أسس ترتيب تطبيق القواعد الصوتية في اللغة العربية
أفاض أستاذنا في شرح الأسس والتمثيل لها بما يطول إيراده هنا ولذلك سأكتفي بسردها مع المثال الذي ذكره:
1-القواعد التي تطبق داخل جذع الكلمة تسبق القواعد التي تطبق عبر اللواصق (السوابق واللواحق). مثال ذلك أن عين الفعل (ينال) الذي أصله (يَنَوَل) حذفت؛ لأنها وقعت بين علتين قصيرتين مثلين (فتحتين)، وهما ضمن أصوات الجذع، أما فاء الفعل (يَوَجَل)، فالفتحة السابقة على الواو ليست جزءًا من الجذع؛ فهي جزء من السابقة، حرف المضارعة (يــَــ)، واتصال هذه الياء يقتضي حذف فتحة فاء الفعل، وهكذا لم تعد الواو بين علتين قصيرتين (فتحتين)، فسلمت الواو من الحذف.
2-تقصير العلل الطويلة يسبق دائمًا إضافة العلل القصيرة. مثاله (دعتْ) أصله (دَعَوَتْ) وحذفت الواو فصار الفعل (دعات)، ثمّ قصرت الألف (دَعَتْ)، ولكن أستاذنا يرى أن الفعل (دعات) إذا أسند لمعرف باللام قصرت الألف قبل إقحام كسرة بعد اللام، هكذا:
د ــَــ ع ــَــ ــَــ ت ل ب ــِــ ن ت > د ــَــ ع ــَــ ت ل ب ــِــ ن ت
د ــَــ ع ــَــ ت ل ب ــِــ ن ت > د ــَــ ع ــَــ ت ــِــ ل ب ــِــ ن ت
ولست أدري ما الذي حمله إلى قول هذا مع أن تقصير العلة الطويلة حدث قبل الإسناد، ويحدث مع إسناده لفاعل غير معرف باللام: دعَتْ بِنت. ولكن المثال الثاني (في الانتظار) منطبق، فهو يرى تقصير الياء قبل إقحام كسرة بعد لام التعريف، ولولا ذلك ما ساغ التقصير:
ف ــِــ ــِــ ل ن ت ــِــ ظ ــَــ ــَــ ر > ف ــِــ ل ن ت ــِــ ظ ــَــ ــَــ ر
ف ــِــ ل ن ت ــِــ ظ ــَــ ــَــ ر > ف ــِــ ل ــِــ ن ت ــِــ ظ ــَــ ــَــ ر
3-قاعدة المماثلة تسبق قاعدة القلب المكاني، مثال ذلك (ازدهر) أصلها (اتزهر):
اتزهر> ادزهر (ماثلت التاء الزاي فصارت مجهورة والصوت الثاني هو المؤثر)
ادزهر > ازدهر (قلب مكاني بين الدال والزاي) وهذا خاص بالبناء (افْتَعَل) فأصله (اتْفَعَل).
4-إضافة العلل القصيرة يسبق دائمًا قواعد المماثلة. مثاله (قدِ اتَّفَقَ)، فإقحام الكسرة سبق مماثلة الدال للتاء، فلم نقل (قتِ اتَّفَقَ) بل (قدِ اتَّفَقَ).
5-الحذف يسبق دائمًا قواعد المماثلة. مثال ذلك (مُدَّثِّر) فأصله (مُتَدَثِّر)، إذ تحذف فتحة التاء (مُتْدَثِّر) ثم تماثل التاء الدال (مُدْدَثِّر= مُدَّثِّر).
6-مماثلة الصحيح للصحيح تسبق مماثلة العلة للصحيح. مثل لذلك من العامية (بِنْروح)؛ إذ يمكن أن تكون الكسرة أنفية بسبب النون بعدها؛ ولكن هذه النون ماثلت قبل ذلك الراء (بِرّوح) وهذه مماثلة تامة؛ لأن نطق الراء يقتضي إقفال مجرى الأنف تمامًا، أما الكسرة في (بِدْنا) التي تصير (بِنّا) فهي تكتسب بعد مماثلة الدال النون الغنة فهي تماثلها لما جاورتها.