شكلت لهجة أهل اللاذقية العلامة الفارقة في مسلسل ضيعة ضايعة وأحد أهم أسباب نجاحه بعدما عُرض عام 2008 لأول مرة.
وبسبب طرافة وغرابة الطريقة التي تلفظ بها المصطلحات والكلمات، كانت تتم ترجمتها إلى اللغة العربية الفصحى أسفل الشاشة ليفهم الجمهور ما يقصده أبناء القرية.
مثال على تلك الكلمات:
أبّع ركيد = أسرع بالركض
آبول = موافق من كلمة قابل
اتلسّع = اتناول الطعام
أخسكر = أمزح
أدّوم = مطرقة
استحكيه = تكلم معه
ألاشين = جوارب
الغربتلية = الغرباء
مكان الضيعة في اللاذقية، حيث تم تصوير العمل الكوميدي، واسمها “أم الطنافس الفوقا”.
وفي كل حلقة قصة متميزة تُصور حياة الفقراء والبسطاء بعيداً عن سطوة التكنولوجيا والرقميات وإلكترونيات.
فرق عمل مسلسل ضيعة ضايعة
أغلب الممثلين في مسلسل ضيعة ضايعة من مدينة اللاذقية، والشخصيتان الأساسيتان في “ضيعة ضايع” هما أسعد خشروف أو نضال سيجري، وجوده أبو خميس أو باسم ياخور، وهما جاران في هذه الضيعة.
ومن الشخصيات الرئيسية عادل الفسّاد -ناصر مرقبي- عضو الجمعية الفلاحية، و”كتّيب” التقارير، ويسمى (الفسّاد) في اللهجة المحكية، وهو مالك الجرار الزراعي الوحيد في القرية.
إضافة إلى شخصيات تمثّل السلطة، وهي هنا سلطة واهية، كرئيس المخفر أبو نادر -جرجس جبارة- الذي رماه حظه العاثر في قرية وادعة، وهو يحلم بأن تحدث جريمة قبل خروجه من الخدمة، والمختار زهير رمضان من فقد قيمته كسلطة ولم يعد أحد بحاجة إليه.
وأسعد بدوره شخصية طيبة وساذجة، عرضة دائماً لمقالب جودة الحسود الذي يعمل كل ما في وسعه ليسلب نقود أسعد من خلال المراهنات على كل شيء.
العمل من إخراج الليث حجو، الذي كشف عن حقائق مثيرة عن المسلسل بعدما نال شهرة واسعة في العالم العربي وساهم في تشكيل الذاكرة الرمضانية للكوميديا العربية.
سبب اختيار السيناريو بهذه اللهجة
وكان اختيار هذه اللهجة الغريبة من قِبل الكاتب ممدوح حمادة، الذي أراد لهذا العمل أن يكون جزءاً من مشروع متكامل لتوثيق اللهجات السورية.
وكشف المخرج حجو أن شخصية سلنغو حقيقية، وأنه كان فعلاً موجوداً في اللاذقية وكان شهيراً بنحافته.
ووفق ما ذكره موقع sputnik، كان الجزء الأول من مسلسل ضيعة ضايعة خاسراً إنتاجياً، ورفضته عديد من شركات الإنتاج.
إلا أن مدير شركة "سامه" للأعمال الفنية، أديب خير، قرر الاستثمار في العمل، واتخذ أخذ قراراً بإنتاج المسلسل.
وحينها وافق جميع طاقم العمل، على القيام بأدوارهم بنصف الأجر المتفق عليه.
مسلسل ضيعة ضايعة تنبأ بالمستقبل
قبل الثورة السورية، صدر الجزء الثالث والأخير من المسلسل عام 2010، وفي إحدى حلقات الجزء الثاني، والتي تحمل عنوان “أُم الطنافس التحتا”، تحضر إلى ضيعة “أم الطنافس الفوقا” بعثة إيطالية للتنقيب عن الآثار، وتنجح في العثور عليها.
ولكن مصير الآثار السورية، بحسب المسلسل، هو السرقة من قبل السلطات السورية، وذلك ما تحوَّل إلى واقع بعد أعوام.
نهاية الشعب بالكيماوي
قد تكون نهاية المسلسل أغرب ما فيه، فالمسلسل ينتهي بمواقف بطولية للشخصيات تؤدي إلى حصولهم على حصصهم من الغاز الكيماوي الذي أباد ضيعة “أم الطنافس”، ليبدو أن المسلسل تنبأ باستخدام النظام للكيماوي قبيل انطلاق الثورة، وهو الأمر الذي لم يكن ليخطر على بال أي أحد أن يحدث حينها.