنتاج الأقمشة القطنية الناعمة التي اشتق منها اسم الموسلين وهي ملابس قطنية مشهورة. - - يوجد في الموصل أيضًا أهم مصانع السكر بالعراق، كما يوجد فيها ثلاثة مصانع للسمنت.
النقل
السكك الحديدية
تم تسيير أول قطار بين بغداد والموصل عام 1940، حيث كانت الموصل على طريق سكة برلين-بغداد.[49] كما بني في الموصل محطة قطار، وسميت المنطقة المحيطة به «حي المحطة». بسبب الحروب والعلاقات المتوترة بين العراق وجيرانه، كانت أكثر الرحلات من الموصل تتجه جنوباً إلى بغداد، على حساب سوريا وتركيا. غير أن الخدمة الدولية عادت في فترات، فعادت سنة 2001 م، كما عادت عام في أوائل سنة 2010 م (متجهة إلى غازي عنتاب عبر سوريا) لكنها توقف بعد عدة شهور.
الجسور
للموصل خمسة جسور تربط ضفتي المدينة يعود تاريخ أقدمها إلى العهد الإنكليزي، وقد أعلنت مديرية طرق وجسور محافظة الموصل أنها ستباشر قريبا ببناء جسر سادس.
الثقافة
الموسيقى
اشتهرت الموصل منذ العصر الإسلامي بكونها أحد أهم مراكز الموسيقى في الدولة الأموية والعباسية. فيها نشأ إسحاق الموصليوزرياب ويعتقد أن فيها نظمت الموشحات العربية أول مرة متأثرة بموسيقى الكنسية السريانية. وعرفت المدينة بالعديد من المقرئين الذين برعوا في المقامات في أوائل القرن العشرين مثل الملا عثمان الموصليوأحمد عبد القادر الموصليوحنا بطرس. كما اشتهر الأخوة جميلومنير بشير بعزف العود والمقامات في النصف الثاني من القرن ذاته وحققا شهرة عالمية.
تختلف الموسيقى الشعبية بالموصل عن تلك المنتشرة في باقي أنحاء العراق، وذلك بالرغم من تأثير المقام العراقي عليها، وتتقارب أكثر مع الموسيقى الشعبية في مناطق جنوب شرق تركيا كماردين والموشحات الحلبية.
اللهجة
يتحدث اغلبية سكان الموصل اللغة العربية إلا إن اللهجة الموصلية فريدة بطبعها وتختلف عن باقي لهجات العراق والشام. ومن أهم خصائصها قلب الراء إلى غين في معظم الكلمات كقول "غاس" بدلاً من راس (رأس) على سبيل المثال. وبحكم الجغرافيا والتاريخ فقد تأثرت اللهجة المصلاوية باللغات المجاورة لها، وخصوصا التركيةوالفارسية حيث دخلت الكثير من مصطلحات هذه اللغات إلى اللكنة الموصلية، إلى جانب تأثيرات من الكردية والهندية والإنكليزية
التعليم والمكاتب
في الساحل الأيسر للمدينة، تقع جامعة الموصل والتي أسست عام 1967. وافتتحت عام 1994 كلية الحدباء الجامعة.
كما توجد في مدينة عدة مكتبات، منها مكتبة الأوقاف التي تحوي على الكثير من المخطوطاتوالمكتبة المركزية العامة التي يعود تاريخها إلى عام 1921.
المطبخ
هناك العديد من الاكلات الموصلية واشهرها الدولمة و القوزي و الممباراتوالباجةوالكبب الكباروكبة جريشوالعروقوالكبابولحم مشويوكصوبيض غنم.
وهناك أيضا العديد من الحلويات اشهرها البقلاوةوالكليجةوالزلابيا (السوداء والصفراء) والسجق،
وهناك أيضاالمقبلات وأشهرها الطرشيوالعمبةوالمخللاوالمستوا. وهناك أيضا العصائر والمشروبات واشهرها الشاي الموصليوعصير الزبيبوشراب السوس.
المعالم السياحية
المسجد الأموي في الموصل.
