حفل
انشغاله بعمله لا يترك له مساحة للاهتمام بهمساتهم، لكنها تقتحم سمعه رغم أنفه، يرقبونه وهو منهمك فيما يؤدي ويعاودون الهمس :
_ حفل كبير يدعي اليه الجميع..
يشير أحدهم اليه وحتي....
_ نعم.. نعم
يتبادلون الضحكات ويسهبون في وصف التفاصيل من طعام وشراب وروعة المكان والإضاءة والموسيقي
يهز رأسه متعجبا لكذابي الزفة هؤلاء ولكن لماذا يدعي هو.. ينأي عن المجاملات والمداهنة لا يلتفت الا لعمله لا يجيد الكلمات المعسولة ولا العبارات المنمقة.. ثم إنه لا يطيق كبيرهم هذا مديرهم وصاحب الحفل
كما إنه ينام باكرا..
في المساء وجد نفسه يرتدي ثيابه ويذهب للحفل متأنقا وزينت له نفسه جميل ماصنع .. إنها فرصة ليري الناس ويخرج من حجره الزاوي ويستمتع بالطعام الذي لم يتذوق مثيله في حياته.
الإيماءات واللمزات كثيرة بينهم.. تصل اليه همساتهم أن الحفل لأجل ترقية يسعي اليها صاحبه
لمحه يتملق الكبار ويتقرب اليهم زلفي
ضرب كفا بكف محدثا نفسه :
_ حقا إنه لكبيرهم الذي علمهم الكفر
قارب الحفل علي الانتهاء، نوبات الوسن تهاجمه أراد الاستئذان ليمضي اقترب من مضيفه وجده ضاحكا مستبشرا:
_ انتظروا قريبا خبرا سعيدا
انصرف غير مصدق أهكذا تدار الدنيا
ليس هذا ماتربي عليه من خلق أم أن
التربية أمر والواقع أمر مختلف تماما
في اليوم التالي أشاعات بالشركة تتوالي ارتاحت نفسه للاسم المرشح لتولي المنصب.. نعم هكذا يعاد للحق هيبته..
دخل مديرهم في موكبه والكل يستقبله ينحني ويهنئ.. وجده أمامه وجها لوجه
_ ألم أقل لكم انتظروا خبرا.... مارأيك
استنكرته اذناه لما سمعته قائلا :
_ مبارك ياباشا وهل هناك غيرك يستحقها !!!!
أمل عطية