مدينة سوق الشيوخ في محافظة ذي قار
تقع مدينة سوق الشيوخ على بعد 300 كم جنوب غرب بغداد في العراق، حيث بنيت في القرن الثامن عشر بأمر من أمير قبلي على تل كبير سمي قديمًا بتل الأسود الذي بني عليه مجموعة من الدكاكين الطينية والدكاكين التي بنيت من القصب، كما كانت مركزًا ثابتًا لمهمات وجلسات الشيوخ مع أمراء القبائل العربية القادمين من الجزيرة العربية وبلاد الشام ومقرًا لتخزين ذخيرتهم وملجأً لهم عند الحاجة، أما في الوقت الحالي فهي مدينة يقطنها حوالي 200 ألف نسمة من قبائل مختلفة يتوزعون على طوائف متنوعة من عرب سنة وشيعة ومن يهود ومسيحيين، والسطور القادمة تحمل العديد من المعلومات عن هذه المدينة.
سبب تسمية المدينة بهذا الإسم
مسميات مختلفة لمدينة واحدة هي سوق الشيوخ التي عُرفت بالنواشي نسبة لغزو ومناوشات عشائر المجرة المحيطة بها كما، وسميت بسوك مارو الذي يعني سوق الحكيم ومن ناحية أخرى تعتبر هذه المدينة أحد أقدم مدن محافظة ذي قار، حيث بُنيت عام 1870 ميلاديًا وقد حملت هذا الاسم؛ لكونها كانت مركزاً تجارياً في المنطقة وخير ساحة لمبادلة البضائع المختلفة وكذلك نسبة لمؤسسها الأمير ثويني بن عبد الله وهو من أسرة السعدون حاكم إمارة المنتفق وأمراء قبائلها – أسرة المشيخة التابعة لقبائل اتحاد المنتفق الكبير وكان أبناؤها يحملون لقب شيخ مشايخ المنتفق – حيث أصبحت عاصمتها بدلًا من العاصمة السابقة وهي مدينة العرجا.
جغرافية المدينة
تحيط بمدينة سوق الشيوخ بادية وصحراء نحو الغرب، ومياه وخضرة نحو الشرق والجنوب مع وجود الأهوار وغابات النخيل المتآكلة، ومن ناحية أخرى تحتضن هذه المدينة نهر الفرات حيث إن المدينة القديمة كانت مبنية على الضفة الغربية منه والتي يسكنها الحرفون القادمون من مناطق مختلفة، أما ضفته الأخرى ومع مرور الوقت فقد سكنها مهاجرون كانوا قد انتقلوا من نواحي محافظات أخرى.
اقتصاد مدينة سوق الشيوخ
تتوزع مهن سكان هذه المدينة بين قلة يعملون في وظائف حكومية، وآخرين يصب عملهم في لب اقتصاد هذه المدينة؛ حيث إنهم من التجار وملاك العقارات والأراضي الزراعية خاصة النخيل الذي يعتبر منتوج بساتينه كثيفًا يصدّر منه الكثير داخل العراق وخارجه، وتجدر الإشارة هنا إلى أن غالبية سكانها حرفيون وأصحاب مهن صغيرة توفر لهم قوتهم اليومي فحسب.
سكان مدينة سوق الشيوخ
تتكون مدينة سوق الشيوخ قديمًا وبشكل أساسي من ٤ أحياء أولها النجادة وهم من البادية والصحراء ونجد والحجاز، وثانيهما البغادة التي تعتبر قلب المدينة شمالًا حيث يجمع فيه القادمون من بغداد، وثالثهما الحويزة نسبة إلى الأهواز الإيرانية علمًا بأنها تتكون من الأنهار والأهوار، أما رابعهما فهم الحضر بسكان قدموا من مدن وأرياف مختلفة.
معالم مدينة سوق الشيوخ
تحتوي مدينة سوق الشيوخ على معالم تاريخية مختلفة وهذا ما دعى إلى افتتاح كلية الآثار التابعة لجامعة ذي قار وهي أول كلية متخصصة بالآثار في العراق، كما أن أشهر معالم هذه المدينة ترتبط بالإيشانات والتي تعني التل بالسومري، فهناك إيشان أم العباس الذي يعود تاريخه إلى عام 2100 قبل الميلاد، وهناك إيشان أم الحلفة أو سكيكه وكذلك إيشان أم الودع الذي يحتوي على ضريح السيد نعمة الرضوي إضافة إلى إيشان مارو وإيشان كيسيكا أو تل اللحم وتل الجديدة.
كانت سوق الشيوخ العراقية قبل تأسيسها أحد أطلال البابليين والسومريين وكانت تحيطها المياه والمستنقعات التي جعلت منها شبه ميناء لبعض البضائع المستوردة من مناطق محيطة وسوقًا لقوافل البدو، ولا زالت هذه المدينة ذات أهمية بارزة ولا زالت أسمائها القديمة معروفة بين أهلها خاصة اسم سوق النواشي.