(رابعُ الأسماء)
مانُقطةٌ بمعاجِمِ الأسماءِ
كانت مَدارَ الباءِ قبلَ الباءِ
يتكوَّنُ اللاشئُ من مكنونها
من أبجديَّةِ ألفِها للياءِ
في كفِّها كافٌ يُمَحوِرُ نونَها
وبِنونِها فُلُكٌ بغيرِ إناءِ
يتجسَّدُ المَعنى إماماً عندها
ونُبوَّة ً بنُبؤَةِ العُظَماءِ
مَدَّت جَناحَيها على طولِ المَدى
نحوَ السما أُفُقاً بدونِ سماءِ
لا ليسَ قبلَ اليومِ،قبلَ أوانِهِ
مُذ كان عرشُ اللهِ فوقَ الماءِ
مُذ قِيلَ للأكوانِ كوني ، تَمخَّضَت
وتَجَلبَبَت بِعَباءَةِ الإسراءِ
قُدسيَّةٌ في النَشأتينِ نشؤها
بالذَرِ قبل البَدءِ والإنشاءِ
من قابِ قوسَينِ تَدلّى نورُها
ليَغوصَ وجهُ الضوءِ بالعَتماءِ
ويَطلُّ من هامِ الذُرى فانوسُهُ
مِشكاة نورِ اللهِ في الظلماءِ
لاهوتُهُ قد طَلَّ من ناسوتِها
فَلَكاً فشكَّلَ رابِعَ الأسماءِ
نُقِشَت بساقِ العرشِ صورةُ إسمهِ
فٱقتادَتِ العَلياءَ للعَلياءِ
قَمَرٌ جلالُ اللهِ في قَسَماتهِ
حاكت سَوامقُهُ ذُرى الجَوزاءِ
فَهوَ الكريمُ كريمُ آلِ مُحمَّدٍ
والمُجتبى ذو الطلعةِ الغَرّاءِ
سِبطٌ يحيطُ بهِ البهاءُ مهابَةً
وتطوفُ فيهِ مناسِكُ العُرَفاءِ
مَلأَ الوجودَ مَوائِداً ومكارماً
من راحَتَيهِ مَكارمُ الكُرماءِ
للجودِ بحرٌ، فوق كفِّهِ ساجدٌ
جَيشٌ من الإحسانِ والآلاءِ
فالجودُ أسلَمَهُ قِيادَهُ مُذعِناً
إذ جاءَهُ يمشي على إستحياءِ
صَلَّت عليهِ طلاسِمُ الصبرِ الّذي
مافَكَّ رَمزها أعقلُ العُقلاءِ
مالصلحُ إلاّ عندَ رَدَّةِ طرفهِ
خبزاً وتمراً كان للفقراءِ
✍. الخادم_أبوعلي النجفي