مدينة البصرة القديمة
موقع وجغرافية مدينة البصرة القديمة
تقع مدينة البصرة في وسط محافظة البصرة الواقعة أقصى جنوب شرق العراق، على خط طول 47.46 درجة شرق خط غرينتش، ودائرة عرض 30.31 درجة شمال خط الاستواء، وترتفع عن مستوى سطح البحر 16م، ويحدها من الشمال أقضية شط العرب والقرنة والمدينة، ومن الشرق قضائيّ شط العرب وأبو الخصيب، ومن الغرب قضاء الزبير، ومن الجنوب أقضية الزبير والفاو وأبو الخصيب، وتبعد عن مركز محافظة البصرة 5كم، وتبعد عن نهر شط العرب 2.6كم.
مناخ وتضاريس مدينة البصرة القديمة
تصنف الأرض في مدينة البصرة القديمة على أنها سهلية رسوبية صحراوية؛ مما يجعلها ذات مناخ صحراوي حار؛
شتائها دافئ، وصيفها حار وجاف، حيث إن أدنى تسجيل لدرجات الحرارة الصغرى خلال السنة يقارب 7°، ويمكن أن يصل أعلى تسجيل لدرجات الحرارة العظمى خلال السنة 42° تقريباً، والأمطار فيها شحيحة، حيث لا يتجاوز مجموع كميات الأمطار السنوي 140مم، ونسبة الرطوبة فيها عالية، إذ يبلغ معدل الرطوبة السنوي فيها 60%.
تسمية مدينة البصرة القديمة
قيل في التسمية الحالية لمدينة البصرة الكثير من الأقوال؛ أرجحها أن تسميتها مشتقة من الحجارة الرسوبية البيضاء الرخوة المنتشرة فيها، والتي تسمى في اللغة العربية البصرة، وكان لها أسماء وألقاب كثيرة قديماً، من أبرزها:
- الخريبة: أُطلق عليها هذا الاسم قبل الفتح الإسلامي، بسبب وجود مدينة قديمة خَرِبَة بالقرب من الموقع.
- الرعناء: أُطلق عليها لكثرة تقلب أحوالها الجوية في ذات اليوم، خاصةً في فصل الربيع.
- قُبَّة العلماء: أو قبة الإسلام، ولقبت بهذا اللقب لكثرة العلماء والفقهاء والأدباء فيها، واشتهارها في شتى مجالات العلوم.
- من الأسماء والألقاب التي أطلقت عليها: أم العراق، وخزانة العرب، وعين الدنيا، وذات الوشامين، وثغر العراق الباسم، والفيحاء، والبصرة العظمى، والبصرة الزاهرة.
ديموغرافيا وسكان مدينة البصرة القديمة
لا يوجد إحصائيات توثّق عدد سكان قضاء البصرة لوحده حالياً، ولكن عدد السكان لمحافظة البصرة كاملة قُدّر بـ 2.6 مليون نسمة حسب إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء التابع لوزارة التخطيط العراقية عام 2003؛ أغلبيتهم من المسلمين الشيعيين، مع وجود أقليات أخرى، ويتحدث سكانها اللغة العربية بلهجتهم العراقية العامة.
اقتصاد مدينة البصرة القديمة
- آبار النفط: تزخر مدينة البصرة بحقول الذهب الأسود، حيث تضم 15 حقلاً نفطياً؛ تشكل 60% من احتياطي النفط العراقي، ومن الحقول النفطية الموجودة فيها: حقل مجنون، وحقل غرب القرنة، وحقل نهر عمر، وحقل الرميلة الجنوبي، وحقل الزبير، وحقل اللحيس، وحقل الطوب، وأشهرها حقل الرميلة الشمالي الذي يمتد معظمه من العراق شمالاً إلى الكويت جنوباً، وهو أكبر حقل نفطي في العراق، وتاسع أكبر حقل نفطي على مستوى العالم، ويتميز النفط في العراق عامةً بجودته العالية وسهولة استخراجه.
- الصناعة: من الصناعات الرئيسية في المدينة صناعة البتروكيماويات؛ أي المشتقات النفطية والكيماويات المستخرجة من النفط، ومن الشركات الرائدة في هذا المجال الشركة العامة للصناعات البتروكيماوية، وشركة الأسمدة الجنوبية، ومن المشتقات النفطية التي يستخرجونها: الإيثيلين، والكلور، ومونومر فينيل كلوريد، وكلوريد البولي فينيل، والبولي إيثيلين منخفض الكثافة، والبولي إيثيلين عالي الكثافة، ومحلول الأمونيا، واليوريا، وغاز النيتروجين، والبنزين، والديزل، والكيروسين، والغاز النفطي المسال، وغيرها الكثير.
- الزراعة: تتميز أرض البصرة بخصوبتها؛ وذلك لوقوعها على الضفة الغربية لنهر شط العرب، مما يوفر الظروف المناسبة للزراعة، ومن أكثر المحاصيل الزراعية شيوعاً التمر، وأشجار النخيل، والأرز، والذرة، والشعير.
تاريخ ونشأة مدينة البصرة القديمة
- كانت البصرة قبل الإسلام من ثغور العراق، تقطنها حضارات شتى، منها: الفرس، والأنباط، والعرب، واليونان، والهنود، وكان يرتادها تجار العرب، ومرّ بها أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- مراراً في تجارته.
