فى زمن بعيد كان هناك رجلا اعرج يسير ببطئ شديد و تظهر علية مظاهر الضعف و الوهن . كان يسير فى الغابة يبحث عن بعض الثمار يلتقطها و يأكلها و كان يحتاج لذلك وقتا طويلا جدا نظرا لاصابته و ضعفه و ذات يوما اثناء سيرة قد شاهد رجلا اعمى يجلس فى ظل شجرة و لكنه كان قوى و شديد فتعجب الاعرج و قال سبحان الله هذا الاعمى قد اعطاه الله الصحه و القوة و اخذ بصره و انا قد اعطانى الله البصر و لكنى ضعيف لا اقدر على المشى و فجأه فجر الاعرج الذكى فى فكرة جميلة و هى التعاون بينه و بين الاعمى فالاعرج يستطيع رؤية مالا يراه الاعمى و يستطيع الحصول على الثمار سريعا دون تعب والاعمى يمكنه المشى سريعا حاملا الاعرج لقوته و هكذا يمكنك معا ان يحصلا على المزيد من الثمار بسهولة . و بالفعل قد قامت صداقة مشتركة بين الاعرج و الاعمى فكان الاعمى يسير حاملا الاعرج على كتفيه و كان الاعرج يوجه الاعمى اثناء سيرة و هكذا كانو يتعاونون و عاشو فى سعادة و هناء .
و ذات يوم اثناء سيرهم فى الغابة رأى الاعرج جرة مليئة بالذهب و قد دل الاعمى عليها فتوقفا عندها و كل منهما يصر على ان هذة الجرة من حقة الاعرج يقول انه هو الذى رأها و ان بدونه كان الاعمى لن يستطيع الحصول عليها و الاعمى يقول انه هو الذى سار سريعا تجاة هذة الجرة و ان بدونه كان الاعرج سيتأخر و ربما كان سيعثر عليها احدا قبله او انه لن يستطيع الوصول اليها على الاطلاق . و هكذا بدأ كل منهما فى الشجار و طمع كل منهما فى الجرة للحصول عليها وحدة !
و اثناء شجارهما مر بهما شاب فأرادا ان يحكم هذا الشاب بينهما فأستوقفوه و حكو له قصتهم من البداية فما كان من الشاب الا ان اخذ الجرة فجأة و جرى بعيدا فقد سرقها هذا اللص و لم يستطيع الاعرج ان يجرى وراءة و لم يستطيع الاعمى ان يجرى تجاهه لانه لا يراه .
وهكذا فهم الاثنان الدرس و تعلماه , فهما كانو يستطيعان الحصول علي الجرة معا و حينما ضاعت لن يستطيع احدا منهما الحصول عليها بمفردة !
العبرة من القصه : التعاون هو سبيل من سبل النجاح و الطمع هو بداية الفشل و الخسارة . حب لاخيك ما تحب لنفسك .