هل من لقاءٍ بعد طول ِغيابِ
كي يجمعَ الأحباب بالأحبابِ
ما زال جمرُ الشوقِ يفعلُ فعلَه
حتى ولو سرقَ الفراقُ شبابي
ما زلتُ آملُ أن يُجمَّعَ شملُنا
لما يحينُ إلى الديار إيابي
حتى وإن خدعَ السرابُ نواظري
كم قد ظمئتُ إلى خداعِ سرابِ
كم قد أراني في مداه أحبتي
سكبوا نميرَ الحب في أكوابي
يتسابقون إلى اللقاءِ كأنما
سمعوا على بُعد المقام عتابي
فتسابقوا نحوي فتلك خُطاهمو
فكأنهم صاروا على الأبواب
فإذا أخفُّ إلى اللقاءِ وجدتُني
أصحو على وهمٍ أصاب لُبابي
لكنَّني رغم الذي عانيتُه
ما قد فقدتُ إرادتي وصوابي
ما قد يئستُ ولا حرقتُ مراكبي
إني اتخذتُ من العنادِ ركابي
سأظلُّ رغم المستحيل يصدني
ويودُّ رغم تجلُّدي إرهابي
سأظلُّ أُشرع ُفي الدروب مبادئي
وأخطُّ في سفرِ الوجودِ كتابي
وأشق دربي للحبيبِ يضمُّني
وأضمُّهُ ليعيشَ في محرابي
السرمديُّ لقاؤُنا ونعيمُهُ
ما قد تعكَّر صفوُهُ بعذابِ
فإذا بلينا بعد طولِ لقائِنا
فالخلد ُضمَّ ترابَهُ وترابي
مصطفى حسن أبوالرز