منذ الحلقة الأولى، وهي تظهر بوجه آخر غير الوجه الذي تخفيه تلك المرأة التي تؤذي كل من حولها، فهي تتلذذ بالشر وتبثّ الكره والحقد على كل من حولها...
هكذا فاجأت حلا شيحة الجمهور بشخصية "فرح" التي تطل بها يومياً أمام النجمة يسرا في مسلسلها الدرامي "خيانة عهد"، فكيف كسبت حلا شيحة تعاطف الجمهور بعد قتلها ابن شقيقتها ضمن الأحداث؟
أول مرة
اعتاد الجمهور على تقديمها بأنماط الفتاة الهادئة الحالمة الرقيقة التي تقع في حب رجل وتعيش معه قصة رومانسية طوال الأحداث، فهذه الصورة التي حصرت حلا نفسها بها خلال مشوارها الفني قبل اعتزالها وابتعاها عن الفن حتى بعد عودتها في الموسم الماضي أمام محمد رمضان في مسلسل "زلزال"، فقدمت نموذج الفتاة الحالمة البسيطة التي تحب رجلاً وتتزوجه بعد معاناة، إذ إن هذه هي النماذج القريبة لشخصية حلا التي تتناسب كثيراً مع ملامحها البريئة.
ولكن هذه المرة، فاجأت حلا الجميع وصدمت الجمهور بجدارة من خلال شخصية فرح الشريرة، بل هي قاتلة ابن شقيقتها الوحيد، التي تعاني من الكثير من الاضطرابات النفسية التي تسببت بأن تصبح مجرمة ينبع منها الشر في كل لحظة. فهل كل هذا الشر موجود فعلاً في الحياة؟!
سؤال يتساءله الجمهور فور انتهاء كل حلقة من حلقات مسلسل "خيانة عهد"، ورغم كل التعليقات التي تواجهها حلا شيحة منذ الحلقة الأولى، خاصة بعد تغيير ملامحها التي أكدت أنها أقدمت على ذلك من أجل الشخصية، وهي جرأة أخرى تُحسب لها وهي أن تغامر بملامحها البريئة لتتقن الدور الذي تقدمه لأول مرة بمشوارها الفني.
مرحلة جديدة
نجحت حلا في إقناع الجمهور بأنها تلك الفتاة الشريرة التي قتلت شاباً في بداية عمره دون أن تشعر بأي ندم، بل تفوّقت أكثر في مشهد اعترافها بالعجز أمام زوجها لعدم قدرتها على الإنجاب، لتجسّد حلا واحداً من أصدق وأقوى المشاهد الدرامية في مشوارها الفني الذي تعلن من خلاله للجميع أنها نجمة غير تقليدية، نجمة تمرّدت على سنوات عمرها التي قضتها بتمثيل الكثير من الأدوار الهادئة لتعبر بهذا العمل إلى بوابة فنية جديدة ومرحلة نضج خاصة جداً تجعلها في مصاف النجمات الأوليات في الدراما العربية.