( التدخين مضر بالصحة.. لكنه ليس فعلاً عدمياً.. هو فعل منتج.. منتج و أنتِ تشتعلين جمرة رابعة.. و تمسين قشرة البرتقال التي تهز ذوق التبغ.. و الإلهة التي تحرس فنجان الأركيلة من الاحتراق.. و الخيال الذي يرافق كل دفعة دخان من قلبي)
لأول مرةٍ.. و كمرةٍ أخيرة.. تذوقي معي هذا الدخان الذي يرسم وجهكِ بطعم البرتقال بثلاث كلماتٍ من نار.. تذوقيه لتعرفي كيف يودع المغتربون النوارس على ضفاف دجلة.. لــ كيف ينظر حبيب لحبيبته و هي تقفز من عينيه إليها.... ثم انهضي فجأة لأخبر فتى المقهى بأن زمن الدخان قصير و بأني كنت أصنع غيمة من حضورك السريع.. و ارحلي دون أن تلقي على المكان تحية.. سأحتل مقعدكِ و أضع يديّ على مكان يديكِ كما لو كنت أمسكهما كي لا يفلت اللقاء و تنهار هذه اللحظات..و أردد صمتي و غمزة عينكِ اليمنى و أنتِ تقولين رافضةً (تؤ) و أكرر دهشتي من اللغة الدخيلة.. و أكتب بآخر روح لقشرة البرتقال تحت النار : النصوص تكتب بالدخان أيضاً.