- بناها الصحابي الجليل عتبة بن غزوان في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنهم- عام 16ه، لتكون بذلك أول مدينة إسلامية تبنى خارج حدود جزيرة العرب، ثم عمل على تمصيرها؛ أي بناء معسكرات سكنية للجنود، لحل مشكلة صعوبة ومشقة السفر بين بلادهم والبصرة.
- حدثت فيها موقعة الجمل عام 36ه، وحدثت بين علي بن أبي طالب وأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنهم-، وسميت بموقعة الجمل لأن أم المؤمنين عائشة جاءت في هودج على ظهر جمل.
- حكمها الولاة الأمويون عام 41-55ه، ثم وقعت تحت حكم الزبيريين عام 684-686م، ثم عادت لحكم الأمويين ليتولاها الحجاج بن يوسف الثقفي عام 75ه.
- حكمها العباسيون عام 749-1206م، وخلال هذه الفترة قامت ثورة الزنوج ضد الخلافة العباسية، واستمرت 14 عاماً.
- على مر الأحداث والمعارك بمدينة البصرة تدمرت وأصبحت خَرِبَة، لذلك هجرها السكان إلى البصرة الجديدة، وتمت إعادة بنائها في القرن 14م.
- نهب المغوليون مدينة البصرة عام 1258.
- وقعت تحت الحكم العثماني عام 1534-1546.
- فُتحت قناة السويس عام 1869؛ مما زاد العلاقات التجارية الخارجية للبصرة والعراق.
- انتشر فيها الكوليرا والطاعون عام 1910.
- وقعت تحت حكم بريطانيا إبان الحرب العالمية الأولى عام 1914.
- عادت العراق جمهورية حرة مستقلة عام 1921 بعد انتفاضة ضد الاحتلال البريطاني.
أبرز المعالم والآثار في مدينة البصرة القديمة
- مسجد أبو موسى الأشعري: أبو موسى الأشعري هو أحد ولاة البصرة قديماً، وتم بناء هذا المسجد الذي يحمل اسمه عام 16ه.
- نادي الجنوب الرياضي: نادي رياضي حكومي، يحتوي على مرافق لكثير من الأنشطة الرياضية، مثل: الكاراتيه، وكمال الأجسام، وكرة القدم، والسباحة، والألعاب المائية، والاشتراك فيه متاح لكافة الفئات العمرية.
- متحف التراث: يقع جنوب مدينة البصرة القديمة.
- قصر الفنون: يقع جنوب مدينة البصرة، بالقرب من متحف التراث، ويحتوي على لوحات وأعمال فنية.
- تضم محافظة البصرة الكثير من أضرحة ومقامات الصحابة -رضي الله عنهم-، منها: ضريح طلحة بن عبيد الله، وضريح الزبير بن العوام، وضريح حليمة السعدية مرضعة الرسول، وضريح أنس بن مالك، وضريح الحسن البصري، وضريح مالك بن دينار.
أبرز أعلام مدينة البصرة القديمة
- أبو الأسود الدؤلي: هو أول من وضع علم النحو، وشَكَلَ القرآن، ونقط الحروف، توفيّ سنة 69ه.
- الإمام الحسن البصري: إمام وعالم من علماء أهل السنة والجماعة، توفيّ سنة 110ه.
- ابن سيرين: هو أحد أشهر مفسري الأحلام وتعبير الرؤى، توفيّ سنة 110ه.
- الفراهيدي: هو الخليل بن أحمد الفراهيدي، مؤلف معجم العين، وواضع علم العروض، توفيّ سنة 160ه.
- الجاحظ: أحد أعلام الأدب العربي، توفيّ سنة 225ه.
- أبو داود: هو صاحب الكتاب المشهور (سنن أبي داود)، توفيّ سنة 275ه.
- ابن الهيثم: من أشهر العلماء في مجال الهندسة والبصريات وغيرها، توفيّ سنة 430ه.
- الفرزدق: أحد أشهر شعراء العصر الأموي، واشتهر بشعر الهجاء والمدح والفخر، توفيّ سنة 114ه.
- الماوردي: أحد كبار فقهاء المذهب الشافعي، وصاحب مؤلفات كثيرة في الفقه والأصول والتفسير وغيرها، توفيّ سنة 450ه.
- الأصمعي: راوي العرب، وأحد أئمة العلم باللغة والشعر والبلدان، توفيّ سنة 216ه.
- سيبويه: إمام نحاة العرب، واسمه فارسي الأصل ويعني المطيّب برائحة التفاح، توفيّ سنة 180ه.
- ابن المقفع: هو عبد الله بن المقفع، كاتب ومفكر من العصر العباسي، مؤلف كتاب كليلة ودمنة الشهير، توفيّ سنة 142ه.
- رابعة العدوية: عابدة مسلمة تاريخية، وإحدى الشخصيات المشهورة في عالم التصوف الإسلامي، توفيت سنة 180ه.
- أحمد مطر: شاعر عراقي عُرِف بكثرة انتقاده للأنظمة العربية في قصائده الشعرية.
- بدر شاكر السياب: أحد أهم شعراء القرن العشرين، ومن أبرز كُتّاب الشعر الحرّ في بداياته، توفيّ عام 1964، وأصبحت أطلال بيته معلماً أثرياً، وفيه تمثال للشاعر، وأزيح عنه الستار عام 1972.