رب ضارة نافعة
يحكى أن هناك امرأة تزوجت من رجل بدا جيدًا ومناسبا لها، وكانت الحياة تسير بهم هادئة مريحة وقربت بين الزوجين بشكل كبير مما جعل الزوجة ترتبط بزوجها بشكل قوي نوعًا ما، ولكن بعد مرور الشهور الأولي على هذا الزواج بدأ الفتور يدب في الحياة بين الزوجين وبدأ الزوج في الابتعاد عن زوجته والعزوف عنها وهو ما لاحظته الزوجة وفطنت إليه، إلا انها لم تترك الامر بل حاولت معالجته بمحاولة التقرب من زوجها ومد العلاقات بينهما حتى لا تفتر الحياة اكثر وتزداد الفجوة بينهما ويستعدون جذوة الحياة بينهما.
كان رد فعل الزوج محبط إذ اصر على بعده ونفوره وأظهر ضيقه من محاولات الزوجته في التقرب إليه، مما دفعها إلى الكف عن محاولة التقرب إلى زوجها وكسر البرود الذي حل بحياتهم، ومرت الأيام بهم على هذا الحال إلى أن وصل إلى الزوجة رسالة على هاتفها المحمول من رقم غريب حيث كان مضمون الرسالة أن زوجها يكرهها ولا يطيقها ويحب امرأة أخرى ومن الافضل لها لحفظ كرامتها وماء وجهها أن تترك هذا المنزل وترحل.
دخلت الزوجة بعد هذه الرسالة في صراع مع نفسها أتواجه زوجها بما ورد في الرسالة أم تكتم الامر وتنتظر لترى ما تسفر عنه الأيام وتحاول البحث في الامر بعيدًا عن تلك المواجهة، إلى أن استقرت على حذف الرسالة وكتم الامر ولكن مازالت رأسها تشتعل بالأفكار وتود الوصول إلى حقيقة الامر وهل زوجها حقًا يخونها.
فكرت الزوجة كثيرًا إلى أن هداها تفكيرها إلى فكرة فقامت بالاتصال بزوجة أحد رفاق زوجها وقد عرف عن هذا الرجل الخلق الكريم والتمسك بالدين إلى جانب أنها صديقتها وطلبت منها أن تلتقيها فوافقت تلك المرأة مباشرة وأخبرتها أن ستحضر إلى منزلها، وبالفعل في اليوم التالي حضرت المرأة وتناولوا وجبة الافطار معًا كل هذا والزوجة مازالت في صراعها هل تخبر صديقتها بما تمر به حتى يساعدها زوج تلك الصديقة على كشف غموض زوجها وخباياه أم تحتفظ بسرها، إلا أنها استقرت على الكتمان مرة أخرى.
استأذنت الصديقة الزوجة الدخول إلى الحمام فأذنت لها ولكنها أخطأت خطأ كشف كل الغموض، إذ تركت هاتفها على الطاولة وعند دخولها إلى الحمام رن هاتفها فكان الرقم الظاهر على الشاشة هو رقم زوج الزوجة المخدوعة فقامت دون تردد وردت على الهاتف فسمعت زوجها وهو ينادي تلك الصديقة بحبيبتي ويؤكد معها على ميعادهم هذه الليلة، وهنا تأكدت المرأة من خيانة زوجها لها ولزميله وعرفت من هي تلك المرأة التي راسلتها وهى على علاقة بزوجها حيث لم تكن إلا صديقتها، وعندما عادت من افكارها اخبرت من على الهاتف أن والدتها في الحمام وأغلقت الهاتف وحذفت المكالمة من سجل الهاتف.
لم تحدث الزوجة أي بلبلة بل فقط طلبت الطلاق وأخبرت زوجها بأنه إن لم يقبل أن يطلقها فستلجأ إلى المحكمة ولم يتأخر الرجل بل طلقها مباشرة وعادت إلى بيت أهلها، ولكنها بحثت إلى أن وصلت إلى زوج صديقتها الخائنة وأخبرته عن خيانة زوجته واستحلفته أن لا يسبب اية فضائح أو بلبلة ففعل الرجل وطلق زوجته الخائنة في هدوء.
مرت الأيام بتلك الزوجة إلا أن انتهت عدتها فجاء زوج صديقتها الخائنة وتقدم إليها وقد كان نعم الزوج ونعم العوض من الله، حيث كان رجلًا انعم الله عليه بالخلق والدين وحسن المعشر فكان مكافأتها من الله على ما مرت به من ألم.
وانتهى الأمر بالزوج والزوجة الخائنين بعدم الزواج فالخائن لا يأتمن أي أحد حتى ولو كان شريكه ومن ساعده في خيانته.