عرضت شركة شيفروليه أحدث أجيال السيارة الرياضية كورفيت "ستينغراي" بسقف مكشوف في معرض لوس انجلس الأخير، وهي الوحيدة في تاريخ الشركة البالغ 67 عاماً التي تأتي بمحرك وسطي الموقع. وسبق للشركة أن كشفت عن السيارة في صيغة كوبيه ومحرك وسطي أيضاً في العام الماضي. وتكشف هذا العام عن الفئة المكشوفة. ويعدّ الجيل الحالي هو الجيل الثامن في تاريخ كورفيت.
وتقول الشركة إن كورفيت الجديدة صُمّمت منذ البداية، لتكون سيارة مكشوفة وإن سعة الشحن الخلفية تبقى كما هي في السيارة الكوبيه، وتتسع لحقيبتي غولف، حتى مع كشف السقف. وتشغّل السقف كهربائيا بستة محركات تتسم باعتمادية أعلى من النظام الهيدروليكي. ويمكن خفض السقف تماماً في زمن لا يتعدى 16 ثانية، ومع انطلاق السيارة على سرعات تصل إلى 30 ميلاً في الساعة. ويفصل مقصورة الركاب عن المحرك حاجز زجاجي.
ويأتي السقف في قطعتين من خلائط الكربون بلون السيارة، بحيث تتحول إلى كوبيه عند إغلاقه. ويمكن للمشتري أن يختار سقفاً كربونياً بلون مختلف أو طلاء أسود. وتدخل السيارة إلى مرحلة الإنتاج خلال الربع الأول من العام الجاري في مصانع الشركة في ولاية كنتاكي. وتصل السيارة إلى الأسواق الأميركية وأسواق الشرق الأوسط أولاً، ثم تنتج الشركة في مرحلة لاحقة سيارات بمقود على الجانب الأيمن لأسواق التصدير، مثل بريطانيا واليابان وأستراليا.
وفي لوس أنجليس تساءل بعض الصحافيين الأميركيين عن حكمة التحول إلى محرك وسطي، بينما الأجيال السابقة كلها كانت ذات محرك أمامي، وهي صفة أساسية لهذه السيارة. وشرح مهندسو الشركة أن الجيل السابق للسيارة كورفيت بلغ ذروة الكفاءة والانسيابية لتصميم السيارة كورفيت. وفي الجيل الثامن رأت الشركة أن الانتقال إلى مرتبة أعلى في تصميم السيارة لزم له التغيير في موقع المحرك، ليواكب المنافسة من السيارات السوبر الأخرى بكفاءة. وتعتمد سيارات مثل فيراري وبورشه ومكلارين على محركات وسطية أيضاً.
وقال كبير مهندسي الشركة تادج غوشتر، إن هذا هو الوقت المناسب للانتقال إلى محرك وسطي بعد الاعتراف منذ فترة، أن الشركة وصلت إلى مدى التصميم والكفاءة بالاعتماد على محرك أمامي. وهي فضلاً عن التقنيات والتحسينات التي أدخلت عليها مازالت الأقل كلفة في القطاع بأسعار تبدأ من 60 ألف دولار.
المحرك
وتأتي كورفيت "ستينغراي" لعام 2020 بمحرك سعته 6.2 لتر بثماني أسطوانات، يوفر للسيارة قدرة 495 حصاناً و637 نيوتن متر من عزم الدوران، من دون أي شحن توربيني. ويرتبط المحرك بناقل حركة أتوماتيكي مزدوج بثماني سرعات، يدفع العجلات الخلفية. ويعدّ الناقل المزدوج أيضاً الأول في تاريخ كورفيت، وهو الوحيد المتاح لهذه السيارة. ويختار السائق السرعة من أزرار على الكونسول الوسطي أو يدوياً من على المقود.
ويختلف نظام التعليق في السيارة عن الطراز الكوبيه، بعد تعديلات جرت على شاسيه السيارة. وهي ثانية أسرع كورفيت أنتجت حتى الآن، باستثناء الطراز السابق "سي7"، وتصل إلى سرعة 60 ميلاً في الساعة في ثلاث ثوان. وهي السيارة الرياضية الوحيدة في القطاع التي تحافظ على قاعدة استخدام محركات من دون شحن توربيني. وهي صفة يفضلها هواة السيارات الرياضية المحترفون الذين يمقتون الشحن التوربيني. وعلى رغم عدم إفصاح الشركة رسمياً عن نسبة استهلاك الوقود، فإن التجارب التي جرت في أميركا على السيارة قدرت النسبة بـ 26 ميلاً للغالون الواحد. وهي تنطلق إلى سرعة قصوى تقترب من 200 ميل في الساعة.
