الصديقان واللوحة الجميلة
يحكى أن كان هناك صديقان قررا أن يصعدا علي سطح ناطحة سحاب عالية جداً ليرسمان لوحات جميله، صعد الصديقان وبدأ كل منهما في رسم لوحته، وعندما انتي احدهما من رسم لوحته وضعها أمامه علي سور مرتفع ثم رجع إلي الوراء ليتمعن فيها وفي تفاصيلها الجميلة، فأعجبته جداً وأخذ يواصل الرجوع إلي الوراء ليشاهد المزيد من التفاصيل وتعجبه أكثر وأكثر كلما رجع، إلي أن وصل إلي حافة سطح العمارة دون أن يدري .
انتبه صديقه لما يحدث ولكنه خاف أن يصرخ لينبهه بصوت مرتفع فيرتبك من النداء ويسقط من السطح، فكر سريعاً ثم أخذ علبة الألوان الخاصه به وسكب جميعها علي لوحة صاحبه الجميع فتشوهت جميع ملامحها وتفاصيلها، وهنا ركض صاحب اللوحة باتجاه لوحته وهو يصرخ في غضب شديد : لماذا فعلت هكذا يا هذا ؟ فأجابة صديقه : لو سكت وتركتك في إعجابك بلوحتك الجميلة لكنت ميت الآن أسفل العمارة .
الحكمة من القصة : أحياناً نرى اشياء جميلة بحياتنا نحبها، ونتعلق بها ، حتي تتمكن منها ولا نتخيل حياتنا بدونها، ومن شدة اعجابنا بها وبدون ان نشعر تُرجعنا للخلف .. ولا نكاد ننتبه انها سبب تأخرنا قد نتوجعُ من أشياء مضت وقد نبكي بحرقة على أقدارٌ لم تُكتب لنا، ولكن بعد مرور الوقت نكتشف العبرة وندرك سبب النهاية، وحينها نحمد الله عز وجل كثيراً علي خسارة هذه الاشياء التي تعد خسارتها مكسب مؤكد، أما استمرارها معنا فهي الخسارة بعينها، قال الله تعالي : [ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لكم ] .