تعني الحرية عدم وجود حواجز تحول دون تنمية قابليات الإنسان. ويتساءل: هل إن الإسلام يؤيد حرية الفكر والعقيدة أم لا؟
هنا يكون الفرق بين الفكر والعقيدة، فالفكر هو ما يجب تنميته، والإسلام يجعل العقل طريقا للاعتقاد بأصوله، إذ لا يقبل من مسلم الاعتقاد بأصوله من باب التقليد الأعمى، بل لا بد أن يصل إلى يقين في ذلك.
أما العقيدة التي تحصل عن طريق التعلقات القلبية وحسب هل يجب احترامها؟ هل يجب أن يكون الإنسان حرا في أن يعبد ما يشاء وثنا أو بقرا أو فأرا أو أعضاء الجهاز التناسلي؟ إن هذه العقائد تعطل الفكر وتقف في طريق تنمية القابليات، ولم تكن سوى نتاج بيئة أو محيط غير صحي.
إن المغالطة الموجودة في العالم حاليا هي هنا حين يقال لإن فكر الإنسان يجب أن يكون حرا، وبالتالي يجب أن يكون حرا في اختيار أي شيء بوصفه عقيدة، والحال غن هذه العقائد تقيد الفكر.
ويطرح تساؤلا جميلا: هل إن من مستلزمات احترام الإنسان هو أن نقوم بتوجيه الإنسان في مجال الرقي والتكامل أم أن نقول له: إننا نحب لك كل ما تحبه لنفسك ولو كان قيدا؟ إن احترام هذا القيد هو عدم احترام لقابليات الإنسان ولاعتباره الإنساني في مجال التفكير.
لقد حطم نبي الله إبراهيم الأوثان ليعيد الناس إلى عقولهم، وهكذا فعل موسى بعجل السامري.
لقد فرض الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التعليم الإلزامي في حدود المرحلة الإبتدائية ولم يقل أحد إن في هذا تقييدا لحرية الإنسان، بل يرى الجميع صوابية هذا القرار.
وهكذا الإسلام يرى حرية الفكر وحرية العقيدة القائمة على أساس التفكير، أما حرية العقيدة التي لا يكون مبناها الفكر فلا توجد في الإسلام أبدا.