أثناء القيادة يمكن للسائق أن يعتمد على النقل الأتوماتيكي أو يحرك قلابات على المقود لتغيير السرعة يدوياً. ولن توفر الشركة نماذج بناقل سرعات يدوي، حتى مع وجود نسبة من الطلب على هذا النوع من تغيير السرعة. ولكن السائق يستفيد من أنماط قيادة عدة تناسب ظروف القيادة منها نمط "زد" الذي يتيح ضبط أنظمة السيارة بما يلائم قدرات السائق. ويمكن للسائق عند كشف السقف سماع زئير المحرك عند التشغيل.
تأتي كورفيت الجديدة بخيار 12 لوناً خارجياً وستة ألوان داخلية وستة ألوان لأحزمة السلامة. ويمكن للمشتري أن يختار من بين ثلاثة تصميمات للمقاعد وثلاثة الوان لغرز حياكة جلود التجهيز الداخلي. وتوفر الشركة أكبر عدد من الأكسسوارات لهذه السيارة وبنسبة أعلى من أي سيارة كورفيت سابقة.
التصميم الداخلي يتكون من مقعدين في موقع متقدم أمام قمرة المحرك، وشاشتين إحداهما ملونة بقياس 12 بوصة أمام المقود، عليها مؤشرات القيادة الإلكترونية والأخرى أصغر حجماً في موقع وسطي يواجه السائق، وهي تعمل باللمس وتحتوي على أنظمة الترفيه وخرائط الملاحة. ويوفر صف المفاتيح الوسطي التحكم في تكييف الهواء. ويبدو شكل المقود رباعياً مثل سيارات السباق.
من أغرب جوانب التصميم الداخلي صف الأزرار الطويل الذي يمتد على يمين السائق بموازاة المقعد مع مقعد الراكب الأمامي. ومن معالم التصميم الخارجي الفتحات الجانبية المصممة لتحويل تيار الهواء إلى المحرك الخلفي والمبردات. وتوفر السيارة مساحتين للشحن، واحدة أمامية والثانية خلف المحرك بإجمالي 13 قدماً مكعبة. وتقول الشركة إن المساحة الخلفية تستوعب حقيبتي غولف، واحدة فوق الأخرى. وتستوعب المساحة الأمامية حقيبة صغيرة تماثل في حجمها حقائب اليد في الطائرات.
من التقنيات المتضمنة في السيارة التواصل اللاسلكي عبر "بلوتوث" ونقطة اتصال انترنت "4 جي" مع تواصل عبر "آبل كار بلاي" و"أندرويد أوتو". ويعمل النظام بسرعة استجابة شبه فورية. وتوفر السيارة الكثير من تقنيات السلامة وأهمها مراقبة النقاط العمياء على جانبي السيارة، والتحذير من المرور الخلفي العرضي. ويمكن اختيار تقنيات متعددة في الفئات العليا من السيارة.
التصميم الذي يعتمد على المحرك الوسطي، له مزايا عدة، منها التوزيع المثالي للوزن وانخفاض لنقطة الجاذبية وقدرة أعلى للتحكم والمناورة. ولكن التصميم الداخلي في كورفيت الجديدة لا يرقى إلى المستوى، حيث صف الأزرار الممتد من الكونسول الوسطي يعمل حاجزاً بين السائق والراكب الأمامي ويعزل بين الاثنين.
والخلاصة أن هذه السيارة توفر قيمة جيدة، لما تحويه من قدرات وتقنيات تضارع سيارات سوبر أخرى بخمسة أضعاف ثمنها. وهي من السيارات المحبوبة في المنطقة ويقبل عليها الشباب، خصوصاً من الفئات التي درست في أميركا وشاهدت أجيال سابقة من هذه السيارة يقودها طلبة أثرياء إلى الحرم الجامعي.