العمارة المستقبلية: أفضل نماذج الهندسة المعمارية الحديثة
سيطرت هندسة الحداثة على معظم مباني القرن العشرين. ورغم أن الهندسة المعمارية الحديثة تعتمد بشكل كبير على الأشكال الهندسية والتصميمات الغير متماثلة، إلا أنها تنبذ بشكل كبير أنماط الحفر وتشجع على تبني البساطة. ترتبط هندسة الحداثة بالاتجاه العملي في التصميم والترحيب الكبير بالإبداع والإبتكار. وإلى جانب الهندسة المعمارية الحديثة يشير لفظ هندسة الحداثة إلى العمارة المستقبلية والعمارة البنائية.
العوامل التي تجمع هذه الأساليب في التصميم المعماري هي الإعتماد على الأشكال الهندسية وقلة أنماط الحفر والنوافذ الكبيرة والمساحات المفتوحة والإعتماد في البناء على الحديد الصلب أو الخرسانة المسلحة.
لذلك دعنا نأخذ جولة في العمارة المستقبلية ونرى أفضل نماذج الهندسة المعمارية الحديثة خلال القرن الماضي.
مكتبة جيزيل، كاليفورنيا
سميت هذه المكتبة، وهي مكتبة جامعة سان دييجو في كاليفورنيا، تيمناً بالروائي والرسام الشهير دكتور سوس. يقع المبنى على قمة واد ضيق، وتصميم المكتبة الغريب قد جعلها أشهر بناية في الجامعة ومنحها موقعاً خاصاً على شعار الجامعة.
قام بتصميم المكتبة المهندس المعماري وليام بيريرا، وقد افتتحت المكتبة عام 1970. ومرت المكتبة بعدد من التجديدات عبر السنوات، آخرها كان عام 2015، ولكن جميع التجديدات حافظت على التصميم الأصلي الشهير للمكتبة.
بني تصميم المبنى على شكل يدان مفتوحتان تحملان الكتب، واستخدام الخرسانة المسلحة في البناء بدلاً من الحديد المقترح أولاً قد أعطى المبنى المزيد من الشخصية والجمال.
دار الأوبرا في تناريف، جزر الكناري
قام بتصميم هذا المبنى المهندس المعماري سانتياجو كالاترافا، وقد افتتحت قاعة الاحتفالات في تناريف عام 2003. وقد أصبح المبنى ذو العمارة المستقبلية أشهر مبنى في جزر الكناري بعد افتتاحه.
يشتهر المبنى بسبب القوس الضخم غير المكتمل به، وهو الأول من نوعه في تاريخ الهندسة المعمارية. يستند القوس العملاق على محوري ارتكاز فقط وتبدو نهايته المعلقة وكأنها تتحدى الجاذبية.
لا شك أن المبنى يبدو مبهر من المحيط، وخاصة عند إضائته في الليل، إذ يبدو المبنى مثل صدفة عملاقة جرفها الموج لتستقر على الشاطئ.
لا بيراميد، أبيدجان
قام بتصميم هذا المبنى المهندس المعماري الإيطالي رينالدو أوليفيري، وقد انتهى بناء لا بيراميدا عام 1973. بدأ المبنى في التداعي في تسعينيات القرن الماضي ولكن يجري حالياً إعداد خطة من أجل تجديده وتحويله إلى مزار سياحي.
تم تصميم المبنى بفكرة الأسواق الايفوارية التقليدية المغطاة، يضم الشكل الهرمي الضخم ذو الواجهات المفتوحة عدد كبير من المحلات، بينما يضم المكعب العلوي عدد من الشقق السكنية.
مقر البرلمان، بنجلاديش
يعد مقر البرلمان في بنجلاديش واحد من أكثر المباني المميزة في الدولة. قام بتصميم المبنى المهندس المعماري لويس خان وقد اكتمل بناء المبنى عام 1982.
يعد هذا المبنى أكبر مبنى قانوني في العالم، إذ يمتد على مساحة 800,000 متر مربع. وتصميم المبنى يمثل الهندسة المعمارية الحديثة لأنه يعتمد بشكل كبير على البساطة. جدران المبنى الضخمة متداخلة مع عدد من الأروقة وتظهر بها فتحات كبيرة بأشكال هندسية تقليدية.
والمنظر المحيط بالمبنى بنفس روعة التصميم المعماري، إذ تحيط به الحدائق الخضراء وكذلك تحده بحيرة كبيرة، وتزيد تلك الخلفية الجذابة من جمال المبنى.
كنيسة رونشامب، فرنسا
بنيت هذه الكنيسة الكاثوليكية في رونشامب بفرنسا عام 1955. وقام بتصميمها المهندس المعماري الفرنسي-السويسري الشهير لو كوربوزييه. والكنيسة الصغيرة ذات التصميم الغريب والموقع الرائع أعلى تلة خضراء تمثل لوحة فنية متكاملة.
المبنى مصنوع من الحجر والخرسانة، ومكون من جدران بيضاء سميكة، ويبدو السقف المعلق على أعمدة خرسانية متداخلة مع الجدران وكأنه شراع يهب في الريح.
ويقول البعض أن هذا المبنى هو أول نماذج العمارة المستقبلية. ويبدو المبنى في أروع حالاته عند سقوط الأمطار، إذ تتجمع على السقف المنحني لتسقط على الجدران المرفوعة مكونة نافورة سحرية.
متحف غوغنهايم بلباو، أسبانيا
قام بتصميم هذا المبنى المهندس المعماري الكندي-الأمريكي الشهير فرانك جيري، وتم افتتاح المتحف عام 1997. ويعد هذا المبنى واحد من أيقونات الهندسة المعمارية الحديثة، إذ أنه واحد من المباني القليلة التي أجمع أغلب النقاد على دقتها وجمالها.
تم تصميم الجدران المنحنية خصيصاً لتعكس أكبر قدر من الضوء، برغم من أنها قد تبدو عشوائية المنحنيات. يضفي هذا مظهر مضيء خلاب على المبنى، وخصيصاً وقت الغروب.