بالنسبة لمن قرأ روايات هاري بوتر فنحن نعلم قيمة شخصية (لورد فولدمورت) التي لم تقترب سلسة الأفلام من الإمساك بمفاتيح عظمتها ، قيمة شخصية (فولدمورت) هي في مأساة ماضيه و أثرها البالغ على رؤيته و أهدافه في المستقبل.
الرجل المهووس بنقاء الدم السحري و تخليص العالم من العامة Muggles (يذكرني بأدولف هتلر و هوسه بنقاء الدم الألماني) لم يكن دمه نقياً مائة بالمائة ، في الواقع فإن والدته قبيحة الشكل (ميروب غاونت) و التي تعرضت للتعنيف الجسدي و النفسي من أبيها و أخيها كانت قد سحرت (توم ريدل الأب) لإيقاعه في غرامها ثم أجبرته على الهروب معها إلى لندن ، تنصّل منها (توم ريدل الأب) بعد ذلك و من مسؤولية إبنه و تركها وحيدة لتلد إبنها (توم ريدل الإبن/فولدمورت) في أحد ملاجئ رعاية الأيتام للعامة قبل أن تموت ، شئ لن ينساه (توم ريدل الإبن) أبداً و سيعود بعد تخرجه من (هوجورتس) للإنتقام من عائلة أبيه كاملة ، حينها لن يعلم البوليس أي لعنة أصابت العائلة ليموت أفرادها الثلاثة بالسكتة القلبية في نفس الليلة!!
نشأ (فولدمورت) في ملجأ العامة و عانى من أذى الأطفال الآخرين له لأنه كان طفل (غريب الأطوار) ، سيخبر (ألباس دمبلدور) بعد ذلك أنه كان قادر على إيذاء أطفال العامة بقواه السحرية ، و سيندهش (دمبلدور) من شعور الإستحقاق و التميّز الذي تملك الطفل عندما يعلم أنه ينتمي للعالم السحري ، هذا الإحساس سيدفعه بعد ذلك لمحاولة أن يكون أعظم السحرة في التاريخ ، للآسف فإن سلسلة الأفلام لم تحفر عميقاً في البعد النفسي للورد فولدمورت ، لن نعلم لماذا كل هذا الهوس للسيطرة على العالم السحري؟! لماذا هذا الكره و الإحتقار العميق لعالم العامة و ما يمثلونه؟!
(لورد فولدمورت) كما ترسمه مؤلفة الرواية (جيه كي رولنغ) هو شخص هادئ جداً لا يتحدث كثيراً ، عبقري ، وحيد معظم الوقت ، كاريزما لأتباعه ، مهووس بالقوة و الخلود إلى درجة أنه سيقتل (جريندلفالد) أعظم سحرة السحر الأسود قبله للسيطرة على العصا السحرية الأقوى ، و لكن كما يقول (ألبوس دمبلدور) : فإن كل إله يخلق شيطانه ، فولدمورت هو من سيجبر العرافة (سيبل) على النبؤة ، و سيذهب لقتل (هاري بوتر) لترتد تعويذته عليه.