اقترب العيد .. والشوارع مزدحمة .. ساقته قدماه لأحد المولات حيث التكييف هروبا من حر الشارع .. يتجول أمام فاترينات المحلات .. يشاهد المعروضات والملابس .. لا يبحث عن شئ معين .. انما قد يجد شيئا مناسبا .
وقف أمام احدى الفاترينات لعله يجد شيئا .. وجاءت بعض السيدات يشاهدن المعروضات أمام نفس الفاترينه .. فأفسح لهن قليلا . كانوا يتحدثون لبعضهم البعض يتناقشن في الأذواق والأسعار . بلا قصد .. نظر اليهن واستكمل مشاهدة المعروضات .. الا أنه توقف لبرهة .. وأعاد النظر اليهن .. كانت بينهما سيده من نفس سنه تقريبا . وقف مكانه وتظاهر باستمراره في مشاهدة المعروضات بينما هو يسأل نفسه .. أحقا هي ؟ . نعم نفس الصوت .. ونفس الابتسامة .. ونفس جمال العين .. قد تغيرت بالتأكيد بحكم مرور الزمن .. كانت آخر مرة التقيا منذ ما يزيد عن 20 سنة في آخر امتحان بآخر سنة بالجامعة .. كان يحبها حبا صامتا .. لم يصرح لها قط .. تحجبت .. وارتدت نظارة طبية.. وامتلأت قليلا بحكم السن .. لكنها هي .. نعم هي .
ما هذا ؟؟ ان قلبه عاد يخفق من جديد .. وكأن الزمن لم يمض . هل تتذكره ؟ هل كانت تشعر به أيام الجامعة ؟ هل تزوجت ؟ بالطبع تزوجت فهي جميلة الشكل والطباع .. ولمَ لا وقد كان كل شباب الجامعة يتمنون ودها .
هل يتحدث اليها ؟ هل سترحب به ان ذكرها بنفسه ؟ هل ....
وفجأة شعر بمن يجذبه من طرف بنطلونه قائلا بصوت رقيق ( ياللا يا بابا .. أنا تعبت بقى )
ياسر أبو السعود