نبي الله شمويل والكاهن عالي
على باب الخيمه التي عبد فيها الله وكان بني اسرائيل يعبدون الله كل يوم ويتقربون له ، وقف الكاهن “عالي ” واولاده يسرقون اموال الفقراء ، و يرتكبون الفاحشه و يغازلون الفتيات القادمات للإستغفار ، حتى تحول مكان العباده الى مكان يعصي فيه الله تعالى ومكان للمعاصي والموبقات .
وكان بنو اسرائيل قد اشركوا بالله ، فعبدوا آلهة أخرى ، مثل “بلاعيم – عشتاروت ” وهي اصنام ، لا تنفع ولا تضر ولم يكن في بني اسرائيل ، إلا مؤمن واحد وهو شمويل عليه السلام ذلك الفتى الذي ينتهي نسبه الى الأنبياء ، و ذات ليله وبينما شمويل نائما ، بجوار الكاهن عالي اذا سمع صوت مثل صوت عالي ينادي قائلا:
- شمويل – شمويل ، فقال شمويل : نعم يا ابتاه هل تناديني ، فقال عالي يابني لم اناديك فارجع الي نومك ، وعاد الصوت مره اخرى يناديل ” شمويل ، فقام الفتى من نومه وقال : يا ابتاه هل تناديني فقال عالي، لا يا بني ان ناديتك في الثالثة فلا ترد علي ، وعاد الصوت ثانيتا ينادي شمويل – شمويل وهنا ظهر سيدنا جبريل عليه السلام.
- و اوحى اليه انه قد صار نبيا الى بني اسرائيل و عليه الان ان يبلغهم كلام الله وفي الصباح ، قال الكاهن عالي مشمويل ماذا حدث ليله امس يا بني ؟
- قال شمويل :بعثني الله رسولا اليكم واوحي الي انه غضبان عليك وعلى اولادك ، و سوف يهلككم بذنوبكم خرج شمويل داعيا قومه إلى عبادة الله وترك المعاصي والتوبه ، مما يفعلون فكانوا يحبونه ويسمعون له ، لكنهم ظلوا على معصيتهم ، ولم يتوب منهم احد الا قليل .
وظل شمويل فيهم يدعوهم ، ويقرأ عليهم التوراة ويبلغهم ما انزله الله إليه ، ولكن اليهود احبوا الدنيا ونسوا الاخره ولم يؤامن معه الا قليل .
كانت الحروب بين اليهود وبين العمالقه ، مستمر وكان الانتصار دائما حليف اليهود ، حتى كانت معركه كبيرة بين اليهود والعماليق ، نشبت الحرب بين الفريقين ، فريق العمالقه وفريق اليهود ، انتهت المعركه وكان الانتصار من نصيب العماليق على بني اسرائيل ,
حزن نبي الله شمويل حزنا شديدا و زادت احزان اليهود في هذه المعركه ، كان نبي الله شمويل يعرف أن الله سوف ينزل عقابه على بنو اسرائيل كما أخبره الوحي ، لعصيانهم ، جلس رؤساء اليهود يتشاورون في امر هذه الهزيمه وتوصلوا في نهايه الأمر .
إن السبب في ذلك انهم تركوا التابوت المبارك ، ولم ياخذوه معهم فلقد كانوا يضعون التابوت امامهم ، قرروا ان ياخذوا التابوت معهم في المعركه القادمه ، حتى يتحمس الجنود في المعركه ويقتلوا الأعداء ، قتالا شديدا وينتصروا على اعداء الله .
وجاء اليهود بالتابوت من المعبد ، و خرج شباب بني اسرائيل جميعا ، في حرب العماليق مره أخرى ، وهم واثقون بأن النصر سيكون من نصيبهم لان التابوت معهم ، ودارت معركه اخرى ، بين اليهود وبين العماليق واشتدت المعركه وزادت حماس اليهود ، وحتى اقتربوا من تحقيق النصر ، وتراجعت جوش العمالقه ، ظن اليهود انهم انتصروا .
ولكن قام قائد العماليق ، وهو يرى جنوده تنهزم فنادى في جنوده قائلا : أيها الرجال قد جاء اليهود يقاتلوكم فاذا انتصروا عليكم ، فانكم ستصبحون عبيدا لهم وسوف يدخلون بلادكم ، ويقتلون اطفالكم ويستحيون نسائكم ويفعلون المنكرات .
وهنا هب الجنود إلى القتال وحاربوا اعدائهم من اليهود واشعلت هذه الكلمات نار الحماسة في نفوس العماليق فعادوا يقاتلون ، مثل الاسود ، ورأى شباب اليهود اعدائهم قد هجموا عليهم بشراسة ، فتراجعوا وزاد خوفهم حتى استطاع فريق جيش العماليق في قلب الهزيمه نصرا ، راح العماليق يقتلون في اليهود حتى قتل عدد كبير منهم ، واسره على عدد كبير وبقى عدد قليل من اليهود لم يقتل ، ولم يستطيع القتال ففروا هاربين .
من المعركه وتركوا التابوت المبارك ، واخذه العمالقه معهم ، وعاد احد الهاربين من المعركه الى بني اسرائيل في المدينه نصر ، ورأه الناس ففزعوا وقالوا :
- ماذا حدث ؟
فقال لهم انهم هزموا خرج الرجال والنساء من بنو اسرائيل ، وخرج الكاهن عالي وهو يقول ماذا حدث ، قال الرجل : لقد هزمنا العماليق هزيمة كبيره ، قال عالي : ماذا حدث لابنائه ، اخبره الجندي بأنهم قتلوا جميعا.
وهنا قالوا وأين التابوت ؟
قال الجندي أخذه الاعداء معهم ، ظهر الحزن على وجهه عالي ثم اخذ يتنفس بصعوبه شديده ، ثم سقط على الارض ميتا حزنا على اولاده والتابوت ، وهكذا انزل الله العقاب على عالي واولاده كما اخبر جبريل نبي الله شمويل من ذي قبل .