المساجد والأضرحة
مسجد النبي يونس في الموصل.
المقالة الرئيسية: مساجد وأضرحة الموصل
يعود تاريخ الجوامع إلى بداية العهد الإسلامي وتحديدا سنة 16 هـ الموافق 637 م حيث تم الجامع الأموي من قبل عتبة بن فرقد السلمي، ويسمى الجامع اليوم الجامع العتيق نظرا لقدمه. ثاني جامع بني في الموصل هو الجامع كبير الذي بناه العادل نور الدين وانتهى من بنائه سنة 568 هـ الموافق 1172 م، ولم يبقى من الجامع الأصلي سوى مئذنة الحدباء والتي تعتبر أشهر معالم المدينة.[58]
ويعتبر المؤرخ سعيد الديوه جي في طليعة من أهتم بتاريخ جوامع الموصل، حيث قام ببحث مكثف عن أصل هذه الجوامع وقدمها في كتاب باسم «جوامع الموصل في مختلف العصور» طبع في ستينيات القرن الماضي. ويوجد العديد من الجوامع الحديثة التي تم بنائها في التسعينات كجامع أُم القرى في الكفاءات.
الكنائس والأديرة
المقالة الرئيسية: كنائس وأديرة الموصل
تعتبر كنيسة مار توما الرسول للسريان الأرثوذكس التي تنسب إلى مار توما أقدم كنيسة في المدينة إذ يرجع أقدم ذكر لها إلى القرن السادس الميلادي، وقد كانت مقرا لمطرانية الموصل للسريان الأرثوذكس حتى نقلها إلى كاتدرائية مار افرام في الجهة اليسرى من دجلة.[59] ومن الكنائس السريانية الأرثوذكسية القديمة كذلك كنيسة مار أحودامة التي شيدها التكارتة النازحين إليها في القرن التاسع.[60] وأقدم كنيسة للكلدان هي كنيسة مار فثيون والتي يعود ذكرها إلى القرن العاشر. ومن الكنائس التاريخية كذلك كنيسة القديسة مسكنتة والتي تعود إلى العهد الساساني وكذلك كنيستان للكلدان والسريان الأرثوذكس تعرفان بالطاهرة التحتانية بسبب انخفاضهما عن مستوى الشارع.
ولعل أهم الكنائس الحديثة كنيسة الساعة والتي أسسها الآباء الدومنيكان عام 1873 م. وتشتهر هذه الكنيسة ببرج ساعتها الذي كان الأول من نوعه في المنطقة.
الشوارع
چاى خانه (مقهى) ويبدو فيه الزبائن وهم يدخنون النارجيلة، 1914.
- شارع النجفي: من الشوارع القديمة في مدينة الموصل وهو مشهور ببيع الكتب والقرطاسية وفيه نشأت أولى المكتبات ودور النشر في المدينة.وقد عرف عن اهل الموصل كما هو حال اهل العراق حبهم وشغفهم للقراءة والتعلم فكانت المكتبات عامرة بالكتب من كل الاصناف منها كتب الفقه الإسلامي بمختلف مذاهبه وكتب التفسير وكتب التاريخ والروايات والقصص العربية والعالمية المترجمة.
مشاهير الموصل
- كاظم الساهر، مطرب وملحن ومؤلف أغاني عراقي.
- صلاح الدين الصباغ، ضابط جيش عراقي.
- پولس فراج راحو، المطران الآشوري الكلداني في الموصل، أُغتيل، في أواخر مارس 2008.
- غازي الياور، رئيس العراق بالإنابة 2004–2005
- منير بشير، موسيقي شهير في القرن العشرين.
- أسناث برزازي، أول سيدة عربية تتقلد منصب حاخام.
- طه ياسين رمضان، نائب الرئيس العراقي السابق
- هرمز رسام، عالم آشوريات ودبلوماسي آشوري.
- هوار ملة محمد، لاعب كرة قدم عراقي في المنتخب الوطني.
- إگناتيوس زكا الأول، بطريرك أنطاكية لعموم المشرق.